- التاورغى يحمل مأساة وطنه على كتفيه، مثل أبطال الساطير الأغريقية، ويطوف بها العالم
- أبناء قبيلتى بمدنية تاورغاء تم تهجيرها فى شهر أغسطس عام 2011 بعد أحداث الثورة الليبية
- قدمنا مذكرة للأمم المتحدة لإيضاح التدخل القطرى فى إغتيال اللواء عبد الفتاح يونس رئيس أركان الجيش الليبى.
- الجيش الوطنى الليبى حقق الكثير من الإنتصارات، وقد بدأت معركته مع الميلشيات فى شهر 5 من عام 2014 بـ 200 رجل.
- الجيش يخوض أكبر معاركه لتحرير ليبيا بالكامل من هذا العدو عملاء قطر وتركيا.
حوار أجراه: عاطف عبد الغنى
تصوير : عاطف دعبس
ساهم فى أعداد الحوار للنشر: أحمد الطوانسى
سراج الدين التاورغى، باحث سياسى وناشط فى مجال حقوق الإنسان، ينسب إلى مدينة تاورغاء الليبية التى شهدت فظائع يندى لها جبين الإنسانية على يد ميليشيات الإرهاب الإخوانية التى تنسب زورا وبهتانا نفسها إلى الإسلام، وهى صاحبة أيدلوجية، ولديها أطماع سياسية مدعومة من قطر وتركيا.
[caption id="attachment_293250" align="alignnone" width="725"]
أطفال تاورغاء يطلبون العودة إلى ديارهم[/caption]
التاورغى يحمل مأساة وطنه على كتفيه، مثل أبطال الساطير الأغريقية، ويطوف بها العالم لعلها تجد صدى عند القلوب الرحيمة، من مؤتمرات حقوق الإنسان التى تعقدها منظمة الأمم المتحدة فى جنيف، إلى أمريكا ، ومن الإمارات إلى مصر التى يتردد عليها بشكل شبه منتظم، وقد قال لكاتب هذه السطور، أنه إذا غاب أكثر من شهر عن مصر يشعر بالاختناق (حسب تعبيره) وقال معلومات أخرى كثيرة تحتويها السطور التالية عن حقيقة ما يحدث فى ليبيا، معلومات يجب أن نعرفها لأنها أولا تدور فى بلد شقيق ووطن غال على كل المصريين ، وثانيا لأنها تمثل جزء مهم جدا فى التصور العام للأمن القومى المصرى، والعربى، وتشكل حاضر ومستقبل الدائرتين، على خريطة العالم.
قتل وتعذيب
- نريد أن نعرف أكثر ونفهم.. من أنت وماذا حدث فى مدينة تاورغاء التى تنسب إليها ؟
- أنا ناشط حقوقى ليبيى، دارس قانون ومقيد بنقابة المحامين الليبية، وكيل ضحايا المهجرين بمدن تاورغاء، و بنى غازي، و درنة وكل هذه المدن تعرضت للإرهاب وتعرضت لقتل وتعذيب أبنائها علي يد ميليشيات إرهابية مدعومة من قطر وتركيا منذ إنطلاق أحداث فبراير عام 2011.
نشاطى الحقوقى ألزمنى بالدفاع عن أبناء قبيلتى بمدنية تاورغاء التى تم تهجيرها فى شهر أغسطس عام 2011، بعد أحداث الثورة الليبية والتى جاءت بتهجير سكان المدينة بالكامل ويبلغ عددهم حوالى 45 ألف ليبي، تم تهجيرهم، وبدأت بالدفاع عن مدينتى بداية بتقديم المساعدات لهم بالظهور الإعلامى والدفاع عنهم وتعرضت كغيرى من المدافعين عن الحقوق سواء فى ليبيا أو جميع الحقوقين حول العالم إلى التهديد من الميلشيات الإرهابية التابعة للإخوان ولقطر ولتركيا.
ومنذ أكثر من عامين بدأنا بالتحرك الرسمى، لعرض المأساة على العالم، وبدأنا بجمع الأدلة التى تدين الميلشيات الإرهابية التى تعرضت لمدينة تاورغاء ، ثم فى سبتمبر من عام 2018 فى الدورة الـ 39 لمجلس حقوق الإنسان فى جنيف قمنا بتقديم مذكرة مدونة لمجلس حقوق الإنسان، وشاركنا فى ندوات ومؤتمرات فى جنيف 2018 عرضنا فيها الأدلة التى تدين هذه الميلشيات الإرهابية، وتدين كذلك قطر وتركيا لتدخلهم فى الشأن الليبى، ودعمهم لميلشات تقتل الشعب الليبي على مدى السنوات الماضية، وقوبل مسعانا بنجاح كبير فى هذه الدورة بعد أن استطعنا إيصال صوتنا للعالم وإيضاح حقيقة ما يجرى فى ليبيا ودور الجيش الليبي فى ملاحقة الإرهابين وقتالهم منذ إنطلاق عملية الكرامة فى عام 2014، وشاركنا بعد ذلك فى الدورة الـ 40 لمجلس حقوق الإنسان – أيضا - فى جنيف المنعقدة فى شهر مارس 2019.
