د. أحمد عفيفى يكتب: مابين البحرين والمحيط

يفصل بين الحق والباطل جدارا عازلا قوامه طاعة الله وتشريعاته المقرة بالأديان السماوية.. لكن حسابات بعض البشر قد يعتليها الغى والشطط فيطفو على السطح آفة الفساد بآثاره وآلامه. فالفساد حالة من فقدان الوعى المتعمد لفئة فقدت بوصلة الحق والفضيلة، وتعمدت البعد عما يجب أن يكون فى كافة مناحى الحياة، فراينا السرقة والقتل والاختلاس والتربح.. وهذا كان له أثره الواضح على انتشار أوبئة الفقر والمرض والتخلف. وهذه الأمور يجب أن تقابل بكل حزم وقوة من خلال تفعيل القانون على كل من تسول له نفسة الخروج عن النص، لحين إدراك الحق من خلال تبنى استراتيجية واضحة المعالم لتربية النشىء على الفضيلة والتقوى. ولعل مناشدة الرئيس للجميع وبخاصة رجال الدين بتطوير الخطاب الدينى، يحمل فى طياته ما نصبو إليه ونأمله، وذلك كمحاولة جادة لخلق جيل جديد مسلح بسلاح إيثار الحق على الباطل والتوافق مع آليات العصر دون انحياز أو انغلاق. ومصر فى الحقبة الأخيرة لم تجد أى غضاضة فى تفعيل استراتيجية مكافحة الفساد، فرأينا محافظ يتم إلقاء القبض عليه فى مكتبه للتربح من وظيفته على حساب آلام وأحلام البسطاء من رعيته، كما شاهدنا وزير يقضى عقوبة السجن لإساءة استخدام سلطاته.. بل وكانت هناك حالات أخرى مشابهة تحمل فى طياتها إصرار الدولة المصرية الجديدة على إيقاف قطار الفساد. ولنجاح التجربة المصرية، استضافت مدينة السلام بحضور الرئيس السيسى وفود 51 دولة أفريقية وأربعة وفود عربية.. المنتدى الإفريقى لمكافحة الفساد، ولعل أهم ماجاء فى توصياته تأسيس مؤسسات وطنية بكل دولة أفريقية للتصدى لكافة أشكال الفساد وذلك من أجل تحسين مستوى معيشة شعوب القارة السمراء التى لطالما عانت آثار الفساد لحقب زمنية ليست بالقليلة. أما عن استضافة المؤتمر فتحية لرجل نجح فى فترة وجيزة لم شمل دول تقع مابين البحرين والمحيط، والشكر موصول للشعب الذى يدعمة من أجل مصر، قلب أفريقيا النابض.