إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: الإخوان ضد الإخوان!

إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: الإخوان ضد الإخوان!إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: الإخوان ضد الإخوان!

*سلايد رئيسى22-5-2019 | 13:35

فى عام 2006 قامت مجموعة من طلبة جامعة الأزهر من الذين ينتمون لجماعة الإخوان بتقديم عرض للتدريب القتالى ارتدوا خلاله زيًا موحدًا فبدوا وكأنهم كتيبة عسكرية تستعد لدخول حرب! أيامها اشتهرت الحادثة بأنها عرض عسكرى لميليشيات الإخوان وهو ما أثار دهشة واستغراب الكثيرين.. فكانت الحادثة وكأنها ناقوس خطر سمع المجتمع صوته فجأة! كان من بين الذين أثارت الحادثة انتباههم الكاتب الموهوب والسيناريست المحترف وحيد حامد.. والذى أعماله كثيرة عن الإرهاب. كتب الأستاذ وحيد حامد مسلسل الجماعة متأثرًا بالحادثة وأوضح للمشاهدين من خلاله تاريخ حسن البنا مؤسس الجماعة ومرشدها وتاريخ الجماعة نفسها وما كانت تقوم به من أنشطة.. ثم تكوين ما عرف باسم الجهاز السرى للإخوان والجرائم الإرهابية التى قام بها، واغتيال السياسيين والقضاة المناهضين لجماعة الإخوان ثم حادث اغتيال حسن البنا نفسه.. أيامها احتجت جماعة الإخوان بشدة على المسلسل وكاتبه وزعموا أنه ليس أكثر من محاولة لتشويه صورة الإخوان.. لكن غضب الإخوان لم يمنع الأستاذ وحيد حامد من تقديم جزء ثان من المسلسل والذى تضمن محاولات الإخوان للسيطرة على البلاد فى أعقاب ثورة 1952، كما استعرض هذا الجزء الخلافات التى وقعت بين الجماعة وضباط الثورة ومحاولة الإخوان اغتيال جمال عبدالناصر ثم محاولتهم لإغراق البلاد فى الفوضى وفى مياه النيل بعد أن كادوا ينفذون الخطة التى وضعها سيد قطب الذى أصبح رمزًا من رموز الجماعة والذى ألقى القبض عليه وتمت محاكمته وتم إعدامه. وأظن وليس كل الظن إثم، أن الأستاذ وحيد حامد كان يفكر فى كتابة جزء ثالث من المسلسل يكشف من خلاله حقيقة دور الإخوان فى أحداث 25 يناير ثم وصولهم إلى السلطة وما قاموا به من ممارسات مستبدة أدت إلى اندلاع ثورة 30 يونيو التى أطاحت بالإخوان. وبالطبع فإننى أتمنى أن يكتب الأستاذ وحيد حامد هذا الجزء المهم من تاريخ الإخوان.. وتاريخ مصر مع الإخوان.. لكن سواء كان الأستاذ وحيد حامد قد اتخذ قراره بكتابة هذا الجزء أو لا يزال يعتبره مشروعًا مؤجلاً فأرجو أن يقبل منى المشاهد التالية التى يمكن أن تساعده فى كتابة سيناريو الجزء الثالث أو على الأقل تشجعه وتحفزه على البدء فى كتابته إن كان لا يزال مترددًا. والحقيقة أننى اخترت هذه المشاهد من الواقع وقررت إكرامًا للأستاذ وحيد حامد أن أكتبها بالطريقة التى تكتب بها السيناريوهات. هيًّا نبدأ! المشهد الأول.. المكان مدينة اسطنبول التركية.. ليل خارجى.. تقترب الكاميرا من حفل عام أقيم فى قاعة كبيرة بأحد فنادق اسطنبول. تقترب الكاميرا أكثر فيتبين أن الحفل هو حفل إفطار أقامته جماعة الإخوان ودعت إليه قيادات جماعة الإخوان وأعضاؤها وإخوان الإخوان وأنصارهم. ينتهى الجميع من تناول الإفطار ثم تقوم بعض القيادات بإلقاء