أحمد الغرباوى يكتب: «قُصاصات حُبّ لإبنتى» (3) الكُرْهُ نِتاجُ غَضَبٍ..لا نِتاج وَعْىّ
أحمد الغرباوى يكتب: «قُصاصات حُبّ لإبنتى» (3) الكُرْهُ نِتاجُ غَضَبٍ..لا نِتاج وَعْىّ
ابْنَتى الجميلة..
(الكُرْهُ) نِتاجُ غَضَبٍ.. لا نِتاج (وَعْىّ)..
فليْس الشّديد بالقوّة.. إنّما مَنْ يَمْلِكُ ذاته وَقْت الغَضَبِ.. ويلتمسُ الله عَزّ وجَلّ أنْ يثمرُ فوران بئر روحه؛ تسامح ـ فى ومع ـ الربّ..
فتنضحُ طاقة إيجابيّة للبناء والصَلاح إنْ وَصل، وفاض على من يَمْسك الدلو على حَافة البئر..
وإنْلم يَكن بئراً أمناً وسلاماً..أطلال من ذِكْرى يوسف.. دون وَعْد زواج.. ولاعَشر سنين عِجاف..
فالبناء والهدايْة يَنْعُ سَماحة وبشاشة نُضج خُضرة.. لاخنوع واستسلام وخضوع وَهن.. وتَرنّح حَيْوات مُرتعشة..
إنّما هى قوّة ضبط نفس.. وتَحكّم فِعل.. ورَشاد قَوْلٍ.. عَفْو وسَماحة ورغبة تغيير فى الله لأفضل مَسير بمسالك الأيّام..
ومُمْكن يكون الكُره (ثمرة)..
نِتاجثورة عَدم حُسن تقدير فِعل.. أو سُوء قول.. أو رَداءة سلوك.. أو بَالون سَلب.. وفى الهواء يطيرُ دون حَقيق أثر.. أو إيجاب تأثير فى دُنيْا الله.. غيْر لهو طفل.. ومُتعة ترويح نظر..
أو (كُره)؛ مُغلّف سَواد ضَلمة كَراهيّة.. ليْست مِنْ طبع بَشر..
فى حَلكة الليْل؛ لايزل نور قمر.. ولا بُد بعد جُدْرَان سَحر مقبض؛ وقبيْل صلاة فجر؛يتهادى نور بَراء مَىّ..ويتسلّل طُهْرُ مُقدّر ومُقتدر.. يخلفه وضوء صلاة عابد.. إعلاناً لجديد إشْرَاق يوم ..
يوم .. بلا (كُره) ولا (كَراهيّة)..
لوكان (الكُره) نِتاج (وَعْىّ)..لكان أغلب الأنبيْاء والرُسل يَعيشون الأرض حَيْاة كُرْه..
ويتناسب طرديّاً مع درجة الوَعْىّ.. فكلّما اشتد كُرهنا؛نغدو عظماء الأرض بزيْادة (وَعْىّ)..
وأزعمأنّه استثناء.. رَفض وجود.. بوعىّ أم دون وَعْىّ.. إنّما هو نسبى.. لايثمر غيْر نِتاج فِكْر.. ومِنه ماهو شَكوى دَهْر ونقمة عَيْش..أكثر مِمّا هو ضَىّ شمس ونور لَيْل..
فليسامحنا الله..؟
ليسامحنا الله..؟
وَعْيّا دائماً أبداً بلا (كُره).. ودون كَراهيّة..
ولم يَكُن الكُره أبداً ( شعور إنسانى عَظيم جدّا.. يُساهم فى تطوير الشخصيّة نضجاً.. لنفهم قيمة الأشيْاء والأشخاص؟)
بل (الكُرْه) عار على النفس البشريّة.. التى كُلّما تذُب فى مَعِيّة الله حَيْاة واقع.. وحَيْاة رحيل لدوام غدّ فى حقيق حيْاة وبقاء وجود خالد.. تتوارى خجلاً مِنْ هذا الشّعور السّلبى.. الذى غالباً مايؤدّى إلى ما لايُحْمَدُ عُقباه على حامله.. قبل ما يتماسّودواب جلبه.. بشراً أو غَيْر بشر..
إنّ قلبا ً يعرفُ الحُبّ يوماً لا.. مِنْ الصَعبِ أنْ (يَكْره)..
بل يسامح.. ويسامح..ومِنْ لايعرف التسامح؛ لايُحِبّ أبداً فى الله..
لأنّ التسامح أكبر طاقة فى الإنسان.. وأكبر عبادة يَغْفلُ عنها النّاس.. ويجازى عنها الله خَيْر جزاء..
والتسامحُ يُفِيدُ الإنسان المظلوم والمكلوم والمجروح أكثر مِنْ الظالم..
،،،،،
صغيرتى الجميلة..
الأعَزّ منّ الربّ؛ وهِبَة الأرْض..
(إنْ كان هناك كلام يَجْرح؛لاينفع معه ألف مَعِلش!)
كم يَخْسرُ الإنسان كثيراً؛ عندما يتمنّعُ ويأبى رِزْق إحْساس كبير..ويفقد ـ عَنْ عمد ـعندما لايصغ.. ولايَنْصت..والغضب يبعده عن رَوِيّة (الوَعْى) وتمهّل وتدبّر قبَيْل رَدّ الفِعْلِ.. وإيراد مايؤلم النّفس.. للـ (أنا) قبل (الآخر)..
ولا.. ولا (يِسْمَعْش)!
ويقول المَوْلى سبحانه وتعالى مِنْ آياته فى الحثّ على التسامح ونبذ الكُره والكراهية:
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ.)
ويقول سبحانه وتعالى:
(وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ.)
وغيرها عشرات الآيات..
فاللهمّ عفوك ورحمتك..؟
بوجودٍ جديد.. وجود من غير (كُرهٍ).. ولا
ولاكراهيّة..!
.....