سعيد عبدالحافظ يكتب: المنظمات وصحافة حقوق الإنسان
سعيد عبدالحافظ يكتب: المنظمات وصحافة حقوق الإنسان
في منتصف التسعينات استطاعت الدولة حسم معركة الإرهاب لصالحها وبدأت إنفراجة ملموسة في مجال الحريات في مصر كانت المنظمات الحقوقية والصحف أول من استفاد منها، فمن ناحية بادر جيل الوسط من الحقوقيين في تأسيس مراكز ومنظمات جديدة على ضوء الخبرة الميدانية والحقوقية التى اكتسبوها، وأذكر منهم عزة سليمان، نهاد أبو القمصان، ناصر أمين، محمد زارع، منال الطيبي.
وفي المقابل فتحت الدولة الباب أمام إصدار صحف خاصة فظهرت جريدة الدستور عام ١٩٩٥ وبعدها جريدة الإسبوع والميدان وساهمت المنظمات الحقوقية الجديدة مع الصحف الجديدة في زيادة مساحات النشر للمنظمات الحقوقية أحيانا تغطية تتسم بإنتقاد حاد وأحيانا كثيرة ساهمت الصحف الجديدة مع الإصدارات القديمة في زيادة نشر الوعى بقضايا حقوق الإنسان، وفي نهاية التسعينيات تحدث الإنتكاسة الأولى بين الصحافة والمنظمات وهى القبض على الأمين العام للمنظمة المصرية حافظ أبوسعدة واتهامه بنشر أخبار كاذبة على ضوء تقرير أصدرته المنظمة فيما عرف بأحداث الكشح الأولى، والانتكاسة الثانية تمثلت في إلقاء القبض على صاحب مركز ابن خلدون بتهم الحصول على تمويل أجنبي وتنكمش مساحات التغطية الصحفية لأنشطة المنظمات وما كان يتم تناوله كان يميل للتغطية السلبية والتشكيك في عمل المنظمات والنشطاء على السواء.
وبعد ثلاث سنوات عجاف تبدأ المرحلة الجديدة في تاريخ مصر والمنظمات والصحف على السواء وهو ما تزامن مع شيوع مصطلح الإصلاح في العالم ومبادرة الولايات المتحدة التى بدأتها بمبادرة كولن باول في ١٩٩٨ ثم مبادرة الشرق الأوسط للإصلاح ليشهد السوق الصحفى تأسيس جريدتى نهضة مصر وجريدة المصرى اليوم ٢٠٠٣ وقد شهدت تلك المرحلة تأسيس المجلس القومى لحقوق الإنسان كما تخلصت مصر من قانون الجمعيات رقم ٢٣ لسنة ٦٤ وإصدار قانون أكثر مرونة لعمل الجمعيات وهو القانون ٨٤لسنة ٢٠٠٢ .
وللتاريخ كانت جريدة نهضة مصر هى الأولى من نوعها في مصر التى خصصت صفحة متخصصة لحقوق الإنسان وتولى الإشراف على الصفحة بالجريدة الصحفى أسامة سلامة وظهرت أسماء جديدة وكوادر صحفية حقوقية لعبت دورل كبيرا في تغطية واسعة ومهنية لأنشطة المنظمات ومن بين هذه الأسماء خليل العوامى ويوسف شعبان ومحمود بسيونى وشعبان هدية وغيرهم، وكانت هذه الصفحة بجريدة نهضة مصر تتنوع بين المواجهات الحقوقية بين النشطاء وتغطية لأنشطة المنظمات، وعقد الندوات ذات الصلة بحقوق الإنسان داخل مقر الجريدة وحدثت الطفرة المتوقعة لتواجد المنظمات والنشطاء بشكل يومى على صفحات جريدة يومية.
ومن ناحية أخرى ساهمت صحيفة المصرى اليوم بسياستها التحريرية الجادة في تغطية مختلفة نوعية الأنشطة المنظمات الحقوقية وكان للصحفي وائل على دورا كبيرا بتواصله الدائم مع المنظمات في زيادة مساحات النشر بموضوعية إلا أن هذه الطفرة تزامن معها أحد أهم السلبيات التى كانت سببا في إفساد بعض المنظمات بل والصحفيين وهى السلبية التى بدت أكثر وضوحا مع بدايات عام ٢٠٠٥.
.. وللحديث بقية