إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: حكايات قصيرة مكيرة!

إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: حكايات قصيرة مكيرة!إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: حكايات قصيرة مكيرة!

*سلايد رئيسى8-5-2019 | 17:25

احترت طويلا.. موضوعات كثيرة تغرى بالكتابة.. أيها أختار.. كلما استقر رأيى على موضوع أشعر وكأن باقى الموضوعات تصرخ بأعلى صوت تنادينى وتشد ثيابى لتلفت انتباهى!.. وأخيرًا قررت أن أضع حدًا لحيرتى واخترت أن أكتب فى كل الموضوعات.. ولهذا كان ضرورى أن تكون قصيرة.. أما لماذا وصفتها بالمكيرة كما قلت فى العنوان فلأنها تبدو مجرد حكايات هدفها تسلية القارئ لكنها فى الحقيقة تعلمه الدروس والعِبر دون أن يدرى! وأبدأ بنكتة.. كلما تذكرتها أضحك كأننى أسمعها لأول مرة ! تقول النكتة إن رجلا اتصل بمنزله فردت عليه الخادمة فسألها: أين سيدتك؟ قالت له ستى فى غرفة النوم مع سيدى ياسيدى! قال لها الرجل مندهشًا: ماذا تقولين يا بلهاء أنا سيدك.. كيف أكون مع سيدتك فى غرفة النوم؟ قالت الخادمة: والله يا سيدى ستى نايمة مع سيدى فى غرفة النوم.. اذهبى يا بلهاء وتأكدى. غابت الخادمة دقيقتين وعادت تقول: فتحت الباب بالراحة يا سيدى فوجدت ستى نائمة إلى جوار سيدى.. يا سيدى! وصرخ الرجل غاضبًا مهتاجًا.. الخائنة تنتهز فرصة سفرى وتحضر عشيقها إلى غرفة نومى.. اسمعى.. نفذى ما سأقوله لك بالحرف الواحد.. اذهبى إلى المطبخ وأخرجى السكين الطويل من الدرج وتسللى بهدوء إلى غرفة النوم ثم انهالى بالسكين على الاثنين.. بسرعة! ذهبت الخادمة وعادت تقول لسيدها: فعلت ما أمرتنى به يا سيدى.. لكن الدم بدأ ينساب من السرير إلى أرضية الغرفة.. ماذا أفعل؟ قال لها الرجل: اذهبى إلى حجرة السُفرة ستجدين مشمع كبير، قاطعته الخادمة وهى تقول: سُفرة احنا معندناش حجرة سُفرة يا سيدى.. رد الرجل بصوت منخفض.. الله مش دى نمرة كذا كذا كذا؟.. لا يا سيدى.. رد الرجل: آه متأسف جدًا يبدو أن النمرة غلط (!!!). والآن علينا أن نسأل أنفسنا كم ارتكبنا من أخطاء بسبب تسرعنا.. كم مرة اكتشفنا أن النمرة غلط ؟! الحكاية الثانية من بريطانيا وتقول إن سيدة تدعى روش موريس أحست بأعراض مقلقة فذهبت مع زوجها لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة. قال لها طبيبها المعالج إنه يشك فى وجود ورم بعنق الرحم، لكننا سنعرف الحقيقة بالضبط بعد ظهور نتائج التحاليل والفحوصات. فعلت السيدة وقامت بإجرائها وانتظرت النتائج والقلق يكاد يعصف بها.. فلما ظهرت النتائج ذهبت على الفور إلى طبيبها المعالج تعرضها عليه. قال لها الطبيب وهو يبتسم: الحمد لله.. ليست هناك أى أورام. شعرت السيدة بسعادة غامرة انعكست على زوجها وأسرتها، لكنها بعد عدة شهور عادت تشكو من نفس الأعراض فذهبت إلى طبيبها الذى طلب منها إجراء الفحوص