سارة طالب السهيل العراقية تكتب: العنف والدموية والاقتتال ليس من طبعنا (1من2)

سارة طالب السهيل العراقية تكتب: العنف والدموية والاقتتال ليس من طبعنا (1من2)سارة طالب السهيل العراقية تكتب: العنف والدموية والاقتتال ليس من طبعنا (1من2)

*سلايد رئيسى22-4-2017 | 22:31

 سارة طالب
بقلم: سارة طالب السهيل        
يعيش شعب العراق في أتون عنف دموي شبه يومي تجلت مظاهره منذ احتلال الولايات المتحدة للعراق وتفتيت تماسك وحدة نسيج المجتمع العراقي بشظايا الطائفية والمذهبية الظاهرة للأعين .
غير أن التاريخ الانساني يؤكد أن ظاهرة العنف في العراق ليست وليدة العصر الحالي، بل أن حضارات العراق القديمة شهدت العديد من مظاهر العنف والاقتتال، ولذلك فإنه وللوهلة الأولى يبدو الشعب العراقي و كأنه شعب عنيف، وأن العنف جزء أصيل في تركيبته الإنسانية، إلا أن الحقيقة غير ذلك، وتفسير ما جرى وما يجري على أرض العراق عبر التاريخ غير مشتق من كلمة العنف على قدر ما هو تركيبة إنسانية منفردة ورثها هذا الشعب العريق عبر حضاراته المختلفة.
كل الدول من حولنا تتغنى بحضارة واحدة عاشت أو مرت من أرضها أو اثنان على الأكثر إلا العراق فقد احتضن سبع حضارات على أرضه الغنية بالتراث و الخيرات.
 من السبع حضارات تكونت سبعة خبرات و سبع تناقضات و بالتالي سبع تناحرات وولدت سبع أشكال فيسيولوجية بالشبه والملامح فتجد بالعراق أنماط مختلفة من هيئات البشر تبعا لأصولهم و جنسهم.
كما تجد ديانات و طوائف و أنماط فكرية مختلفة من الجنوب حتى الشمال، شرقا وغربا وبالتالي التقاليد والأعراف والأكلات والزي.
وتباين مقدار اندماج كل فئة منهم مع الحضارة الجديدة و التطور الطبيعي الزمني الذي مر بهم وأوصلنا إلى الوقت الحالي فمنهم من اندمج مع العصر ومنهم من آثر أن يبقى في الماضي وفي رأيي كل هذه الاختلافات قوة ما بعدها قوة أن كانت في كنف حكم حكيم.
ومن السهولة أن تتحول إلى نقمة أن كانت كل هذه الطوائف تحت حكم عنيف قاس كما في السابق القريب أو الفوضى والفساد أو في الحقب الزمنية التي كانت تعاني الضعف والشتات وبما أننا في مرحلة عصيبة من تكالب الأمم على عراقنا و تآمر البعض من أبنائه مع الأمم المتكالبة و جهل البعض بسبب الفقر و الحروب و انعدام الأمان.
فحتما سيكون هذا التنوع الثقافي الحضاري الذي ذكرناه نقمة و مدعاة للتناحر و الحروب والفوضى طالما لم يستطع الدستور أن يحوي كل الفئات تحت جناح القانون و العدالة لتتم المواطنة على أساس الانتماء للوطن و ليس الحزب أو الطائفة أو الدين.
ولم يكن من الممكن أن يتشكل هذا الفكر في وجدان العراقيين لسبب بسيط، وهو أنه في السنوات السابقة قبل الاحتلال لم يكن هناك أي فكر مطروح أو انتماء سوى للحاكم و وحزبه، فلم يتدرب الشعب على حب الوطن بالاختيار بل كان انتماء مفروض بالإكراه و التعود.
وعندما غابت العصا المخيفة و أصبحوا أحرارا كان من الصعب جدا تقرير المصير قبل أن يكونوا مجهزين لهذا التحول ومن الطبيعي أن يتولى أمر التجهيز أولياء الأمر و القائمين على أحوال الشعب إلا أن الحروب الطائفية و الاحتلال والإرهاب حال دون مقدرة الشرفاء منهم على خدمة الوطن و فشلهم بحل الأزمة و جعل غير الشرفاءف يصولون ويجولون فى مضمار الفساد.
كل هذا زاد من نظرة غير العراقيين للعراق على أنه بلد تشبعت أرضه من دم شعبه و أنه وطن يحلو له قتل أبنائه و أن تراب العراق لا يهدأ ولا يستكن حتى يحتضن بأعماقه أكفان و صناديق الشهداء من كل الملل و الطوائف ولم ينفِ أحد و لم يعترض أحد على هذه النظرة التعسفية و التعسة.
ولا أقصد النفي فقط بالكلام و إنما بالأدلة والبراهين بأن يصرح أحد المسؤولين أن الإنسان أغلى ما نملك أو أن تقوم الدنيا ولا تقعد عندما نفقد طفل أو امرأة أو رجل عراقي وفي أعلى طموحاتنا أن يجنح العراقيون للسلم فيما بينهم حقنا لدماء أخوتهم بالوطن وأن يقفوا صفا واحدا إكراما لدماء الشهداء.
وأصبح المشهد العراقي مثير للألم و الحزن و اليأس في كل الأحيان.
وعندما صمت الجميع و لم يجب أحد على هذه الاتهامات في حق شعبنا المظلوم، أجاب القدر و انتقلت عدوى العنف إلى الكثير من البلدان ليتم الإجابة أن الظروف تخلق العنف و ان النفس البشرية تتقلب و خاصة الضعيف منها و الغير مؤهل واتضح انه حولنا الكثير ممن حولتهم الظروف إلى العنف الإجباري كما اضطر العراقيون أن يواجهوا مصيرهم طوال السنوات الماضية عبر التاريخ القديم والحديث.
أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2