- ما هو نشاطك الحالى.. وماذا تفعل فى مصر؟
- حاليًا أعمل على تدوين وتقديم مذكرات للمؤسسات الدولية والإقليمية، وعلي وجه التحديد سواء كانت الجامعة العربية أو الاتحاد الإفريقى أو البرلمان العربى والبرلمان المصرى، وهناك اتجاه للتحرك داخل الولايات المتحدة الأمريكية وداخل المحاكم الدولية، سواء كانت الأوربية منها أو الأفريقية، وكافة المحاكم الدولية، لتقديم مذكرات وأدلة دامغة وبارزة لإيضاح حقيقة الأنظمة الإرهابية فى قطر وتركيا وتدخلها فى الشأن الليبى بدعمها للميلشيات.
[caption id="attachment_293248" align="alignnone" width="832"]
سراج الدين التاورغى فى حواره مع رئيس التحرير[/caption]
من أنتم؟
- أنت تتحدث بصيغة الجمع تقول (نحن) هل تتحرك فى إطار مؤسسى.. وهل يساعدك أحد؟
- بالفعل أعمل حاليًا مع مجموعة من المستشارين القانونين والحقوقين، ويعاوننى بعضهم هنا فى مصر والعديد من الدول الأخرى، وقدمنا من خلال هذه المجموعات مذكرة فى شهر مارس الماضى لإيضاح التدخل القطرى فى إغتيال اللواء عبد الفتاح يونس رئيس أركان الجيش الليبى فى أحداث فبراير، وقدم هذه المذكرة ولى دم الشهيد عبد الفتاح يونس.
لدي العديد النشطات والتحركات خلال الفترة القليلة القادمة كل هذه التحركات تأتى وفق خطة زمنية موضوعة للتحرك، لأن جميع التحركات والسفريات تحتاج إلى تنسيق على كافة المستويات فجميع تحركات الأفراد تتم بإمكانيات متواضعة جدًا.
[caption id="attachment_293247" align="alignnone" width="748"]
عاطف عبد الغنى يحاور الحقوقى الليبى سراج الدين التاورغى وأحمد الطوانسى ينصت[/caption]
كيان مؤسسى
- أسأل هل هناك كيان مؤسسى يجمعكم؟
- أنشاءنا قبل أقل من عام مؤسسة مؤسسة دولية للدفاع عن حقوق الإنسان.. لنواجه من خلالها، المخطط الذى يستهدف بلادنا بقوة فى العلن وليس فى السر لذلك لا نخاف من شئ.
وقام أحد أولياء الدم الليبيين وهو متواجد بأمريكا منذ 4 سنوات بتقديم مذكرات ورفع قضايات ضد قطر وتركيا داخل الولايات المتحدة ومن هذه الخطوة جاءتنا فكرة تأسيس المؤسسة، لأننا وجدنا أن تقديم المذكرات بشكل فردى تقابله العوائق ولكن إذا تم من خلال مؤسسة سيكون أسهل بكثير.
لذلك أسسنا مؤسسة فى ليبيا حاليًا ومؤسسة فى أمريكا ونحاول دمج الكثير من المؤسسات الحقوقية فى كل أنحاء العالم لتكوين قوة وفضح الدور القطرى التركى داخل الوطن العربى ودعم ميليشات تدمير ليبيا وسوريا واليمن، ومحاولة تدمير مصر وجميع البلاد التى تفشى بها الإرهاب المدعوم من قطر وتركيا.
مع حفتر
- الشعب المصرى مشغول بشكل كبير بمعركة طرابلس التى تجرى الآن على الأرض، ونعرف أن ليبيا مقسمة بين الجيش الوطنى الليبي بقيادة المشير حفتر والسراج وميليشيات الإرهاب الموالية له ومصر تدعم الشرعية الممثلة فى الجيش الوطنى وقائده حفتر.. لكن نرجو أن توضح لنا الصورة بشكل أوسع؟
- الجيش الوطنى الليبى حقق الكثير من الإنتصارات، وقد بدأت معركته مع الميلشيات فى شهر 5 من عام 2014 بـ 200 رجل وبدأ معها معركة الكرامة ضد الإرهاب، وكان يقاتل لدخول مدينة بنى غازى ثم بعد ذلك سيطر على مدينة بنى غازى فى نهاية عام 2014، وأستمرت المعارك داخل المدينة إلى أكثر من ثلاث سنوات إلى أن تم تحرير بنى غازى بالكامل من هذه الميلشيات الإرهابية المدعومة قطريًا وتركيًا.