كلمات يرحبون من خلالها بالحاضرين ويتحدثون عن نضال الجماعة وسعيها لتحقيق أهدافها.. وعندما يجىء الدور على أمين عام الجماعة محمود حسين يفاجئ الحاضرين بتصرفه. أكشن.. ينظر أمين عام الجماعة إلى الميكروفونات الموضوعة أمامه ويمد يده فينتزع من بينها ميكروفون قناة مكملين الإخوانية ويلقى به بعيدًا عن باقى الميكروفونات وسط دهشة الحاضرين. المشهد الثانى.. نهار داخلى. يظهر فى الكادر عصام تليمة مدير مكتب القرضاوى وعضو مجلس شورى جماعة الإخوان فى تركيا وهو يقوم بكتابة تصريح على الفيس بوك يقول فيه إن حفل إفطار جماعة الإخوان فى تركيا شهد موقفا غريبا على يد أمين عام الجماعة محمود حسين.. عندما يلقى بميكروفون قناة مكملين بعيدًا عن المائدة. ويفسر عصام تليمة ما حدث فيقول إن أمين عام الجماعة يعتقد أن بعض مذيعى القناة يدأبون على انتقاده. ويكمل عصام تليمة تصريحه على الفيس بوك فيقول: يا جماعة حد يبلغه أن الكبير كبير بتصرفاته وأخلاقه وحُسن ضيافته مش كبير بمنصب منتهى الصلاحية! المشهد الثالث.. ليل داخلى.. يدخل المذيع الإخوانى محمد جلال هلال على الخط ويقول: الكل يعلم أننى تركت قناة الشرق الإخوانية واستقلت منها.. ولذلك لا يمكن اعتبار كلامى مزايدة.. لكن يهمنى أن أوضح أن كلام عصام تليمة كذب.. فلم يحدث أن قام أمين عام جماعة الإخوان بإزاحة ميكروفون قناة مكملين بعيدًا.. والمنطق يقول إن أمين عام الجماعة كان فى إمكانه عدم توجيه الدعوة لقناة مكملين لو أنه كان يشعر بالغضب من العاملين بها. ويستطرد المذيع الإخوانى محمد جلال هلال فيقول: أوجه كلامى للقاصى والدانى، فالحقيقة أن هناك خلافات بين عصام تليمة وبين جماعة الإخوان.. ولهذا السبب يوجه عصام تليمة اتهامات كاذبة لقيادات الجماعة! المشهد الرابع.. ليل داخلى.. يرد الشيخ عصام تليمة على تصريحات المذيع الإخوانى ويقول: هو يزعم أننى أكذب ويزعم أيضا أن الجماعة تجاهلت دعوتى لحفل الإفطار لهذا السبب قمت بمهاجمة أمين عام الجماعة.. ولذلك أقول للمذيع الإخوانى محمد جلال هلال، أما أنك كاذب أو أن أمين عام الجماعة محمود حسين كاذب.. فقد وصلتنى بالفعل دعوة لحضور حفل الإفطار.. لكننى لم أستجب لها! المشهد الخامس.. نهار خارجى حيث تجتمع قيادات جماعة الإخوان وتصدر بيانا تتهم فيه عصام تليمة بأنه يحاول شق صف الإخوان. المشهد السادس.. ليل داخلى.. يجلس عصام تليمة أمام جهاز الكمبيوتر بملابسه الداخلية ويكتب تصريحا ناريا يرد فيه على بيان قيادات الإخوان فيقول: أنا تركت التنظيم منذ أكثر من عام وتفرغت للبحث.. لكن هناك ناس مصرة متسبنيش فى حالى.. قل لى أنت ماذا تفعل مع ناس مصرة تتكلم فى حقك بالباطل وتضع غطاء سياسيًا لعمليات الخوض فى أعراض خصومها !!) المشهد السابع والأخير.. مشهد النهاية، وهو ليس مشهدًا واقعيًا ولكن مشهد تخيلى استكمل به كل المشاهد السابقة. تظهر كلمة النهاية على صورة مبنى جماعة الإخوان فى مصر.. ويأتى صوت من بعيد يقول: "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا من بين أيديهم سالمين"!
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2