والتحليلات.. وفعلت، وعندما ظهرت النتائج عرفت من طبيبها أنها مصابة بسرطان فى عنق الرحم.. وعرفت أن التحليلات والفحوصات الأولى كانت خاطئة.. ثم اكتشفت ما هو أخطر.. اكتشفت أن المعمل الذى قامت فيه بإجراء التحاليل والفحوصات عرف أنه أخطأ لكن أحدًا من المسئولين لم يتصل بالمريضة ويخبرها بالحقيقة. قامت السيدة برفع دعوى قضائية أمام المحاكم فحكم لها بتعويض قدره 2.1 مليون يورو.. تصور! أظننا سمعنا فى مصر حكايات كثيرة عن أخطاء الأطباء وحكايات أكثر عن إهمالهم.. طبيب نسى فوطة داخل بطن مريضة.. طبيب يستأصل العضو السليم ويترك العضو المصاب.. طبيب يصعد إلى حجرته داخل المستشفى لمشاهدة مباراة كرة القدم، بينما هناك مريض تنزف دماؤه وهو يصارع الموت.. سمعنا عن كل هذه الحكايات لكننا لم نسمع أبدًا عن حُكم قانونى بتعويض مريض، مع أن الإنسان فى مصر يولد ويعيش ويموت كما يولد ويعيش ويموت أى إنسان فى بريطانيا.. إلا إذا كانت قيمة الإنسان فى مصر أقل من قيمة الإنسان فى بريطانيا وفى أوروبا والدول المتقدمة! الحكاية الثالثة عن رمضان.. كل عام وأنتم بخير فقد جاءنا رمضان.. وعلى الرغم من أن مجىء رمضان محسوب بمنتهى الدقة بفضل علوم الفلك لكنه بالنسبة لنا يأتى دائمًا مفاجأة.. وهكذا ما أن تعلن دار الإفتاء عن بدء شهر الصوم إلا وتجد الشوارع وقد مسها الجن.. زحام غير مبرر، وتدافع مفاجئ على محال بيع الأغذية، وأكياس ممتلئة يحملها كل أفراد الأسرة، وعادة يخطئون فى عدها.. وكله كوم ومحال الألبان كوم آخر.. تدافع غير مبرر وسحب لكل كميات الزبادى. وهناك عادة سيناريو أو اثنين يتكرران فى كل البيوت المصرية.. السيناريو الأول هو سيناريو النكد ويبدأ بسؤال تلقيه الزوجة وهى ترتدى ثوب البراءة: إيه رأيكم يا ولاد نفطر فين أول يوم؟.. تيتة سعاد كلمتنى!.. ويشعر الزوج أن زوجته تحاول أن تسرق منه ومن عائلته "لمة" أول يوم رمضان فيبادر بالقول: لأ يا ولاد تيتة عواطف مستنيانا.. ويظل الاثنان الزوج والزوجة يصرخان: " سعاد.. عواطف.. سعاد.. عواطف"، وتكشر الزوجة عن أنيابها وهى تقول: السنة اللى فاتت فطرنا أول يوم عند أمك.. أمى يا قليلة الأدب.. ويتكهرب الجو وتقسم الزوجة مائة يمين أنها لن تتحرك من منزلها.. ويخيم النكد على المنزل.. حتى مطلع الفجر! أما السيناريو الثانى فيمكن أن تطلق عليه اسم سيناريو "الفجعة".. ويبدأ أيضا بسؤال برىء من الزوجة: عايزين تفطروا إيه يا ولاد أول رمضان؟.. وتنهال الطلبات من كل أفراد الأسرة.. بطة.. رقاق.. أرز بالمكسرات.. ملوخية.. فراخ بانيه.. مكرونة بالباشاميل.. سلطة خضراء.. ماتنسيش الطرشى.. نفسى فى دقية بامية.. ماتنسيش محشى ورق العنب. ويأتى أول يوم رمضان وتختفى الزوجة داخل مطبخها حتى يحين موعد إطلاق مدفع الإفطار.. ويجلس الجميع حول المائدة فيجدوا أمامهم كل ما طلبوه.. بلا استثناء. وينظر الزوج إلى السفرة ثم يميل على