إسماعيل منتصر يكتب: خواطر حرة جدا.. دموع الإخوان ودموع التماسيح!

إسماعيل منتصر يكتب: خواطر حرة جدا.. دموع الإخوان ودموع التماسيح!إسماعيل منتصر يكتب: خواطر حرة جدا.. دموع الإخوان ودموع التماسيح!

* عاجل26-6-2019 | 16:52

أصبح معروفًا ومألوفًا استخدام مصطلح " دموع التماسيح" لوصف المشاعر الكاذبة تجاه شىء ما مثل ادعاء المنافق البكاء على حزن أو مصيبة.. وهو فى الحقيقة لا يشعر بأى حزن.

وقد رأى الناس قديمًا التماسيح وهى تبكى وتذرف الدموع بعد التهامها فرائسها.. فتصوروا أنها تبكى حزنًا عليها وشفقة.. وكان ذلك مثار تعجب الناس واندهاشهم، لكن العلماء اكتشفوا مؤخرًا أن الدموع التى تتساقط من عين التمساح لا علاقة لها بالحزن والمشاعر وإنما يبكى التمساح، لكى يخلص نفسه من فائض الأملاح التى تسربت إلى جسمه لدى ابتلاعه فرائسه!

والحقيقة أن دموع الإخوان لا تختلف كثيرًا.. صحيح أنها لا تتساقط بسبب ابتلاع الفرائس لكنها مثل دموع التماسيح.. كاذبة ومضللة.. بل إننى لا أبالغ لو قلت إنها أكثر كذبا وضلالا من دموع التماسيح!

أقام الإخوان مناحة على وفاة محمد مرسى ورأينا الإخوان يبكون ويتباكون على الرئيس الشهيد.. الرئيس البطل.. رمز التحدى والصمود وأيقونة الحرية والنضال فى العالم كله.. إلى آخر هذه الأوصاف التى لا علاقة لها بالحقيقة من قريب أو بعيد.

وحاول الإخوان وهم يتباكون على المرحوم الإيهام بأن الشعب المصرى كله شعر بحزن عميق لاستشهاد الرئيس.. وحاول بعض الإخوان الربط بين مرسى والخليفة عثمان بن عفان الذى قُتل واستشهد فى نفس التوقيت.

ومضى البعض الآخر خطوة أبعد فحاولوا تشبيه مرسى بالأنبياء والرُسل.. وسمعنا من يقول إن من كان يعبد مرسى فقد مات، أما الذى يعبد الله فإن الله حى لا يموت!

وتشم رائحة الكذب قوية فواحة وهم يتحدثون عن حزن المصريين على مرسى..

يقول وزير الإعلام الإخوانى السابق صلاح عبد المقصود إن هناك من أرسل له إحصائيات مؤكدة بأن أكثر من 90 فى المائة من الشعب المصرى يشعرون بحزن عميق لوفاة مرسى.. وأضاف أن هناك سيدة يعرفها ويثق فيها ويصدقها بعثت له برسالة تؤكد فيها أن أصوات ترتيل القرآن انبعثت من كبائن وفيلات المصيفين فى الساحل الشمالى.. حزنا على وفاة الشهيد (!!!)

أعلم جيدًا أن مثل هذا الكلام يندرج تحت بند التخريف.. لكننى أقسم أننى سمعت الوزير الإخوانى يقول!..

على أية حال فإن الإخوان يعرفون قبل غيرهم أن المصريين لم يشعروا بالحزن أو الفرح لموت مرسى.. ببساطة لأن مرسى لم يعنِ لهم شيئا سواء وهو حى أو وهو ميت.

كان مرسى مثار سخرية المصريين وكان الجميع يعرف أنه لا يحكم مصر ولا يمارس مهامه كرئيس للجمهورية وإنما هو مجرد " عروسة" تحركها أصابع المرشد وخيرت الشاطر.

وعندما قامت ثورة 30 يونيو لم يهتف المصريون بسقوط مرسى وإنما هتفوا بسقوط المرشد والإخوان لأنهم يعرفون أن الذى يحكم مصر هو المرشد ومكتب الإرشاد وليس مرسى بأى حال من الأحوال!

والحقيقة أن الإخوان أنفسهم لا يعتبرون مرسى الشهيد البطل الأيقونة التى يتحدثون عنه.. بل إننى لا أبالغ لو قلت إنهم يكرهون مرسى أكثر مما يكرهه المصريون، لماذا؟!

يدرك الإخوان أن أداء مرسى وتصرفاته عندما كان رئيسا لمصر.. كان أحد الأسباب القوية التى جعلت المصريين يكرهون الإخوان ويثورون عليهم..

وهكذا يعتقد الإخوان أن حظهم السىء الذى جعل الظروف تفرض عليهم اختيار مرسى للترشح للرئاسة سببًا رئيسيًا فى سقوطهم وابتعادهم عن المشهد السياسى.

وعندما اعتقل مرسى وتمت محاكمته بتهمة الخيانة العظمى.. لم يكن مرسى بالنسبة للإخوان إلا ورقة تفاوضية!

كان الإخوان يحاولون تجميع المعارضة للوقوف إلى جانبهم وتكوين جبهة واحدة قوية.. وكان تمسك الإخوان بما يسمى الشرعية يقف عائقًا قويًا لتحقيق هذا الاصطفاف الذى يحلمون به.. ولذلك بدأ الإخوان يلمحون إلى إمكانية تخليهم عن مسألة الشرعية.. أى عن عودة مرسى للحكم.

