أحمد الغرباوى يكتب:قُصَاصات حُبُّ لابنتى.. ( 2 ) الحُبُّ لا يُسْتَدْرَج حَرْفاً حَرْفا..!
أحمد الغرباوى يكتب:قُصَاصات حُبُّ لابنتى.. ( 2 ) الحُبُّ لا يُسْتَدْرَج حَرْفاً حَرْفا..!
ابْنَتى الحبيبة..
الكلمةُ فِعْل.. والفِعْلُ مَوْقف..
وأىّ كلمة؛ لا تتمَسّح بِنَبْضِ الأضْلُعِ.. مُرَآة حَدَ؛ بُغْية مَصْلحة.. وصّيْد نَفْع.. هى زَيْف فِعْل..
أىّ كلمة؛عاريةٌ من إخْلَاصِ وصَادق شعور جَفاف.. ويُباب أرْض.. وعُقْم جَدْب.. وآليّة لَمْس.. ونُشْدَان شَهْوَة.. ومُتْعَة مؤقّتة..
وأىّ مَوْقف؛ لا يَهْتَدى بضَىّ كلمة؛ بَعْث نور قنديل قلبٍ؛ يصبح وَحْشيّة وقَسْوة فِعْل..
ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ يشاورُ على القلب، ويقول:
ـ التقوى هاهنا..!
وأىّ(فِعْل) فى الدنيا؛ أثمَنُ مِنْ تَقْوَى الله..؟
والإيمانُ حُبٌّ.. والحُبُّ مَحَلّه القلب.. أىّ الإيمان هاهُنا..
الحُبّ فى الله لا (يُسْتَدْرَجُ)قطّ..!
ولا يوجد ذكاء فى (اسْتِدْرَاجِ) امْرَأة؛ يُحِبّها إنْسان فى الله، ويَنْشِدُ بركة ورِضى ربّ؛ فى دروبِ الجَوى..
الحُبّ فى الله تلقائيْة فِعْل.. نِدَاءٌ؛ ورجع صَدَى تلقائى.. مُتَبادلٌون قلبيْن..
رضى وقناعة عَقْل.. لَبّ وشُكْر هِبَة سَماوات؛ دون شأن.. ولا هفوة يدّ فيه للمرء..
الحُبُّ فى الله لا يصطنع مَوْاقف؛ بِدْعَوى ذكاء أو تذاكى؛ ليوقع قلباً فى شِبَاكه؛ غَصْب عَنْ.. يغيبُ بأمر الله.. ولا يُمْكِن أنْ يَتَغايْب قطّ؛ عن صِدْقِ إخْلاصِ نَبْض..
فى الحُبّ؛ لا (استدراج) لمَن نُحِبّ، إنّما تَمنّى رِفْقة ورغبة حَيْاة.. وفى الله مَنٌ؛ وفضلٌ؛ وجود لقاءٍ؛ بمضمار أحقيّة رِزْق..
مَنْ يُحِبُّ فى الله؛ لا تشكر روحه التى غشيها الله اهتماماً بمن تُحِبّ ـ لأنَّ في الحُبّ الحقيقى؛ لا تقول: شكراً..؟
فى الحُبّ الحقيقى؛ لا تقول: أنا آسف..؟
صغيرتى الجميلة..
و( الاستدراج) نيّة غَدْرِ.. وسَلْب خَدْع.. ونِتَاجُ كِذْب..
وعندما يَعْنى الحُبّ؛ لا يُسْر ولا عُسْر.. لا سهل ولا صعب..
حَيْث لا يوجد خِداع..
الحُبّ فى الله فقط؛ ربّما يلتحفُ الحَرْ فبراءة حِسّ؛ دون ضرّ لكىّ.. لكىّ أكثر وأكثر ينثالُ الحُبّ ويفض..
وأكثر مِنْ الحُبّ أودّ وأسكنُ احتواء حبيبي.. وأتزمّل وأتدثر برزق حُبُّه..
ويتقبّل حبيبى.. ويشكرنى بابتسام ويغفرُ؟
وعِنْدَما يَعْنى الحُبّ؛ ينفجرُ.. ويبعث.. ويُبثّ تلقائية فِعْلِ.. سعادة آخر بلا حسابات..!
ومَنْ يُفكّرُ فى الخداع ( استدراجاً).. لَمْ ولَنْ يُحِبّ أبداً..
النفوسُ التى تعرف الحُبّ لا تملك لها؛ إلا كُلّ رُقىّ ورقّة حُبّ.. كُلّ الحُبّ فى الله..
وإلا صدمت يوم تكتشفُ؛ أنك لا تَزَل لَمْ تَصِل لمَرْتَبِة الحُبّ بعد.. ولا تزل هناك فواصل.. ودرجات.. وحدود.. لم تتخطّاها؛ حتى تفوز بأسْمَى المشاعرِ؛ جَنّة أرْض ربّ..
أحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة.. وغصب عنه؛ تحتوى شغاف قلبه.. ويميل إليْها أكثر دون زوجاته.. فيخاف أنْ لا يعدل.. ويناجى حبيبه:
ـ ربّى سامحنى فيما لا أملك..؟
ذكاءُ العقل يَخْتَارُ الأفضل بالمقاييس العلميّة.. ولكن لا يستطيع أن يُجْبِرُ قلباً على حُبّ..
ولكن اختيار القلب.. حتى لو أخطأ؛ يسامحُ ويَغْفِرُ ويعفو؛ لأنّه فى الله يُحِبّ..
وإنْ لَمْ يَفْعَل ذلك فهو.. أبَدَاً لَمْ يُحِبّ!
لكن اختيار العَقْل وَحْدَه قَيْد وسِجن.. كَمْ يَدْفع الإنْسان ثمنه نزف دوام جرْح.. وندبات لا تَنْدَمِ..
وذكاءُ العقلِ؛ لو حاد أو غفل عَنْ إلحاحات القلب إحساس مَشْروع؛ واشتياق وجدان.. وحاجة إجاب نبض مُبَاح.. رُبّما يعودُ مرّة وثانية وثالثة..
ولكن تجربة القلب؛ لا تكرّر يَوْم يَصْدُق فى استحقاق رزق الحُبّ؛ تجاه مَنْ قدر له السّكن وطناً.. لا يُمْكِن أنْ يَسْكُنه آخر أبَداً.. أبَدا..
حتى وإنْ رَحل..
فلن يَكُون على بن أبى طالب مُحَمّد رسول الله؛ صل الله عليه وسلم، لأنّه حَلّ ونام فى فراشه؛ بدلاً منه..!
وأزعمُ أن القلبٌ الواحدٌ..لا يُمْكِن أنْ يَسْكُنه فى العُمْرِ الواحد غَيْر حُبّ.. حُبٌّ فى الله أوْحَد.. وإنْ.. وإنْ تعدّد!
وهذا أمرٌ آخر..!
.....