حكايات سوداء.. «وكأن الدماء فقط هى دماء العالم المتقدم» !

حكايات سوداء.. «وكأن الدماء فقط هى دماء العالم المتقدم» !حكايات سوداء.. «وكأن الدماء فقط هى دماء العالم المتقدم» !

*سلايد رئيسى23-4-2017 | 23:04

كتب: محمود مناع حكايات الإرهاب فى العالم لم تتوقف يوماً ودائماً نسمع عن حوادث هنا وحوادث هناك ويختلف الوزن النسبى للتعاطف أو تبنى سياسات أو إستراتيجيات تبعا لهوى أقوياء العالم أو العالم المتقدم لذلك لم يكن غريباً أن نرى على الشاشات التغطيات التى خلفتها الحوادث الإرهابيه فى العالم المتقدم، وكأن الدماء فقط هى دماء العالم المتقدم ....وأقصد أن التناول لهذه الظاهره يعكس تبايناً على قدر الأهميه ومكان الضحايا . وبعيداً عن ذلك فإننى أرى أن الإرهاب يضرب وبقوه كل الأماكن فى العالم دون تفرقة وأصبح الكل فى مرماه ولذلك فأن الدعوة لاستراتيحية عالمية لمواجهة تلك الظاهرة أراها وبكل موضوعية دعوة تستحق التصديق عليها وﻻ يمكن الوقوف عندها بالنوايا لإن الأمور تسير نحو استخدام وتطويع الحركات والتنظيمات الإرهاربيه لإسقاط وإفشال الدول وخاصة فى عالمنا العربى والأفريقى . ويمكن تناول تلك الظاهرة من خلال إلقاء الضوءعلى الأفكار التى تتبناها تلك الحركات وخاصه فى محيطنا الإقليمى، فى الغرب الأفريقى وفى منطقه الساحل والصحراء هناك تنظيمات تسعى لإقامه تحالفات من شأنها إعلاء راية الشريعة وإقامه دولة الخلافة،  فهناك تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى الذى ولد نتيجة الانشقاق عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال، نعم اسمها "الدعوة والقتال" بزعامة حسان خطاب التى اندمجت أيضاً مع جماعات وحركات علمانية لتحقيق مكاسب على الأرض وخاصة فى مالى وتمكنت من فرض واقع لفترة قصيرة وسط مطالب بإستقلال " جاوجو وتمكتو وكيدال "  لإقامه الدولة الإزوادية، ذلك الحلم الذى تأخر كثيراً والكلام هنا لرواد حركه تحرير ازواد العلمانية التى تريد الإنفصال عن السلطة المركزية فى باماكو العاصمة. هذا الأمر يحمل الكثير من الرسائل والتحليل المهم هنا أن ماحدث على أرض الواقع إعلان الإنفصال ومشاهدة عناصر تنظيم القاعدة وهم يهدمون الأضرحة والمساجد فى تمبكتو أحد أهم مدن التراث الإسلامى فى الغرب الأفريقى وبهذا الفعل يجعلون الأسلاف والأحفاد ينقطعون عن تراثهم الإنسانى الذى نفخر به جميعاً .. هنا حضرت فرنسا التى لم تغيب يوماً عن القارة بإغراض إنسانية والواقع يشير للحفاظ عن المصالح والموارد الأفريقيه وعلى رأسها اليورانيوم ومواد الطاقة الآخرى .. وتمت السيطرة المؤقتة على مطالب اﻻزواد. أما الحركات الآخرى وعلى رأسها بوكو حرام والتى توجد فى نيحيريا وأسمها يعنى باللغه المحلية " الهوسا " ، وهى أحدى التنظيمات التى تسعى إلى فرض الشريعة والقضاء على كل المظاهر الغربية خاصه فى الملابس والقيم التى من شأنها أن تمثل تراجعاً عن الأشكال والمظاهر المحلية، وترى أيضا أن كل التعليم الغربى حرام ، وبناء على ما سبق فالديمقراطية والإنتخابات حرام، وترى أيضا "بوكو حرام" أن القيم الغربية هى السبب الرئيسى لتخلف وفساد نيحيريا وغايه تلك الجماعه إنشاء دولة إسلامية فى الشمال النيحيرى ومن أدبيات تلك الجماعة ورئيسها محمد يوسف الذى تم إعدامه ممارسة عمليات القتل العنيف، وكذلك الإختطاف وتفجير الكنائس والمساجد والتوسع فى اختطاف الأطفال وتجنيدهم وإستخدامهم قصراً فى عملياتها الإرهابية وأزهاق الأرواح البرئية على أيدي عناصرها .. الكثير من الأرواح وقد تحالفت الحركة وأعلنت الوﻻء لتنظيم داعش الإرهابى . كل ماسبق محاولة للربط بين مايدور إعلامياً والواقع الأفريقى لتلك الظاهرة التى تمتد فى كل بقاع الدنيا و للموضوعية فهى ترتبط شرطياً مع الأصولية الإسلامية وهو أمر مخالف للواقع حيث هناك جماعات أصولية ترتبط بديانات أخرى وحاصل القول أن انتشار الإرهاب فى منطقه الساحل والصحراء فى قارتنا السمراء هو حصيله النزاعات الأثنية وخاصة نزاع الهوية والإنتماء القبلى دون المركزى، وكذلك سياسات التهميش التى تتبعها الحكومات المركزية ، لذلك كان الوﻻء محوراً للتقسيم والصراع الممتد فمثلا نجد الصراع فى تشاد بين الشمال المسلم والجنوب المسيحى، والاختلاف بين الطوارق ودول المركز فى مالى والنيجر وانتهى الأمر بفقدان الوﻻء واحتكار السلطة لصالح طرف على حساب أطراف وتبدأ هنا سلسلة عدم الرضا وتنتهى بالإرهاب للحصول على الحقوق من وجهه نظرهم . ومع تواجد محفزات دولية يزداد الأمر سوءا وذلك لإستغلال الظواهر السلبية وتداعياتها لتحقيق المصالح وفرض الوصاية وإستنزاف الموارد اأفريقية. فى النهاية فالحديث عن الإرهاب الفكرى له أبعاد أخرى أرى تناولها فى مقال أخر. ولنا كلمة لإهلنا فى القارة الأفريقية وهى أنه عليكم واجب التصدى لأسباب تلك الظاهرة والأعتراف بأنها ضمن نشاطات أخرى مثل تجارة السلاح ، والمخدرات وعمليات الهجرة غير الشرعية وﻻبد من تبنى سياسات وحدوية تجمع جهود المواجهة، وكذلك تبنى سياسات داخلية تؤدى إلى تحقيق الأمن والتنمية، تلك الغاية الكبرى التى لم تتحقق بعد وﻻبد من بداية وإن كانت متأخرة .
أضف تعليق

إعلان آراك 2