كتب: على طه
" هل بدأ الشباب العربى يدير ظهره للدين؟! " هذا هو العنوان الذى نشر تحته موقع "بى بى سى" عربى نتائج ما أسماه "الاستطلاع الكبير" للسكان العرب وخاصة من فئة الشباب.
وشمل هذا الاستطلاع الذى أجرته شبكة "الباروميتر العربى" البحثية لصالح "بى بى سى" سكان 10 دول عربية بالإضافة إلى الأراضى الفلسطينية، وشارك فيه 25 ألفًا تم سؤالهم خلال المدة من نهاية عام 2018 إلى الربع الأول من عام 2019.
وحسب "بى بى سى" ركّز الاستطلاع على 3 قضايا رئيسية هى: الدين والتوجه الجنسى والهجرة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفيما يخص الدين، قال تقرير لـ "بى بى سى" : كشف الاستطلاع أن عددا متزايد بإضطراد من العرب صاروا يديرون ظهورهم للدين والتدين، وإن نسبتهم ارتفعت خلال السنوات من 2013 إلى 2018 من 8% إلى 13% ويصف ثلث التونسيين، وربع الليبيين أنفسهم هكذا، أما فى مصر فقد تضاعف حجم هذه المجموعة، بينما تضاعف حجمها 4 مرات فى المغرب.
وقال تقرير "بى بى سى" أيضا أن واحد من كل ثلاثة أشخاص فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يرغب فى الهجرة.
ويقول التقرير أيضاً فى "إنفوجراف" مرفق به، إن فى العراق يفوق عدد الرجال الذين يقولون إنهم تعرضوا للتحرش الجنسى.
المثير للدهشة أن المحطة "حشرت" فى الـ"إنفوجراف" الذى يشير إلى نتائح الاستطلاع الاجتماعى، عبارة سياسية تشير إلى أن شعبية الرئيس التركى أردوغان تفوق شعبية ترامب وبوتن معا فى الدول التى شملها الاستطلاع.. والسؤال هنا ماذا أدخل السياسة فى بحث رأى عام عن قضايا اجتماعية؟!
الإجابة أن ثمة رائحة كريهة يمكن أن "نشمها" بأنوفنا قبل أن نفهمها بعقولنا، ونضيف عليها أن الاستطلاع الذى يشير موقع "الباروميتر العربى" أن هدفه استقصاء طبيعة العيش فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لم يركز إلا على القضايا التى تهم الغرب تجاه الشرق ويعتبرونها من الحريات الشخصية، وهى الدين "الإلحاد والشذوذ" ويهم الغرب كثيرا أن ينتشر الكفر بالله، ويهجر الناس الدين، وتنتشر الرذيلة لدى الشعوب العربية، كما يهمه أن يطمئنى إلى أن هجرة الشباب من شمال أفريقيا، ودول الربيع العربى، إلى بلادهم تقل أو تتوقف.