إسماعيل منتصر يكتب: «خواطر حرة جدا»: الذين شجعوا جنوب إفريقيا!

إسماعيل منتصر يكتب: «خواطر حرة جدا»: الذين شجعوا جنوب إفريقيا!إسماعيل منتصر يكتب: «خواطر حرة جدا»: الذين شجعوا جنوب إفريقيا!

* عاجل10-7-2019 | 21:23

أقيمت بطولة كأس الأمم الإفريقية 32 مرة.. فازت فيها مصر 7 مرات.. وبذلك احتلت مصر عرش الكرة الإفريقية بلا منافس.. لكن ذلك يعنى أيضا أن مصر خسرت 25 مرة آخرها فى العام الحالى 2019.

صحيح أن الخسارة هذه المرة فادحة لأن مصر خسرت البطولة على أرضها باعتبارها الدولة المنظمة.. لكن حتى هذه الخسارة الفادحة تكررت من قبل عندما خسرت مصر البطولة فى عام 1974 بعد خسارتها من زائير فى نصف النهائى بثلاثة أهداف مقابل هدفين.

وليس معنى ذلك كله التهوين من خسارة المنتخب المصرى أمام جنوب إفريقيا فى دور الـ 16 على استاد القاهرة ووسط أكثر من 80 ألف مشجع مصرى.. الخسارة فادحة بكل المقاييس لكنها ليست نهاية الدنيا ولا يجب أن تكون!

وعلى الرغم من أن مدرب الفريق المسئول الأول والأخير عن خروج منتخب مصر من بطولة إفريقيا أعلن مسئوليته عن الخسارة .. وعلى الرغم من الاعتذار، الذى قدمه هانى رمزى المدير المصرى للمنتخب القومى.. ورغم استقالة هانى أبو ريدة رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم هو وأعضاء الاتحاد، وإقالة المدير الأجنبى وكل معاونيه على الرغم من ذلك كله، فكل هذه الإجراءات وكل هذه التصريحات ليس لها معنى ولا قيمة.. ” طظ لا مؤاخذة”.. فهى لا تستطيع أن تمسح دمعة واحدة من ملايين الدموع التى تساقطت من عيون المصريين بعد خسارتنا وخروجنا من البطولة.

لكننا فى النهاية لا بد أن نتذكر أن الخسارة ليست نهاية الدنيا وأنها رياضة وليست حربًا.. وكم خسرت دول لها باع فى كرة القدم على مستوى العالم.. وكم صدمت فرق جمهورها ومشجعيها.. هى الرياضة.. وهى كرة القدم، المهم أن نستفيد من الخسارة ونبحث بهدوء عن أسباب الخسارة ونعمل على تلافيها.

وإذا كنت واحدًا من ملايين المصريين المجانين بكرة القدم وبفريقهم القومى.. فليس معنى ذلك أننى خبير فنى فى اللعبة ومن ثم فليس فى استطاعتى.. ولا يجب أن يكون فى استطاعتى الإجابة عن عشرات الأسئلة التى تدور فى أذهان المصريين.. هل كان المدرب الأجنبى هو الأفضل لتدريب المنتخب.. وهل كان اللاعبون الذين تم اختيارهم، الأفضل؟! أم أن هناك من هم الأفضل منهم.. وهل كنا نلعب بطريقة صحيحة أم بطريقة خاطئة؟!.. ومن المسئول عن ضعف لياقة لاعبينا واهتزاز مستواهم؟!.. وغيرها من التساؤلات.. ومن ثم فإن المطلوب أن نترك الإجابة للمتخصصين لكى يبحثوا بهدوء عن الإجابات الصحيحة..

وبعد ذلك كله وربما قبله فلا يجب أن تنسينا خسارة فريقنا أمام جنوب إفريقيا الإنجاز الذى حققته مصر والذى يقترب من حد الإعجاز!

لم يكن أمامنا أكثر من ثلاثة شهور على الأكثر للانتهاء من ترتيبات البطولة الإفريقية.. لا أتحدث عن حفل الافتتاح فقط الذى أبهر العالم كله، وكان مسار حديث كل وسائل الإعلام المصرية والعربية والإفريقية والعالمية.. وإنما أتحدث أيضا عن ملاعب وفنادق وشوارع وترتيبات فنية معقدة.

كل ذلك تم فى زمن قياسى، وكل ذلك جاء على أحسن ما يكون.. وكل ذلك كان مصدر افتخار كل مصرى.. إلا الحاقدين منهم والشامتين.. سواء الهاربين فى قطر وتركيا أو الهاربين من ضمائرهم داخل مصر!

هؤلاء تسمع منهم العجب.. تسمع منهم من يقول إن كل ما رأيناه من مظاهر جمالية للملاعب والشوارع والميادين ليس أكثر من صورة زائفة.

وتسمع من يقول إن الذين كانوا يملأون الاستاد خلال مباريات الفريق المصرى أكثرهم من رجال الشرطة والمخبرين وأن الجمهور الحقيقى لم تزيد نسبته على 20 فى المائة (!!!)

وتسمع من يقول إن ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع وأنه كان الأولى أن نبنى المستشفيات والمدارس بدلا من إنفاق مواردنا على بطولة لكرة القدم.. مع إننا كسبنا من هذه البطولة بعد كل الذى أنفقناه على حفل الافتتاح وتجهيز الملاعب وتجميل الشوارع.. أكثر من 200 مليون جنيه.

