كتب: على طه
[caption id="attachment_270722" align="alignleft" width="300"]
محسن عثمان الباحث فى شئون الحركات الإسلامية[/caption]
أعاد الباحث الجيوسياسى محسن عثمان، قراءة خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى فى القمة العربية المنعقدة فى مكة المكرمة وقال فى تصريحات خاصة لـ "دار المعارف" إنه من الواضح جدا من خطاب الرئيس أن من كتب هذا الخطاب علي علم ودراية ممتازة بالخطاب السياسي لأنه طبق كافة المعايير المطلوبه في الخطاب (السهولة.. والوضوح.. وعدم الاسترسال.. والتفاعل الحسي البصري من قاريء الخطاب ..والوقوف علي الكلمات ونبرات الصوت أثناء الإلقاء).
ثم اقترح الرئيس علي الجميع فى خطابه رؤية مصر لمجابهة التحديات الراهنة والقي علي إسماع الجميع فكرة (المقاربة الإستراتيجية)، والتي ستساعد العرب علي تجاوز التحديات الراهنة.
وطرح عثمان السؤال: ما هي المقاربة الاستراتيجية التي طرحها الرئيس وما دلالتها في تجاوز التحديات؟
وأجاب الباحث أن الرئيس تحدث عن القضية الفلسطينية على أساس أنها محور اهتمام العرب وستظل القضية الأولي في صراع المنطقة، في إشارة منه أنه علي العرب أن يرفضوا أي حلول قد لا تؤدي إلي الدولة الفلسطينية علي حدود ١٩٦٧.
كما قال الرئيس إنه لا يمكن أبدا أن يظل الصراع العربي علي الأراضي السورية والليبية واليمنية هكذا، وإنه يجب أن نساعد هذه الدول في القضاء علي الإرهاب وتحرير أراضيها، في إشارة منه أيضا إلي ضرورة دعم المشير حفتر وتقدير دوره في تحرير بلاده من الإرهاب.
وتطرق الرئيس إلي أنه يجب أن نعمل جميعا علي إيقاف المليشيات المسلحة علي الأراضي العربية وأن العرب لن يسمحوا أبدا بالتدخل الإقليمي في الشأن الداخلي للدول العربية في إشارة منه إلي الدول التي ترعي الإرهاب مثل قطر وتركيا وإيران.
ثم وجه الرئيس إلي هذه الدول اتهامآ مباشرآ بدعمها للإرهاب وتأجيج الصراع علي الأراض العربية، وأعلن إنه علي العرب ألا يسامحوا هذه الدول بسبب هذه الأفعال.
وأيضا صرح الرئيس أثناء الخطاب ثلاث مرات أن أمن الخليج هو الأمن القومي المصري والعربي وأن أي تهديد له يعتبر بمثابة تهديد للأمن القومي المصري في رسالة مفادها أن أي تجاوز من الدول الراعية للإرهاب سيقابل بكل حزم وقوة.
وقال عثمان أن تكرار الرئيس لجملة (الحزم والحكمة ) أربعة مرات في الخطاب يعنى أن العرب لم يتهاونوا في الرد وفي ذات الوقت يقدمون يد السلم والحكمة للتعامل مع الآخرين دون المساس بالحقوق العربية والموارد الاقتصادية لهم لأنه في حالة المساس بها سيكون الحزم هو التعامل.
وطالب الرئيس بتفعيل آلية محاربة الإرهاب ومعناها أن يتم محاربة الإرهاب بكافة الوسائل والأدوات وبكل السبل والإمكانيات في إشاره منه لإتخاذ جهود مصر في هذا المجال نموذجآ وإشارة ثانية لضرورة دعم القادة الذين يقومون بتحرير بلادهم ويقصد طبعا المشير حفتر.
كما أن استخدام الرئيس لفظ محاربة الإرهاب وليس مواجهة الإرهاب وبينهما فارق كبير، فالوصف الأول يتيح للدول اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحفظ أمنها القومي. كما أنه يتيح للدول تبادل المعلومات بشأن الإرهابيين وتتبع نشاطهم وطريقة تمويلهم.
إذآ نحن أمام رؤية استراتيجية واضحة للخروج من الأزمات الراهنة للمنطقة.