طارق متولي يكتب: الوطن لا يقبل القسمة على اثنين

طارق متولي يكتب: الوطن لا يقبل القسمة على اثنينطارق متولي يكتب: الوطن لا يقبل القسمة على اثنين

*سلايد رئيسى14-7-2019 | 14:09

أحيانا نحكم على الأشياء بمجرد رؤيتنا لحادث معين وننفعل مباشرة مع ما نراه فلو أننا رأينا مثلاً رجل شرطة يقتاد أحد المتهمين بقوة والمتهم يتوسل لرجل الشرطة ويبكى ونرى رجل الشرطة لا يبالى لتوسلاته وبكائه سرعان ما سنحكم على رجل الشرطة بالغلظة ونشعر بالتعاطف مع هذا الرجل الذى يبدو لنا مسكينا يجهش فى البكاء، قد نذهب بعيدا ونصف كل رجال الشرطة بالقسوة فى التعامل مع المواطنين.

فالمشهد أمامنا يدفعنا أحيانا للتعاطف مع الجانب الأضعف لكننا فى الحقيقة لا نعلم أبعاد هذا المشهد أو هذا المتهم ولا نتخيله، لا نعرف ما ارتكبه المتهم فماذا لو كان اغتصب طفلة صغيرة وقتلها؟ أو روع المجتمع بجرائم سطو مسلح؟ أو اعتدى على شخص وأخذ ماله بالقوة؟ بالتأكيد لو عرفنا أنه ارتكب أى من هذه الجرائم سوف تتغير نظرتنا فى الحال ونشكر رجل الشرطة ونمدحه.

كم من المرات واجهنا أشخاصًا غير ملتزمين بالقوانين فى حياتنا ومحيطنا وكم من المرات خدعنا وتعرضنا للنصب من أناس لم نكن نشك فيهم لحظة، وكم من المرات تعاطفنا مع قضايا وأشخاص دون علم بأبعاد هذه القضايا وما ارتكبه المتهمون.

من أغرب ما أراه فى الشارع المصرى أنه حين يضبط الناس سارقًا أو معتدٍ فإنه فى  بعض الأحيان ينبرى بعض الأشخاص ويدافعون عنه ويطلبون ممن ضبطه أو ممن تعرض للسرقة والاعتداء العفو عنه ومسامحته وعدم إبلاغ الشرطة حفاظا على مستقبل السارق وحياته ولو أنهم تركوه لعاد لنفس الفعل واستمر فى غيه بدون عقاب.

قد تكون السرقة أمرًا هينًا إذا ما قارنها بأعمال إرهابية وتفجير وقتل للأبرياء تأتى بسبب عداء بعض المعارضين والهاربين لنظام دولة بأكملها أرض ومجتمع وشعب هؤلاء الذين يبثون سمومهم وأفكارهم فى عقول الشباب بإخفائها داخل إطار من الدين و المناداة بالحرية والكرامة والمساواة وغيرها من المصطلحات البراقة، يتاجرون بمشكلات الناس الحياتية التى لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات الغنية والفقيرة على السواء ويجدونها أرض خصبة لزراعة العنف والإرهاب.

ما يحزننى هنا ليس هؤلاء وأفكارهم المتطرفة ولكن يحزننى انقسام المجتمع بين مؤيد لأفكارهم وأفعالهم ومتعاطف معهم أو حتى واقف على الحياد وبين رافض لهم ومؤيد لمحاربتهم.

على الرغم من أن الوطن والمجتمع وآمنة واستقرارة والحفاظ على أرواح أبنائه لا يمكن بأى حال من الأحوال وتحت أى ظرف من الظروف أن يقبل القسمة على اثنين ولا يصلح إلا بأن يكون على قلب رجل واحد.

طارق متولى

أضف تعليق

إعلان آراك 2