أما المكسب الحقيقى فهو ثقتنا فى أنفسنا وقدرتنا على تحقيق المعجزات.. ثم زيادة روح الانتماء خاصة بين الصغار الذين شاهدوا وتابعوا وانبهروا وشعروا بالفخر.. لأنهم مصريون!

وليس خافيا أن هؤلاء الحاقدين الشامتين هم الذين كانوا يشجعون فريق جنوب إفريقيا داخل نفوسهم ويتمنون فوزه وفوز أى فريق يلاعب مصر.. فقط للتعبير عن أحقادهم وشماتتهم!

والحقيقة أنهم حاولوا ذلك منذ اللحظة الأولى لانطلاق البطولة..

حدث ذلك عندما حاولوا استغلال العطل الفنى الذى أصاب الميكروفون أثناء إلقاء الرئيس السيسى كلمته فى حفل الافتتاح.. ولم يفلحوا.. ثم حاولوا أن يجعلوا من موضوع الهتاف لأبو تريكة المعول الذى يهدمون به البطولة فوق رؤوس النظام وفوق رؤوس المصريين!

لكن الله خيّب ظنهم ولست فى حاجة لشهادة أحد فليس أصدق عندى من نفسى.. وقد سمعت بنفسى الجماهير التى حضرت حفل الافتتاح تصفق بحرارة عندما ذكر أحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقى لكرة القدم، اسم الرئيس عبد الفتاح السيسى..

وليس هناك شك فى أن هتاف الجماهير للرئيس السيسى وتصفيقهم له فى الاستاد يمثل صفعة قوية على وجوه الحاقدين الشامتين الذين يزعمون أن شعبية الرئيس تآكلت..

  ثم جاءت الصفعة الثانية فى الدقيقة 22 والتى أعلن الحاقدون والشامتون قبل مباراة الافتتاح أن الجماهير ستهتف فيها لأبو تريكة!

وأقسم أننى لم أسمع هتافا واحدًا خلال المباراة لكن بعد المباراة سربت قناة الجزيرة مقطعا لصورة الجماهير فى الاستاد ويصاحبها صوت مجموعة لا يزيد عددها على ثلاثين أو أربعين شخصا يهتفون لأبو تريكة..

وهكذا عرف المصريون أن هناك من هتف باسم أبو تريكة فى الدقيقة 22!

وبالطبع حاولت قنوات الإخوان استثمار المقطع الذى بثته قناة الجزيرة باعتباره أهم حدث شهدته البطولة الإفريقية.. والإيحاء كذبا بأن المصريين يكرهون النظام.

ومضوا إلى ما هو أبعد، فزعموا أن المصريين عبروا عن حبهم لأبو تريكة وللرئيس الراحل محمد مرسى فى وقت واحد..

كيف؟!

لأن أبو تريكة كتب عزاء لمحمد مرسى ومن ثم فإن هتاف الجماهير لأبو تريكة هو فى حقيقته هتاف لمحمد مرسى (!!!)

والحقيقة أننى لم أفهم، لماذا هتف هؤلاء الذين هتفوا لأبو تريكة.. هل لأنهم ينتمون لجماعة الإخوان؟.. هل لأنهم يتصورون أن أبو تريكة مظلوم وأنه ليس إرهابيًا كما تزعم الحكومة؟.. أم أنهم أرادوا بهذا الهتاف أن يقولوا إن ما فعله أبو تريكة كلاعب والبطولات التى حققها لناديه وللفريق القومى تغفر له جريمة الإرهاب؟!..

واسأل بعد ذلك الذين هتفوا لأبو تريكة.. اسأل ضمائرهم إن كانت هناك بقية من ضمير.. هل يصدقون أنفسهم عندما يزعمون أن النظام يحارب أبو تريكة خوفا من شعبيته؟.. واسألهم: لماذا قام أبو تريكة بتأسيس شركة سياحية فى عام 2012 مع أن السياحة انهارت بعد أحداث 2011 واستمر الانهيار حتى عام 2013، وهل هناك عاقل يقوم بتأسيس شركة سياحة فى مثل هذا التوقيت؟..

وهل يعرف هؤلاء الهاتفون أن مقر شركة أبو تريكة كان موجودًا داخل مقر القنصلية الفلسطينية فى الإسكندرية فى مبنى تحت الأرض وله مخارج على شوارع أخرى؟..

وهل يعرف هؤلاء الهاتفون أن حسابات شركة أبو تريكة كانت موزعة على خمس بنوك؟.. وهل يعرف هؤلاء الشامتون أن الشركة وصلتها تحويلات قيمتها نصف مليون دولار من تركيا وقطر عن طريق صربيا؟.. وهل يعرف هؤلاء الشامتون أن أبو تريكة لم ينطق بحرف واحد خلال التحقيقات معه وأنه كان هناك فريق كامل من المحامين يتولون الإجابة عنه؟..

أيها السادة.. عرفت مصر سيدة لم تكن فقط أميرة القلوب ولكنها كانت الملكة المتوجة لقلوبهم وعقولهم.. هذه السيدة العظيمة كانت تسمى أم كلثوم كانت تغنى وتجوب العالم لتتبرع لبناء جيش بلادها..

فارق كبير بين من يتبرع لبناء جيش بلاده.. ومن يتبرع ليقتل جيش بلاده (!!!).

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2