حقيقة وتفاصيل الحرب التجارية بين أمريكا والصين

حقيقة وتفاصيل الحرب التجارية بين أمريكا والصينحقيقة وتفاصيل الحرب التجارية بين أمريكا والصين

* عاجل16-5-2019 | 00:15

كتبت: أمل إبراهيم

فى الآونة الأخيرة يتردد كثيرا مصطلح "الحرب التجارية" ، وذلك على خلفية المنافسة بين أمريكا، والقطب الصاعد "التنين الأصفر "، فماذا يعنى هذا المصطلح.. وما هى حقيقة وتفاصيل هذه الحرب ؟! الحرب التجارية تعنى فرض رسوم جمركية بين دولتين أو أكثر بهدف تحقيق منافع أقتصادية، وحماية الصناعة الوطنية ورفع معدل التصدير، وفرض السيطرة الاقتصادية.

الناتج المحلى وأكبر احتياطى

ويبلغ حجم الناتج المحلى الإجمالى للولايات المتحدة الأمريكية نحو 19 تريليون – ألف مليار – دولار فى حين يبلغ حجم الناتج المحلى للصين نحو 12 تريليون دولار، والأخير يحقق نموًا متسارعًا خلال السنوات الأخيرة. وقررت الصين فرض رسوم على قائمة من الواردات الأمريكية، وهى سلع بقيمة 60 مليار دولار، بنسبة تتراوح بين 5 و25% على نحو 5000 منتج أمريكى، ويبدأ التنفيذ فى اوائل يونيو 2019، وذلك ردًا على إجراء سابق من قبل "واشنطن" بفرض رسوم جمركية على المنتجات الصينية بنسبة تصل لـ10% وبقيمة تصل لـ200 مليار دولار. الصين تمتلك أكبر احتياطى من النقد الأجنبى فى العالم، بأكثر من 3 تريليونات دولار، وقيمة احتياطيات "بكين" من الذهب تسجل 78.525 مليار دولار، مما يجعلها أبرز الدول المؤثرة فى القرار الاقتصادى العالمى.

التأثير على المستثمرين

وتؤثر الحرب التجارية على المستثمرين حول العالم، مما يدفع مؤشرات أسواق المال والبورصات الكبرى إلى التراجع جراء حالة عدم اليقين من مستقبل الاقتصاد العالمى. ويمثل الاستثمار فى الذهب ملاذًا آمنًا، للمستثمرين فى أوقات الأزمات الدولية وفى الحرب التجارية حيث تنخفض مخاطر الاستثمار به مقارنة بالعملات وأدوات الاستثمار الأخرى فى البورصات. ويعتقد البعض، أن الصين ستخسر الحرب التجارية مع أمريكا، وتستسلم في نهاية الأمر، بدعوى أن الميزان التجاري بين الجانبين يميل لصالحها، لكن ربما يكون هذا الاعتقاد خاطئاً، لسبب بسيط، هو أن الجانبين سيتضرران كثيرا من هذه التعريفات.

3 سيناريوهات

وعندما يتم تطبيق تعريفة على سلعة معينة، فهناك 3 سيناريوهات، في مقدمتها أنخفاض الأرباح، ففي بعض الصناعات، تكون الشركات غير راغبة أو غير قادرة على تحميل التكلفة على عملائها، وهذا يعني بكل بساطة أن أرباح الشركة ستنخفض، وبالنسبة للشركات العامة، فهذا بالطبع سيقلل أرباح وبالتالي يمكن أن يؤثر على أسعار اسهمها. السيناريو الثاني، هو أرتفاع الأسعار، فربما تستطيع بعض الشركات تحميل تكلفة التعريفات الجمركية على عملائها، كما أقترحت شركة آبل على سبيل المثال ، وهو ما يضطر المستهلكين لدفع مقابل أكبر عن نفس السلعة، إنفاق أموالًا أقل على سلع خدمات أخرى. أما السيناريو الثالث والمتوقع، فهو تراجع الطلب على السلع التي تم فرض تعريفات جمركية عليها، نتيجة تراجع المستهلكين لشرائهم هذه السلع عند تحميل عبء التكلفة عليهم.

مخاوف الولايات المتحدة

والولايات المتحدة لديها مخاوف من الصين لأن الصين لديها ترسانة كبيرة من الأسلحة، خلف التعريفات الجمركية، يمكنها أستخدامها ضد الولايات المتحدة، منها، إنشاء علاقات تجارية وثيقة مع دول أخرى لعزل واستبعاد الولايات المتحدة، فعلى سبيل المثال، خفضت الصين التعريفات على السيارات لصالح حلفاء واشنطن لمقاومتها، بالإضافة إلى تنفيذ حملة تنظيمية على الشركات الأمريكية، مثل التحقيقات البيئية أو مكافحة الاحتكار. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة سترفع الرسوم المفروضة على البضائع الصينية إلى السوق الأمريكية والمقدرة قيمتها بنحو 200 مليار دولار، من 10 في المائة إلى 25 في المائة، وذلك اعتبارا من هذا الأسبوع، وقال إنها يمكن أن تفرض رسوما جديدة أيضا على هذه السلع، وأعطى ترامب تعليمات لوزارة التجارة بالاستعداد لرفع الرسوم على بقية السلع الصينية والتي تبلغ قيمتها 325 مليار دولار لكنه قال إنه "لم يتخذ قرارا بعد برفع الرسوم على بقية السلع". وكان من المفترض زيادة الرسوم على الواردات الصينية للولايات المتحدة، منذ بداية العام إلى 25 في المائة بدلا عن 10 في المائة فقط، لكن تم تأجيل تنفيذ هذه الزيادة بهدف إتاحة الفرصة لإنجاح المفاوضات التجارية بين البلدين. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن واشنطن كانت قد قررت العام الماضي فرض رسوم جمركية على وارداتها من عدد كبير من السلع الصينية بنسبة 10 في المائة.

..والصين ترد

وبينما حذر ترامب، الصين من الرد بخطوة مماثلة على رفع الرسوم الأمريكية، فإن بكين لم تلق بالا لهذه التحذير، وردت على الخطوة الأمريكية بالمثل، حيث قررت رفع الرسوم على 5000 سلعة أمريكية بنسب تتراوح ما بين 5 و25 في المائة، وشملت زيادة الرسوم الجمركية الصينية سلعا مثل اللحوم وأنواعا من الخضروات والعصائر وزيت الطهي والشاي والقهوة، وفيما بدا ردا على تصريحات ترامب قال المتحدث باسم الخارجية الصينية، جانغ شوانغ، إن بلاده لن ترضخ أبدا للضغط الخارجي..بينما عبر وزير التجارة الصيني عن أسف بلاده "لاضطرارها إلى اتخاذ الإجراءات المضادة في حال تنفيذ المعايير الجديدة للرسوم الجمركية في الولايات المتحدة". ويسوق ترامب إجراءاته التصعيدية الأخيرة تجاه الصين للرأي العام باعتبارها تصب في مصلحة الاقتصاد الأمريكي، وأنها ستدر على الولايات المتحدة دخلا يقدر بمليارات الدولارات، نتيجة زيادة الرسوم..إلا أن واحدا من أبرز المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأمريكي، وصف قرار فرض رسوم جمركية على الصادرات الصينية بأنه خاطىء.

    أضف تعليق

    إعلان آراك 2