زوجته ويقول بصوت خافت: أُمّال فين طبق الفول اللى طلبته؟.. أنا آسفة يا أبو فلان.. نسيت والله أعمل إيه ؟! ما أنا لو ألاقى حد يساعدنى.. وبالطبع يكون للبواب وعُمّال الأمن والحارس الموجود تحت العمارة نصيب من هذا الطعام كله.. ليس لأسباب دينية وإنما لأن الثلاجة مفيهاش مكان! هل تعرف ماذا تقول الأرقام عن الطعام فى شهر رمضان.. اسمع يا سيدى.. ينفق المصريون على الطعام ما يقرب من 45 مليار جنيه.. أى أننا نأكل كل يوم فى رمضان بحوالى 1.5 مليار جنيه.. تصوروا؟.. وتؤكد إحصائيات الغرف التجارية أن المصريين يلتهمون 2.7 مليار رغيف خبز و10 آلاف طن من الفول و40 مليون دجاجة خلال الأسبوع الأول فقط من شهر رمضان. وبالطبع تتناقض كل هذه الأرقام مع شكوى المصريين المستمرة من ضيق الحال وارتفاع الأسعار.. لكن الأغرب أننا نأكل ونحن صائمين أكثر بكثير مما نأكل ونحن نأكل (!!!) الحكاية الرابعة عن الألقاب.. ناشط.. حقوقى.. ناشط سياسى.. مدون.. عضو الائتلاف.. رئيس الائتلاف.. وغيرها من الألقاب التى ما أنزل الله بها من سلطان. فإذا حاولت أن تعرف المعنى فسوف تكتشف أن كل الطرق تؤدى إلى روما.. فكل هذه الألقاب معناها أن أصحابها عاطلون، لا شغلة لهم ولا مشغلة. وتبدو والمفارقة غريبة.. فعلى الرغم من أن ثورة 23 يوليو 1952 قامت بإلغاء الألقاب رسميًا.. فلم يعد هناك باشا أو بك أو أفندى.. نجد أن ثورة 25 يناير 2011 اخترعت ألقابًا لم يعرفها المصريون من قبل وأظن أن الفارق كبير بين ألقاب جميلة تم إلغاؤها فى ثورة يوليو وألقاب بلهاء تم اختراعها فى ثورة يناير (!!!). الحكاية الخامسة عن الأستاذ أيمن نور.. بدأ حياته مزورًا وهو الآن على وشك أن ينهى حياته مزورًا بدرجة خائن! عمل أيمن نور فى بداية مشواره صحفيًا فقام بتزوير صور لتعذيب السجناء باستخدام قلم روج.. وعندما ابتعد عن الصحافة واتجه إلى السياسة قام بإنشاء حزب عن طريق تزوير توقيعات مؤسسية، ويحكم عليه بالسجن ثم يتم الإفراج عنه إفراجًا صحيًا.. فيحاول تزوير الحقيقة ويتقدم بترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية فى عام 2012 مستغلا الفوضى.. لكن القانون يقف له بالمرصاد ويمنعه من الترشح. وأخيرًا يتحول إلى معارض فى الخارج فيستخدم التزوير لإنشاء قائمة بها مائة شخصية مصرية يزعم أنه اتفق معهم على تشكيل جبهة لإنقاذ مصر.. فإذا بعدد كبير من الأسماء المعلنة يؤكدون أن أيمن نور كاذب ومزور وأنه لم يتصل بأحد منهم ولم يتواصل معه ولم يأخذ رأيه. أيمن نور مزور مع سبق الإصرار والترصد.. بدأ حياته مجرمًا جنائيًا وهو الآن يؤكد أنه خائن وعميل! عزيزى القارئ.. ما رأيك فى هذه الحكايات القصيرة المكيرة.. على أية حال أظن أنها ستعجب رئيس التحرير فقد كتبت له خمس مقالات بسعر مقال واحد.

    أضف تعليق

    وكلاء الخراب

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2