كتبت: أمل إبراهيم
عاد الرئيس ترامب إلى عالم الدبلوماسية الدولية يوم الجمعة بأسلوبه المستفز ،وحضر أجتماع قمة العشرين وهو يطلق النار على مضيفوه وأقرب حلفاء أمريكا.
هكذا استهلت صحيفة " نيويورك تايمز تقريرها المطول الذى نشرته اليوم الجمعة وتناولت فيه بشكل دراماتيكى ساخر أداء الرئيس الأمريكى ترامب فى قمة العشرين المقامة فى أوساكا باليابان.
وأضافت الصحيفة: افتتح ترامب سلسلة من الاجتماعات مع قادة العالم المجتمعين في أوساكا باليابان لحضور اجتماع قمة قمة العشرين بعد التشكيك في أسس العلاقة بين الولايات المتحدة واثنين من أهم أصدقائها ، اليابان وألمانيا ، وانتقد شريك ثالث بقوة هى الهند. ما زال الزعماء اليابانيون الذين يستضيفون الاجتماعات يترنحون صباح يوم الجمعة من اثر هجوم ترمب على معاهدة الدفاع المتبادل التي كانت حجر الأساس بين واشنطن وطوكيو منذ ما يقرب من سبعة عقود .
قبل وصوله إلى أوساكا ، اشتكى ترامب من اليابان بعدم امتلاك السّلاح للدّفاع عن نفسها والاعتماد على الولايات المتحدة مجّانًا
خلال مقابلة مع شبكة فوكس للأعمال يوم الأربعاء انتقد ترمب معاهدة الدفاع المتبادل بين اليابان والولايات المتحدة ، والتي كانت أساس عودة العلاقة بين البلدين بعد الحرب العالمية الثانية، تحدث على انفراد عن الانسحاب من المعاهدة مع اليابان لقد أثار الموضوع دون أن يُسأل عنه
قال ترمب: "لدينا معاهدة مع اليابان". "إذا تعرضت اليابان للهجوم ، فسنخوض الحرب العالمية الثالثة سوف ندخل وسنحميهم وسنحارب بحياتنا سنقاتل بأي ثمن ، أليس كذلك؟ ولكن إذا تعرضنا للهجوم ، فلا يتعين على اليابان مساعدتنا على الإطلاق واضاف ساخرا يمكنهم المتابعة فقط على تلفزيون سوني
ترامب اتّهم الهند بفرض ضرائب عالية على السّلع الأمريكيّة، و وتركيا بشراء صواريخ “إس 400” الروسيّة في تعارض مع السّلاح الأمريكيّ، وخاصّةً طائرة “إف 35” مُهدّدًا بفرض عُقوبات.
اما القادة الألمان فقد اعتادوا تجاهل هجمات السيد ترامب على برلين بينما تحاول الهند إدارة شكاوى ترمب بشأن سياساتها التجارية دون التصعيد لحرب التعريفات الجمركية بعد اتهامها انها تنساق وراء الصين. يبدو أن اختيار الأهداف مرتبط مباشرة بجدول اجتماعات ترمب يوم الجمعة. فقد كان من المقرر أن يقابل رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ، مضيف اجتماع مجموعة العشرين السنوي في أوساكا ، ثم جلسة مشتركة مع السيد آبي ورئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي. ثم لقاء السيد مودي رئيس وزراء الهند بشكل منفصل. بعد ذلك ، كما كان من المقرر أن يجلس مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
على النقيض من ذلك ، لم يقل السيد ترامب شيئًا مهمًا قبل وصوله إلى أوساكا عن الزعيم الرابع في جدول أعماله الدبلوماسي ليوم الجمعة ، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، الذي شنت حكومته حملة منهجية للتدخل في الانتخابات الأمريكية في عام 2016 واعتقلت أمريكيين اثنين بل أعتبره النقاد مجرد اتهامات كاذبة. ولم يقل أي شيء سلبي عن موعد الإفطار صباح يوم السبت مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
كما كرر ترامب نهجه فى زيارة بريطانيا في وقت سابق من الشهر عندما ذكر أحد المراسلين الانتقادات السابقة له لميغان ماركل ، قال السيد ترامب إنه لم يدرك "أنها كانت سيئة" ، ثم نفى قوله ، على الرغم من تسجيله له كما اطلق على صادق خان ، عمدة لندن ، "الخاسر البارد الحجري" الذي يقوم بعمل فظيع في إدارة العاصمة البريطانية.
بعد مهاجمة المعاهدة مع اليابان ، تابع السيد ترامب ما أصبح هجومًا دائمًا على السيدة ميركل بألمانيا. وقال "نحن ندفع مقابل ما يقرب من 100% من ميزانية الناتو" "الناس لا يعرفون ذلك. نحن ندفع مقابل ذلك لأن ألمانيا لا تدفع ما يفترض أن تدفعه ". كما فعل باستمرار منذ توليه منصبه ، أخطأ السيد ترامب في فهم كيفية عمل الناتو وقدم رقمًا خاطئًا حول نصيب أمريكا من العبء المالي، لدى الناتو ميزانية لتغطية التكاليف المدنية والعسكرية المشتركة ، وتدفع الولايات المتحدة 22 في المائة من ذلك ، وفقًا لصيغة تستند إلى الدخل القومي، لا يوجد أي من حلفاء الناتو متأخرين عن مساهماتهم ، يصل الإنفاق العسكري التقديري لجميع أعضاء الناتو في عام 2019 إلى تريليون دولار ، وفقًا لتحديث صدر هذا الأسبوع يمثل الإنفاق العسكري من قبل الولايات المتحدة 70 % من هذا المجموع ، وليس 100 %، وحتى هذا يشمل الإنفاق الأمريكي على القوات المنتشرة في المحيط الهادئ أو الشرق الأوسط ، وليس فقط أولئك الملتزمين بالدفاع عن أوروبا.
إن هجوم السيد ترامب على الهند والسيد مودي لا يتعلق بالأمن بل يتعلق بمواضيع الرئيس المفضلة ، التعريفات الجمركية "أتطلع إلى التحدث مع رئيس الوزراء مودي حول حقيقة أن الهند ، بعد أن فرضت تعريفة عالية للغاية على الولايات المتحدة ، زادت الرسوم الجمركية مؤخرًا أكثر من ذلك" ،هذا غير مقبول ويجب سحب الرسوم الجمركية!" ما لم يقله في تغريدة له هو أن تصرف الهند في رفع الرسوم الجمركية على 28 فئة من الواردات جاء استجابة لقرار السيد ترامب بزيادة التعريفة الجمركية على الألمنيوم والصلب المستورد وقراره في مايو بإلغاء وضع التفضيل التجاري لأكثر من 5 مليارات دولار من الواردات من الهند.