د. ناجح إبراهيم يكتب: المسيح .. أعظم سائح إلى مصر

د. ناجح إبراهيم يكتب: المسيح .. أعظم سائح إلى مصرد. ناجح إبراهيم يكتب: المسيح .. أعظم سائح إلى مصر

*سلايد رئيسى27-6-2019 | 00:16

احتفلت الكنيسة المصرية بذكرى دخول العائلة المقدسة إلي مصر، وشارك في الاحتفال بعض الوزراء،كما شارك الأزهر في الحفل بوفد رفيع، ويعد المهندس غبور من أشهر الدارسين للرحلة.

ولفظ العائلة المقدسة يعني"المسيح بن مريم وأمه العذراء مريم ويوسف النجار عليهم السلام". والمسيح أصغر نبي كتب عليه الهجرة،فكل الأنبياء هاجروا وهم كبار، أما المسيح فهاجر طفلاً لا يجاوز العامين تقريباً.

ومن أهم الأنبياء الذين هاجروا إلي مصر إبراهيم أبو الأنبياء،ولم يتم تأريخ كامل لهجرته، ومنها إهداء فرعون مصر السيدة هاجر إلي سيدنا إبراهيم والذي تزوج منها وأنجب إسماعيل وهما أصل العرب والمسلمين،وهاجر فخر لمصر عامة والصعيد خاصة.

ويعد السيد المسيح أحد أولى العزم من الرسل من أحفاد إبراهيم من سلالة إسحق ويعقوب وموسي وهارون عليهم السلام،وإذا كان موسي  الرضيع ألقي في نهر النيل الذي صار له مهداً،فقد هاجر المسيح من فلسطين وحتى القوصية في أقاصي الصعيد وهو طفل.

ويعد المسيح أعظم لاجئ إلي مصر بعد أن لجأ إليها يوسف كرهاً ولجأت إليها أسرته بعد ذلك طوعاً وإذا كان لجوء آل يعقوب إلي مصر  فتحاً ونصراً عليهم وخيراً وسعة وبركة علي مصر،فإن لجوء السيد المسيح وأمه علي مصر كان سبباً في بركة مصر وتنزل الخيرات علي أهلها.

الهجرة قدر علي الأنبياء،كما هي قدر علي كثير من مخلوقات الله في كونه،وكأن هجرتهم جزء من حياتهم ورسالتهم،فقد هاجر إبراهيم ويوسف ويعقوب والأسباط  كما هاجر موسى والمسيح ومحمد. فكما كانت هجرة موسى ومحمد تكليفاً ربانياً واختياراً إلهياً، كانت هجرة المسيح تكليفاً ربانياً بعد أن عزم هيرودس علي قتل النبي المنتظر الذي ظهرت المعجزات علي يديه.

خاف الملك علي عرشه من وليد صغير سينشر التوحيد وينصر الفقراء والضعفاء ويحق الحق ويبطل الباطل،وانقض جنوده علي الرضع في بيت لحم يذبحونهم بغير شفقة،ولا تفكر فالله لن يدع نبيه ليذبح هكذا، فحول منازلها لساحات للبكاء والعويل،وبينما كان يفعل ذلك كان ركب المسيح المبارك قد جاوز فلسطين كلها. كان يمكن للعائلة المقدسة أن تنجو من هيرودس بالذهاب إلي الشام أو العراق أو تبوك أو غيرها لتكون فيها آمنة،ولكن الله اختار لها مصر كما اختار لنبيه محمد المدينة، رغم أن هدف الهجرتين مختلف تماماً، فالمسيح جاء ليبارك أهل مصر،ومحمد جاء ليقيم دولة علي نهج الحق والصدق.

اختار الله مصر للمسيح وأسرته لأن فيهم من الرقة والعطف والرحمة والتحضر الكثير. واختار المدينة لنبيه محمد لأن فيها من الرفق والنصرة والتحضر الانساني منا لا يوجد في بلاد اخرى مثل هوازن،غطفان،ثقيف المشهورين بالجفوة والغلظة مع القوة.

لم يكن هدف العائلة المقدسة حينما قدمت إلي مصر الأمان أو الهروب من هيرودس فحسب وإلا لمكث المسيح في بلدة صغيرة في مصر ولم يخرج منها،ولكنه ساح في مصر كلها وسار قرابة ألفي كيلو متر ولم يستقر كثيراً في بلدة بعينها رغم الترحاب الكبير الذي قوبل به.

الحمار الذي صاحبهم شرفه الله فذكر في كل الروايات،كما شرف الله كلب أهل الكهف في القرآن،فصحبة الصالحين شرف.

جاء المسيح ليبارك مصر وأهلها كما بارك محمد المدينة وأهلها وكأن كل منهما يكاد ينطق بالقاعدة الجليلة"أهل الرقة والتواضع والقلوب الرحيمة هم أولى الناس برسالات السماء".

لك أن تتأمل رحلة المسيح التي استغرقت تقريباً ثلاث سنوات لم يذكر أن بيتاً من البيوت أغلق دونه أو قصر في حقه،أمة تعشق الأنبياء وحوارييهم ، وهي التي فتحت ذراعيها لآل النبي الذين اختاروا مصر دون سواها، سلام علي الأنبياء والصالحين، والحمد لله رب العالمين.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2