أحمد عاطف آدم يكتب: ولع المشاهير وتويتة محمد صلاح

أحمد عاطف آدم يكتب: ولع المشاهير وتويتة محمد صلاحأحمد عاطف آدم يكتب: ولع المشاهير وتويتة محمد صلاح

* عاجل8-6-2019 | 17:34

لم يكن يتخيل نجمنا العالمي محمد صلاح أن تكون ضريبة الشهرة التي يعيشها هي سرقة فرحته العالقة في ذهنه منذ الصغر بالعيد ، فهو دائما كأي مغترب يحن لها ويعرف قيمتها بين أهله وفي قريته الصغيرة ، معتقدا أن لا جديد في حياته يجب أن يعكر صفو تمتعه بتلك الأجواء والنفحات الدينية والإجتماعية الرائعة في مصر ، والتي يفتقدها بكل تأكيد في بلاد الضباب بانجلترا ، فالعيد في أرض الكنانة له طعم آخر يبدأ بالتكبير وأداء الصلاة .
وللأسف الشديد لم يستطع "مو" الولوج بحرية من بين معجبيه إلي ساحة صلاة عيد الفطر ، والذي تزامن مع وجوده بأجازه تسبق انضمامه لمعسكر المنتخب استعدادا لبطولة الأمم الإفريقية القادمة بمصر هذا الشهر ، وكتب صلاح علي حسابه الشخصى بموقع تويتر : "اللي بيحصل من بعض الصحفيين وبعض الناس أن الواحد مش عارف يخرج من البيت علشان يصلي العيد. دا ملوش علاقة بالحب. دا بيتقال عليه عدم احترام خصوصية وعدم احترافية".
تدوينة أبوصلاح القصيرة عبرت عن حزنه الشديد بسبب فشله فى أداء صلاة عيد الفطر ، لتواجد أعداد كبيرة من الجماهير أمام منزله بقرية نجريج لرؤية الفرعون المصرى ما أدى لفشله فى أداء صلاة عيد الفطر. وربما يعتقد البعض بأن ظاهرة الولع بالمشاهير هي ظاهرة حديثة ، ولكن هذا بكل تأكيد هو خطأ شائع ، فالمجتمع اليوناني القديم تميز بولوج تلك الظاهرة إلي قلوب وعقول مواطنيه ، حيث لم تقتصر الشهرة على الحكام والأغنياء فقط ، بل امتدت إلي الرياضيين والآلهة أيضا ، أما الرومان فقد كان من مشاهيرهم المصارعون الذين كانوا يقاتلون بعضهم بعضا حتى الموت في الملاعب ، وأمام الجمهور المتلهف لرؤية البطل المنتصر ، مع أن مهنة المصارعة في المجتمع الروماني كانت من أكثر المهن احتقارا ، وذلك لأن المصارعين مجرد عبيد يتم استغلالهم في صراعات دموية من أجل التسلية.
أخيرا وما يجب قوله في هذه العلاقة بين المشاهير أمثال محمد صلاح وبين جمهورهم ، هو ضرورة تفهم كلا منهما لدوره ومسئوليته تجاه الآخر ، فصلاح نفسه يجب أن يعرف أن مجتمعنا عاطفي بطبعه وأن الجمهور لن يترك أيقونته وجوهرته المتلألئة فوق أي أرض وتحت أي سماء إلا وتتبعها وحاول ملامستها ، فبريقها كلما كان قريبا منهم جذبهم أكثر وأسعدهم ، ويجب عليه أن يتقبل ذلك قدر استطاعته ، وهذا لا يعد عدم احترام خصوصية عن قصد كما كتب ضمن تدوينته ، هي فقط علاقة إنسانية مبالغ فيها من الجماهير وتبدو بلا سقف ، ومن ناحية أخري يجب علي محبي النجم الكبير أن يقدروا ظروف عمله وغربته ، فهي وإن كانت لعبة ترفيهيه في نظرهم ، لكنها في النهاية عمل شاق يستنزف الجهد والعرق ، وهو كأي إنسان يكون في أمس الحاجة للتواجد مع أهله بكل حرية ليمارس حياته ويستمتع بها بينهم دون مضايقات مفرطة ومقيدة ، أما بالنسبة للصحفيين والإعلاميبن الذين يؤدون عملهم في رصد المعلومة وتحقيق عنصر التفرد بها ونقلها لجموع القراء والمشاهدين وقت حدوثها ، فيجب عليهم بالفعل التحلي بقدر من الإحترافية والمهنية تجاه المصدر أو الهدف ، حتي يحققوا مآربهم دون ضغوط تجعله يكره مخالتطهم ومساعدتهم ، وبصفة خاصة إذا غُلِفَتْ العلاقة بينهم وبينه بالعشوائية واللامسئولية .
أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2