طارق متولى يكتب: محنة الكتاب والمفكرين

طارق متولى يكتب: محنة الكتاب والمفكرينطارق متولى يكتب: محنة الكتاب والمفكرين

*سلايد رئيسى7-7-2019 | 15:43

عندما نحصل على تقدير مادى نفرح كثيرا، خاصة إذا كان هذا التقدير مبلغًا كبيرًا من المال فهذا يعنى أننا سنقوم بشراء أشياء كثيرة من طعام وشراب وربما سكن فاخر أو سيارة فارهة وهى كلها أشياء تسعد الإنسان وتحقق له رغبات مادية مرتبطة بحسه المادى والمعنوى.
وبمنتهى الصراحة عندما نحصل على تقدير معنوى شهادة تقدير مثلا نفرح قليلاً ونفكر على ما سيترتب على هذا التقدير من مكسب مادٍ معين 'ثم لا يلبث أن يزول هذا الفرح بشهادة التقدير.
بعدما نتأكد أنه ليس هناك أى مكسب مادٍ من ورائها وتتحول إلى ورقة معلقة على الحائط نفتخر بها دون فائدة اللهم إلا بعض نظرات الاستحسان.
الإنسان مادة، هى الجسد وروح تسرى فى هذا الجسد وتتربط به ارتباطا وثيقا ولا تستطيع أن تفصل بينهما فلا يستطيع الجسد أن يسعد بدون الروح ولا تستطيع أن تسعد الروح بغير الجسد.
يواجه العلماء والكتاب والمفكرون فى معظم الأحيان ومعظم البلدان مشكلة كبيرة تتمثل فى قلة الموارد والدخل على الرغم من أنهم هم من يصيغون لنا الحياة ويكتشفون الأسرار ويقدمون الاختراعات التى تساعد على تقدم البشرية بينما نجد من يقدمون سلع مادية وخدمات ترفيهية لا يواجهون هذه المشكلة.
كنت أعرف أحد الكتاب الكبار يستدين من أحد التجار الذى كان لا يقرأ ولا يكتب وكان يستعين بصديقه الكاتب لكى يقرأ له ويشرح له ما يقرأه.
فهل يستقيم الأمر إذا تجاهلنا منتجى الثقافة والعلم وتركناهم للتقدير المعنوى وآلية السوق التى لا تنصفهم وبالطبع هذا سيؤدى إلى توقفهم وتوقف إبداعاتهم أو انخراطهم فى إنتاج ثقافة سوقية تهبط بالمجتمع إلى مستوى أدنى من أجل لقمة العيش؟.
أعتقد أننا إذا فعلنا ذلك فالخاسر الأكبر سيكون المستقبل الذى لن يجد ما يقدمه للأجيال القادمة من ثقافة وعلم فتصبح الحياة جسدًا بلا روح.
أضف تعليق

إعلان آراك 2