نادية صبره تكتب: خطوة طال انتظارها

نادية صبره تكتب: خطوة طال انتظارها  نادية صبره تكتب: خطوة طال انتظارها

* عاجل25-6-2019 | 13:34

قرار لم يحسم بعد لكنه أصبح اليوم أقرب إلى التنفيذ وهو إدراج جماعة الإخوان المسلمين على القائمة الأمريكية للإرهاب.. فقد عقد مجلس الشيوخ بالكونجرس الأمريكي جلسة إستماع لمناقشة قضية إدراج جماعة الإخوان كجماعة إرهابية من جانب الإدارة الأمريكية بمشاركة عدد من أعضاء المجلس والخبراء والمهتمين بهذه القضية من المجتمع الأمريكي..

بالطبع هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها مشاريع قرار لإدراج الإخوان على قائمة الإرهاب لكني أشعر هذه المرة بأن القرار بات مسألة وقت فالأجواء السياسية مواتية لإتخاذه خاصة وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بات معروفاً عنه إتخاذه لقرارات غير تقليدية كما أن فكرة تصنيف الجماعة طرحت أيضاً أثناء حملة ترامب الانتخابية في العام 2016 وبالطبع فإن التصنيف سيؤدي إلى فرض عقوبات على النشاط الاقتصادي والمالي لجماعة الإخوان وهو ما يمثل ضربة موجعة للجماعة التي تمتلك ثروات ضخمة من خلال التغلغل في اقتصاد عشرات الدول وتستخدم هذه الأموال في تمويل أنشطتها الإرهابية دون أن يحاسبها أحد ولذلك فإنني اعتبر القرار في حال صدوره سيكون خطوة هامة ومتأخرة في طريق مكافحة الإرهاب، لأن الإخوان والقاعدة وداعش هم وجوه لعملة واحدة.

معارضو القرار يقولون إنه غير قانوني لأنه لكي يتم تصنيف جماعة أجنبية على قائمة الإرهاب الأمريكية فلا بد من وجود أدلة دامغة تؤكد أنها منخرطة في أنشطة تهدد الأمن القومي الأمريكي وحتى لا يتم الطعن على القرار أمام القضاء الأمريكي.. مع أنني أرى القرار سياسي وأيدولوجي بإمتياز وإلا ما كان (جون بولتون) مستشار الأمن القومي و(مايك بومبيو) وزير الخارجية متفقين عليه مما يجعل احتمالات صدوره عالية.

ومن المعروف أن مصر هي أول دولة قامت بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية في العام 2013 عقب ثورة الثلاثين من يونيو التي أنهت لن أقول حكم الإخوان ولكني سأقول وبمنتهى الصدق أنها أنهت حالة اختطاف الجماعة للدولة المصرية فما عشناه منذ عام كامل حاول فيه الإخوان تدمير الدولة المصرية والعبث بمقدراتها وتغيير هويتها وثقافتها والقضاء على تاريخها من خلال إطلاق كتائبها وميليشيتها ومئات الوجوه الإرهابية التي كانت تتصدر المشهد السياسي وتحاول إرهاب كل المعارضين. أيام عصيبة ومؤلمة لا يمكن أن يتم محوها من ذاكرتي أو ذاكرة الشعب المصري فقد كنت أشعر بأننا نعيش في ليل عاتم وادعو الله أن تنتهي هذه المحنة وتشرق الشمس على مصر من جديد ومهما حاولت جماعة الإخوان والمتعاطفين معها استخدام وفاة محمد مرسي أثناء محاكمته لإبتزاز المشاعر فلن تفلح لأن المصريين لن ينسوا إجرامهم وإرهابهم وما قاموا به من قتل وعنف وحرق عقب فض اعتصام رابعة المسلح.

كما صنفت المملكة العربية السعودية الإخوان كجماعة إرهابية في 7 مارس 2014. واتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة نفس الخطوة في 15 نوفمبر 2014 .

الشيء الهام الآن هو الوصول إلى صيغة توافقية للقرار فجريدة النيويورك تايمز قالت إن هناك اتجاه لتصنيف جزئي أي أنه سيتم تصنيف الفرع الأم في مصر فقط لتجنب حدوث مشاكل دبلوماسية مع دول أخرى مثل تركيا التي يعد الحزب الحاكم بها (حزب العدالة والتنمية) أحد افرع جماعة الإخوان المسلمين.

إلا أن مستشارة الرئيس ترامب أكدت أنه لا مخاوف لدى الإدارة الأمريكية الحالية من تعقيدات دبلوماسية أو سياسية من تصنيف الجماعة.

الطريف أن جماعة الإخوان علقت على مشروع القانون بأنها ستظل مستمرة في العمل وفق الفكر الوسطي!! ولا أعرف عن أي فكر وسطي يتحدثون وهم أهم جماعة رديكالية عرفها التاريخ الحديث ولا تحمل أجندتها سوى الفكر المتطرف والاغتيالات والدماء.

أعرف أن إدارة الرئيس ترامب تدفع باتجاه إدراج الجماعة على قائمة المنظمات للإرهابية خاصة أنها قادرة على تنفيذ الإدراج بنفسها دون الرجوع للكونجرس عكس إدارة الرئيس السابق باراك أوباما التي عرقلت العدالة وكانت تتبع سياسة غض البصر عن أفعال أعضاء الجماعة كما كشف السيناتور الأمريكي (تيد كروز) عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس أن هناك معلومات مسربة من أحد موظفي وزارة الأمن الداخلي الأمريكي أن إدارة أوباما أمرت وبتكليف مباشر من البيت الأبيض بمسح محتوى 800 وثيقة تختص بالجهاد والإسلام السياسي!!

فهل تحمل الفترة القادمة صدور هذا القرار الذي هو خطوة طال انتظارها ؟!..

أضف تعليق