طارق متولى يكتب: حرب الأخبار والشائعات

طارق متولى يكتب: حرب الأخبار والشائعاتطارق متولى يكتب: حرب الأخبار والشائعات

* عاجل8-6-2019 | 16:56

بعد التخرج كان على قضاء الخدمة العسكرية التى اعتبرها افضل شىء قدمته لوطنى ودينى فى كل حياتى ومن حسن حظى أنه جاءت خدمتى فى سلاح من أهم الأسلحة فى الجيش المصري وهو سلاح الشؤون المعنوية، مع مجموعة من أفضل القادة العسكريين.

الحقيقة لم اكن وقتها على وعى كامل بأهمية هذا السلاح فكل ماكنت أعلمه أنه سلاح يعمل على توفير مناخ جيد للجنود والعمل على رفع الروح المعنوية لديهم.

تعلمت فى هذا المكان معنى الرجولة، ومعنى الإلتزام والإنضباط، ومعنى المسؤولية.

بعد انتهاء الخدمة العسكرية وبعد سنوات أدركت أهمية هذا السلاح وأهمية هذه الإدارة إدارة الشؤون المعنوية، لكن دعونى اولا

اشرح لكم كيف ؟

مع ظهور منصات التواصل الإجتماعي "فيس بوك وتويتر" وغيرها والمواقع المختلفة على شبكة الإنترنت زاد الطلب على الأخبار بشكل أصبح يشكل  إدمانا مما جعل الجميع يتسابق على تقديم الأخبار والتعليق على الأحداث بكل الوسائل والطرق سواء من المختصين أو غير المختصين، الأخبار الهامة والأخبار السطحية وغير المهمة.

فأصبحنا مثلا نتابع أخبار إناس فى الطرف الآخر من الكرة الأرضية لا يجمعنا بهم اى قواسم مشتركة ولا يهمنا فى شىء أخبارهم.

سيل من الأخبار هنا وهناك حوادث فرقعات أحاديث عن كل شىء.

هل نحن اصبحنا مسؤولون عن العالم أجمع؟ هل انا كمواطن مصرى مسؤول عن علاقة أمريكا بالصين مثلاً كى أكتب معلقا على هذه العلاقة بالسلب أو بالإيجاب؟

هل أصبحنا جميعاً مراقبين ومحللين وسياسيين وفنانين ونقاد ونفهم فى كل شىء ؟

هذا ما يحدث الآن للأسف الجميع يدلى بدلوه فى كل الموضوعات حتى الدين لم يسلم من هذا وأصبح البعض من العامة يفتى فى الدين وينتقد العلماء والمشايخ.

فى ظل هذه الفوضى المعلوماتية، ويدخل على الخط أجهزة رسمية وغير رسمية مخابراتية لدول وحكومات وجماعات ومنظمات لها أهداف ومخططات ومصالح

تقوم بعمل دراسات وأبحاث وتحليل لكل مايدور فى هذا العالم الافتراضي، ويقوموا بتحديد طبيعة كل فرد من المشتركين والفاعلين على مواقع التواصل الإجتماعي بل وطبيعة شعب ما من خلال ما يكتبه وما يبحث عنه على الشبكة العنكبوتية والتحكم فيما يقدم له، بل والأكثر خطورة تقديم أخبار مضللة وكاذبة لإحداث تأثير ما فى نفوس مجموعة من الناس وإثارة مشاعرهم ونشر جو عام من السخط والتشاؤم وهذا واضح جدا لمتابعى المواقع بشكل مستمر تجدهم دائما فى حالة إحباط مما يقرؤون يوميا عن احداث أبسط مايقال فيها إنها مبتورة إن لم تكن كاذبة كليا.

وهنا تأتى أهمية إدارة الشؤون المعنوية وأجهزة ومراكز المعلومات والصحف والمواقع الإخبارية الرسمية للتصدى لكل هذه الفوضى والهجوم المعلوماتى والشائعات والإحباط ونشر الأخبار الصحيحة وخلق جو عام صحى للمجتمع، وخلق جو عام صحى للمجتمع.

وقد لاحظنا فى الفترة الأخيرة تصدى أجهزة الدولة للشائعات ورصدها وتكذيبها وتجريم نشر الأخبار الكاذبة والتى من شأنها تكدير الأمن والسلم العام وهذا عمل ومجهود كبير جدا ومهم، والأهم أكثر من ذلك لمن لا يعلم أن الله عز وجل نهى عن نشر الأخبار حتى الصحيحة بدون الرجوع للحق ولأهل العلم والراى وأولى الأمر وذلك فى الآية الكريمة من سورة النساء رقم ٨٣ حيث يقول الله عز وجل

وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)

وفى تفسير المختصر الحديث عن المنافقين ضعاف النفوس أنهم كانوا إذا جاءهم أمر يسر المسلمين أو يحزنهم سارعوا بإفشاؤه ونشره ولو أنهم ردوه الى الرسول وإلى أهل العلم والرأى لعلموا صحته من بطلانه ولعلموا ايضا ما يصح نشره وما لايصح نشره للحفاظ على سلامة المجتمع وأمنه.

أضف تعليق

إعلان آراك 2