أزمة البلاستيك ومحاولات الحد من استعماله حول العالم

أزمة البلاستيك ومحاولات الحد من استعماله حول العالمأزمة البلاستيك ومحاولات الحد من استعماله حول العالم

* عاجل8-6-2019 | 15:17

كتبت: أمل إبراهيم
يعتبر شبح التلوث الناتج عن النفايات البلاستيكية هو الهاجس البيئى الأول بعد تغير المناخ، فهذه المادة  العجيبة التى تدخل معظم الصناعات ويستخدمها كل الناس تقريبا فى حياتهم اليومية لها آثارها المدمرة على الموارد الطبيعية لسهولة انتقالها من مكان لآخر، وصعوبة التخلص النهائى منها دون الإضرار بصحة البشر، ووصلت أضرارها إلى التربة المنتجة للمحاصيل الزراعية وقاع البحار والمحيطات لتقتل الكائنات البحرية، ولهذه الأسباب ترفع المنظمات الدولية المعنية شعار التخلص التدريجى من البلاستيك والاعتماد على مواد طبيعية بديلة له.
و بعد أن كانت الصين مركز الأغراق الرئيسى للتخلص من النفايات البلاستيكية من كافة أنحاء العالم  ، إلا أنها منذ عام 2017  بدأت فى فرض قيودً مفاجئة على "القمامة الأجنبية"  ، و بدأت بلدان من جنوب شرق آسيا في أخذ نفايات البلاستيك  من  الغرب ، وفي غضون أشهر  حلت ماليزيا ، التي تضم عددًا كبيرًا من السكان الصينيين  ، محل الصين كأكبر مستورد للخردة البلاستيكية في العالم. لكن هذه البلاد وغيرها من أنحاء المنطقة ، سرعان ما رأت أن النفايات تعتبر كابوسًا بيئيًا ، وقد بدأ رد فعل عنيف  بدعم من الشعوب  ، وحثت بعض جماعات الدعوة المسؤولين على حظر استيراد النفايات البلاستيكية بشكل دائم ولكن ماذا يعنى عدم  تدفق المواد الخام إلى شركات إعادة التدوير والمصنعين في جنوب شرق آسيا ؟  تكمن المخاوف فى زيادة  الفرص أن تنتهي خردة البلاستيك في الأنهار والمحيطات ومقالب النفايات وومواقع الحرق الغير قانونية .
ولقد حذرت الأمم المتحدة من مخاطر النفايات البلاستيكية  التي ترمى سنوياً في المحيطات وتقدر بنحو 13 مليون طن ،  وأشارت إلى أن استخدام البشر نحو تريليون كيس بلاستيك كل عام في أنحاء العالم، يجعل التلوث البلاستيكي قضية عاجلة وطارئة يتسم بها العصر الحالي.
ومن ناحية أخرى كشفت دراسة علمية أن الإنسان يتناول 50 ألف قطعة بلاستيكية صغيرة سنويا خلال وجبات الطعام، وهو ما يهدد حياة البشر حول العالم في حال لم يتم اتخاذ التدابير الضرورية.
ويعتبر  التلوث الناجم عن مخلفات البلاستيك،  مشكلة بيئية كبرى تمثل قلقا عالميا، وصل إلى نسب وبائية في ظل وجود نحو مائة مليون طن من البلاستيك حاليا في المحيطات، يأتي ما بين 80 و90 في المائة منها من مصادر على الأرض".
‏‎وقد انتبهت دول عدة إلى مخاطر البلاستيك وبعض الدول أتخذت قوانين صارمة ضد استعمال البلاستيك الغير قابل للتحلل فى كينيا على سبيل المثال  يتم فرض عقوبة  على إنتاج الأكياس البلاستيكية أو بيعها أو حتى استخدامها بالسجن لمدة تصل إلى أربع سنوات أو دفع غرامة تقدر بأربعين ألف دولار.
 وفى بعض الدول الآسيوية  قامت  بعض المحلات التجارية في اسيا تستخدم ورق شجر الموز للتغليف بدلا من اكياس البلاستيك
وفى الصين قررت الحكومة  قبول العبوات البلاستيكية المستعملة كبديل للنقود عند حجز تذكرة محطة المترو.
كما أعلنت  ‏ماليزيا  الحرب على النفايات البلاستيكية " أرضنا ليست مكب العالم  "
وأعلنت أنها ستعيد نحو 3 آلاف طن من نفايات البلاستيك إلى البلدان التي أتت منها لتصبح أحدث دولة آسيوية ترفض نفايات الدول الثرية.
وفى اسرائيل قام باحثون من جامعة تل أبيب بالوصول  إلى حل لهذه المشكلة، بابتكارهم خامة جديدة للبلاستيك صديقة للبيئة، قابلة للتحلل تلقائيا.
ويعتمد هذا الاختراع على إضافة مادة البوليمرات الطبيعية، وهي مادة مركبة من وحدات متماثلة تذوب ببعضها البعض.
و مادة البوليمرات التي تستخدم في البلاستك هى نفسها التى تتواجد  داخل المخلوقات البحرية ذات الخلية الواحدة، وبما أن هذه المخلوقات هي من سينتج هذه المادة، فهذا يعني أنها ستتحلل تلقائيا عندما تختلط مع مياه البحر، وبسرعة كبيرة، وهنا يكمن الفارق عن مادة البلاستيك العادية".
وفى مصر قررت السلطات بمحافظة البحر الأحمر منع استخدام الأكياس البلاستيكية، لما لها من انعكاسات سلبية، وذلك بهدف الحفاظ على البيئة وحماية الحياة البرية.
وبدأت الجهات المختصة في هذه المحافظة توزيع شنط بديلة على الموطنين، وجمع الأكياس البلاستيكية من الباعة في الأسواق، مع نشر التوعية اللازمة بأضرار البلاستيك.
أضف تعليق