وكان هناك جسرًا جويًا من مدينة مصرته على وجه التحديد لنقل المصابين والجرحى من أنصار الشريعة وداعش والميلشيات للعلاج داخل تركيا، وتم نقل أكثر من 4 ألاف مقاتل ولدينا جميع الأدلة بالصور وجوازات السفر وفديوهاتهم داخل المستشفيات التركية وقدمنا ذلك فى المذكرات فى جنيف.
بعد ذلك انتقل الجيش الليبى من تحرير مدينة بنى غازى إلى مدينة درنة التى كانت معقل مهم جدًا لجميع الإرهابيين، ومن ثم كان القبض على أكبر عدد من الإرهابيين الدوليين منهم هشام عشماوى، ومنهم رفاعى سرور، والأنبارى أحد مساعدي أبو بكر البغدادى، واستمرت معركة درنة وتم تحريرها فى وقت قياسى جدًا والجميع يعلم أن مدينة درنة صعبة جدًا لوجود التضاريس والجبال والهضاب وغيرها.
ثم انتقل الجيش الليبى إلى تحرير الهلال النفطى وبعد الهلال النفطى تقدم إلى تحرير مدينة سبها، وتم القبض على أكبر الإرهابيين على رأسهم أبو طلحة الحسناوى الذى سارعت سوريا والعراق وأمريكا وفرنسا فى إعلانات مخلتفة إلى القول إنه قتل، وظهرت فيديوهات تعلن من داخل وزارة الدفاع السورية والعراقية وتصريح من البنتاجون يذيع خبر قتله، لكنى خرجت وصرحت فى لقاء عبر شاشة فضائية ليبية وأكدت أن أبوطلحة حى ولم يقتل وموجود بليبيا، وبعدها بـ 6 أيام تم مقتل أبو طلحة الحسناوى في مدينة الشاطئ على أيدي أبطال الجيش الليبى فى مدينة الشاطئ تحديدًا فى شهر يناير الماضى.
من الجنوب
كذلك تم القبض على أبرز الإرهابيين هناك، وتم تحرير الجنوب من الميلشيات الإرهابية القادمة من بلاد أفريقية جنوب ليبيا، والتى كانت تتمركز هناك وتعيث فسادها فى الجنوب وتخطف أهالى مدينة أقليم فزان وانتقل الجيش الليبي فى شهر أبريل الماضى لتحرير مدينة طرالبس وذلك بعد مناشدة أهالى مدينة طرابلس للجيش الليبى وقائده خليفة حفتر، فى مظاهرات متتالية، خرجت فى ساحة الشهداء على مدى عامين كانت تنادى الجيش الليبي بالزحف وتحريرها من الميلشيات التى عاثت فسادًا فى طرابلس وليبيا على مدى 8 سنوات.
والآن الجيش يخوض أكبر معاركه لتحرير ليبيا بالكامل من هذا العدو عملاء قطر وتركيا، والجيش قادر فى وقت قريب جدًا على تحرير الأراضى الليبية بالكامل من هؤلاء العملاء.
- هل تم رصد المساعدات اللوجستية التى تقدمها قطر وتركيا تحديدا لهذه المليشيات؟
- بالفعل رصدنا جسر جوى وبحرى تركى قطرى لإنقاذ هذه الميلشيات، ورأينا تصريحات مباشرة من أردوغان ومن وزير خارجية قطر لدعم هذه الميلشيات، وتم رصد هذه السفن بأسمائها وتواريخها وهي تمدهم بالأسلحة، وحتى بندقية عوزى المصنعة إسرائيليًا التى تم دخولها إلى مصراته، وتحملها جماعة أنصار الشريعة الإرهابية قادمة عبر تركيا وهو شئ موثق لدينا وقتل بها أبرز الحقوقين والمدافعين عبر الوطن العربى الشهيد عبد السلام المسمارى الذى اغتيل بهذه البندقية، وتم تقديم المذكرات بهذه الوثائق فى جينيف.
[caption id="attachment_293251" align="alignnone" width="735"]
الجيش الوطنى الليبى يحرر طرابلس[/caption]
- هل الدور التركى فى ليبيا جديد عليها ؟
- الدور التركى الإرهابى في ليبيا دور تاريخى يمتد إلى 200 عام منذ الحكم العثمانى، حيث تم وقوع مجزرة لمشايخ أكبر قبائل ليبيا وهي قبيلة الجوازى وجزء كبير من هذه القبائل موجود فى مصر، وتم تهجيرهم وقدومهم إلى مصر، واستوطنوا محافظات المنيا، وأسيوط، والأسكندرية فى مدينة العامرية وهي قبيلة عريقة جدًا ومجاهدة وهذه القبيلة حاربت الأتراك وتم مقتل 40 شيخ من مشايخها.
(انتظروا الجزء الثانى من الحديث)..