يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الأحد فى واحدة من أهم القمم الإفريقية التى يجتمع فيها القادة الأفارقة سعيًا من أجل تحقيق حلم الأباء المؤسسين فى أفريقيا الواحدة، هذا الحلم الذى أمتد ليحقق من خلاله 25 دولة أفريقيه وقعت وصدقت على اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية، والتى استكملت عدد الدول المقترح أن تصدق على هذه الاتفاقية فى شهر مارس الماضى فى احتفالية تمت فى كاجني.
أما القمة الإستثنائية فى النيجر فهى تأتى لتعبر عن هذا الإجماع الإفريقى، وعلى هذا الرأى الموحد نحو سعى القارة لتحرير التجارة وفتح أسواقها للسلع والمنتجات الإفريقية والدفع بحجم التجارة لأفق يزيد عن 17% الحالية، مما يبدو عن أكثر من 50% على أن تستكمل القارة كافة إجراءات التصديق وكذلك السعى من أجل توسيع حجم التجارة.
هذا الملف هو واحد من أهم انجازات الرئاسة المصرية فى عام رئاستها للاتحاد الإفريقى، وقد لعبت مصر دورًا هامًا ومحوريًا لدعم الدبلوماسية الإفريقية الساعية من أجل أفريقيا الواحدة، من أجل إقتصاد تتحد فيه القارة وتعزز مواردها، من أجل أن تكون التجارة بينية على المستوى المطلوب، نحو آفاق أهم وأرحب.
واختيار دولة النيجر ليست فقط لأن رئيسها كان هو المفوض بشأن السعى لتحقيق هدف إتفاقية التجارة الحرة الإفريقية، ولكن أيضًا لأن النيجر تتعرض كما تتعرض دول الساحل الإفريقى للإرهاب، ومصر برئا،ستها الاتحاد الإفريقى بحكم تجربتها الرائدة فى مجال مكافحة الإرهاب يمكن أن تقدم رسالة وترسلها عبر هذه القمة الإستثنائية الهامة لأن الأمن والإستقرار فى القارة هو جزء رئيسي ومكمل من أجل إطلاق طاقات القارة الاقتصادية والتنموية وتحقيق اتفاقية التجارة الحرة لهدفها.
الأمر الآخر أن الإرهاب، يشكل خطورة دائمه تهدد عملية التنمية فى أفريقيا وأن العمل المشترك على مستوى دول القارة المختلفة هو الوحيد الكفيل لإطلاق طاقات القارة وتحقيق اتفاقية التجارة الحرة لأهدفها.
أفريقيا تستثمر فى ذلك الإتفاق كل المطلوب من أجل وضع التجارة البينية موضع الإهتمام لتعزيز العمل الإفريقى المشترك والتصنيع المشترك وتبادل السلع أيضًا من حيث إنتقال الأفراد، والعمل المشترك لتجميع تكتلات الاقتصادية فى القارة نحو حلم إفريقيا الواحدة هو أمر نسعى جميعًا لتحقيقه.
العاصمة النيجرية "نيامى" سنحقق خلال الأيام القليلة الماضية حلمًا تاريخيًا لأبناء القارة الأفريقية وأملًا يتجدد بفضل رئاسة واعية وبفضل إصرار الاتحاد الإفريقى على استكمال مؤسسات العمل الإقتصادى الإفريقى المشترك.
فالتجمعات الإقتصادية الإفريقية تتكتل فيما بينها وقادت مصر تكتل دول جنوب القارة الإفريقية السابق والكومسا شرق وجنوب القارة، وتجمع شرق أفريقيا فى يونيو 2015، من أجل تجمع هذه التكتلات من حيث تكون السلع والمنتجات الإفريقية حرة فى الحركة بين الأسواق الإفريقية.
ستتيح إتفاقية التجارة الإفريقية أيضًا الفرصة لمواجهة شاملة مع الإرهاب التى تستفذ تحقيق النمو الإقتصادي، فبدون نمو اقتصادى ستزداد الثغرات التى ينفذ منها الإرهاب.
كذلك ستتيح اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية الفرصة أمام المستثمرين الأجانب والدول الراغبة فى العمل المشترك مع القارة الإفريقية بوصفها سوقًا واحدًا ضخمًا يتحرك من أجل خطوة إلى الأمام.
الرئيس عبد الفتاح السيسى فى رئاسته للاتحاد الافريقى لبنات عدة للعمل الإفريقى المشترك، ولكنه اليوم يضيف واحده من أهم اللبنات الإفريقية المشترك ويضيف أهم نجاحات فى عام الرئاسة المصرية نحو عملًا أكثر جدية لتحقيق التكامل الإفريقى الإقتصادى.
[caption id="attachment_303712" align="aligncenter" width="540"]
السفير د. محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الأسبق[/caption]