د. ماريان جرجس تكتب: بين جناحي الاستقرار

د. ماريان جرجس تكتب: بين جناحي الاستقرارد. ماريان جرجس تكتب: بين جناحي الاستقرار

*سلايد رئيسى4-6-2019 | 19:27

"إن ارفع درجات القيادة البشرية هي معرفة مسايرة الظروف و خلق سكينة و هدوء داخليين على الرغمشش من العواصف الخارجية " هكذا قالوا عن فنون القيادة في الأقوال المأثورة.

فالقيادة هي حزمة من الإصلاحات والتشريعات والسياسات تتبعها الدولة فتنتقل إلى مكانة أرفع وأفضل، ولكن التميّز الحقيقي هو ذلك النهج الذي أتبعته مصر في الخمس سنوات الأخيرة لتصبح البقعة الأهدى في إقليم مشتعل بالصراعات، تُرى ماهى تلك الإستراتيجية التي كانت السر في تثبيت أقدام الاستقرار وكل مكتسباته على أراضٍ مصرية ؟ بالتأكيد هو نتاج جًهد عقلي وعملي كبير ممنهج و ليس عشوائيًا أو وليد الصدفة، بل رؤية واضحة ومعايير استطاعت مصر من خلالها التطبيق الفعلي وإرساء ذلك القدر من الاستقرار الداخلي والتطبيع الدولي مع أكثر من طرف.

كانت الأولويات على طاولة الإصلاحات في بداية عهد ما بعد ثورة الثلاثين من يونيو مرتبة ومنمقة بنسق يضمن الحفاظ على الجهد المبذول في الخطوة الأولى حتى يتسنى البناء المُكمل لكل خطوة في ذلك البنيان الرصين.

فعلى الصعيد الخارجي والذي كان العمل به متوازيًا مع العمل على الصعيد الداخلي في نفس التوقيت، حرصت مصر في البداية وبشكل عام على توطيد العلاقة مع الجميع بإعلان دستور السلام ونبذ اى نوع من أنواع الاستفزاز العسكري، وعلى وجه التحديد نجحت في تشكيل مثلثات سياسية ودبلوماسية مثمرة وناجحة مثل:- مثلث مصر واليونان وقبرص وكان لذلك مكاسب اقتصادية واستثمارية، مثلث مصر والسودان وإثيوبيا وكان لذلك أيضًا أثر طيب على حل المشكلات وإعلاء مبدأ " لا لمحاربة الأشقاء" ،عوضًا عن العلاقات الثنائية الناجحة مع الإمارات والمملكة العربية السعودية ومن هنا انبثقت من تلك الدبلوماسية الناجحة علاقات مع دول أخري لم تربطنا بها علاقات من قبل مثل فايتنام وأوزبكستان ودول شرق آسيا فصار لمصر أصدقاء وحلفاء وولدت معهم مكاسب جديدة ثمنت مكانة مصر.

أما على الصعيد الداخلي ، فكانت سياسة العمل على الإصلاح والارتقاء على شاكلة الخارج، فاستطاعت الرؤية المصرية أن تضع بني تحتية تشريعية وبني ملموسة جديدة وأن تطوق مصر بحزام من المشاريع العملاقة القومية لتشمل كل المناطق المصرية؛ شمالا،جنوبا ،شرقًا وغربًا ،ذلك الجهد التصاعدي المُكمل لبعضه البعض فمحور روض الفرج - مثلا- يربط القاهرة بطريق إسكندرية الصحراوي المؤدي إلى الإسكندرية والتي يكتمل بها محور المحمودية الجديد بالإضافة إلى ثمانية محاور أخرى على النيل، يمكن من خلالهم ربط أركان الدولة يبعضها البعض.

ليس في مجال النقل فقط ولكن كانت السياسة ذاتها في تطوير التعليم والصحة والمظلات الاجتماعية والرقابية والتي بدأت بخطوة تتسق مع الثانية لتصل إلى اكتمال الهرم المنشود وتحقيق أقصى درجات الاستقرار، فلا يمكن أن تحكم شعبًا لا يستطيع أن يرى المستقبل كما قال بونابرت.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2