كان تخليهم عن هذه الشرعية يعتبر أقوى ورقة تفاوضية تساعدهم فى إقناع فصائل المعارضة المختلفة بالانضمام إليهم وتكوين جبهة واحدة.. أما وإن مرسى قد مات فإن هذه الورقة لم يعد لها جدوى.. الشرعية من وجهة نظرهم ماتت.. ولم يعد هناك معنى لتنازلهم عنها لتحقيق الاصطفاف.. وبذلك فإن موت مرسى يعنى أن الإخوان فقدوا أقوى الأوراق التفاوضية مع فصائل المعارضة المصرية.. إن لم تكن الورقة التفاوضية الوحيدة!

وحتى موت مرسى لم يجيء على هوى الإخوان.. لم يموت مرسى كما كان الإخوان يتمنون ويحلمون.

كانت حسبة الإخوان وحساباتهم أنهم لم يستفيدوا من مرسى حيا.. فعلى الأقل يستطيعون الاستفادة منه ميتا (!!!)

كيف؟!

كان الإخوان يأملون أن يموت مرسى داخل زنزانته فيسارعون باتهام النظام فى مصر بقتله.. وكان من الممكن أن نسمع عن موت مرسى مسمومًا أو مخنوقًا أو غيرها من الاتهامات التى تعتمد على موت مرسى بعيدًا عن أعين العالم.. لكن مرسى فاجئ الإخوان ومات فى قاعة المحكمة.. بعد أن طلب الكلمة ومنحه القاضى الفرصة للكلام.. مات مرسى أمام العالم كله بعد أن سقط مغشيًا عليه.

وليس ما يزعمه الإخوان حاليًا من موت مرسى بالإهمال الطبى إلا محاولة يائسة بائسة للاستفادة من موت مرسى بأى ثمن بعد أن أصبح مستحيلا عليهم اتهام السلطات المصرية بقتل مرسى عمدا!

ويحاول الإخوان إشاعة أن العالم كله يطالب بتحقيق رسمى محايد فى موت مرسى.. لكن الحقيقة التى يعرفها الإخوان.. أن الإخوان هم الذين يطالبون بذلك وهم الذين يسعون لدفع حلفائهم لمساندتهم فى هذا المطلب.

ثم إن السؤال الذى لا يستطيع الإخوان أن يجدوا له إجابة تتفق مع خططهم ومخططاتهم هو.. ما الذى يفيد النظام فى مصر من موت مرسى؟.. هل يخشى النظام مثلا من عودة مرسى للحكم؟!

هل يمثل مرسى أى خطر على النظام وعلى مصر وعلى المصريين؟.. هل هناك أى قيمة لرجل أصبح محكومًا عليه بالسجن المؤبد بعد أن أيدت محكمة النقض الأحكام الصادرة ضده؟

ولأنهم إخوان.. ولأنهم يكذبون كما يتنفسون فلم تكن وفاة مرسى إلا فرصة للكذب والتضليل.

يزعم الإخوان أن مرسى ليس ممثلا لجماعة الإخوان وإنما هو ممثلا للشعب المصرى كله.. وينطلق الإخوان من هذه الكذبة إلى كذبة أكبر فيزعمون أن الأزمة ليست بين الإخوان والجيش وإنما هى بين الشعب المصرى والجيش والإخوان ليسوا إلا جزءًا من الشعب المصرى (!!!)

ويزعم الإخوان أن هناك قوى إقليمية كانت وراء قرار اغتيال مرسى.. ويحاولون الإيحاء بأن هذه القوى الإقليمية هى السعودية والإمارات وإسرائيل!

ويزعم الإخوان أن إسرائيل استشعرت الخطر من وجود مرسى لتحالفه مع أردوغان ويتناسى الإخوان أن هناك تعاونًا عسكريًا على درجة عالية من التميز بين إسرائيل وتركيا!

ويزعم الإخوان أن العالم كله وقف على قدم واحدة ولم يجلس بعد موت مرسى.. ومن أجل الترويج لهذه الكذبة يستضيف المذيع الإخوانى ضيوفا من أوروبا ومن أمريكا ومن إسرائيل لكى يرصد من خلالهم ردود فعل العالم على موت الشهيد.. شهيد الحرية.

ويفاجئ المذيع الإخوانى بأن الرياح لا تأتى على هوى سفن الإخوان.. فقد أكد الضيوف المتخصصون فى الشئون الأمريكية والأوروبية أن خبر وفاة مرسى لم يحظ  فى الصحافة العالمية سواء الأمريكية أو الأوروبية إلا باهتمام ضئيل جدًا.

ويجن جنون المذيع الإخوانى ويحاول أن يلف ويدور لينتزع من ضيوفه أى اعتراف باهتمام العالم بموت مرسى.. دون جدوى!

وفى النهاية يحاول الضيف المتخصص فى الشئون الإسرائيلية، الذى يستضيفه المذيع بصفة أسبوعية.. يحاول أن يلقى له بطوق النجاة فيزعم أن الصحفى الإسرائيلى الذى قام بتغطية جنازة مرسى وحضر مراسم دفنه.. جاء لكى يطمئن الإسرائيليين على أن المتوفى هو محمد مرسى (!!!)

لا تصدق دموع التماسيح ولا دموع الإخوان.. وإذا كان ولا بد أن تصدق إحداهما.. صدق دموع التماسيح.. فعلى الرغم من أنها كاذبة.. إلا أنها أصدق من دموع الإخوان.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2