اليسار فى الانتخابات الفرنسية.. خسر التنظيم وفازت الفكرة

كتب: حمادة عبد الوهاب بالنظر إلى نتائج مرشحى التيار اليسارى فى الانتخابات الفرنسية التي انتهت جولتها الأولى أمس، وأسفرت عن جولة إعادة بين إمانويل ماكرون مرشح حركة إلى الإمام ومارين لوبان مرشحة الجبهة الوطنية اليمنية المتطرفة، نرى أن اليساريين شاركوا بثلاثة مرشحين من أصل أحد عشر مرشحا في هذه الانتخابات، ورغم أن المرشحين الثلاثة لم يتمكن أي منهم من العبور إلى الجولة الثانية بعد حصول جون لوك ميلانشون مرشح حركة فرنسا الأبية على المركز الرابع بنسبة 19.6%، وبنوا آمون مرشح الحزب الاشتراكي الحكام على المركز الخامس بنسبة 6.4%، وأخيرا فيليب بوتو مرشح الحزب الجديد المناهض للرأسمالية الذي حصل على 1.2% من الأصوات. إذا لماذا نقول أن اليسار خسر تنظيما ونجحت الفكرة؟ خسر اليسار التنظمي لأن مرشحيه الثلاثة لم يصل أي منهم إلى الجولة الثانية من الانتخابات، ولكن الفكرة لم تخسر حيث حصل المرشحون الثلاثة على نسبة تخطت 26% وكانت كفيلة للحصول على المركز الأول في حالة توحد مرشحي اليسار خلف مرشح واحد سواء ميلانشون الذي كان الأقرب في نسب التصويت قبل الانتخابات، أو بنوا آمون، وبالنظر في مقاربة أخرى لعدم خسارة الفكرة اليسارية، يعتبر أن البعض أن المرشح الفائز في الجولة الأولى ماكرون هو يساري الهوى حيث عمل كمدير لقصر الإليزية في عهدة الرئيس الحالي فرانسوا أولاند وكان بمثابة ابنه المدلل، قبل ان يصبحا وزيرا للمالية في حكومة مانويل فالس الاشتراكية، وقد أعلن العديد من أقطاب الحزب الاشتراكي تأييدهم الرسمي لماكرون في حملته الانتخابية وعلى رأسهم مانويل فالس رئيس الوزراء السابق الذي نكس بعهداته قبل الانتخابات التهميدية للحزب الاشتراكي بدعم مرشح الحزب والتي فاز بها بنوا آمون، ولكن فالس أعلن دعم ماكرون رفقة العديد من المتنفذين داخل الحزب وهو ما سبب شرخ كبير في أوساط الحزب الحاكم وكانت سبب مباشرة في النتيجة "الكارثية" للحزب حسب توصيف بنوا آمون. وبعملية حسابية بسيطة ترى أن مرشحي اليسار "آمون وميلانشون وبوتو" واليسار بشرطة "ماكرون" قد حصلوا تقريبا على نصف الأصوات الانتخابية في الجولة الأولى، ومن المتوقع أن يسل ماكرون فوزا ساحقا على ماريان لوبان في جولة الإعادة حسب نتائج استطلاعات الراي التي ترى أن ماكرون سيفوز بنسبة 68 %. تعقيب المرشحين وفي تعقيبه على نتيجة الانتخابات قال جان لوك ميلانشون، إنه لن يعطي تعليمات للتصويت في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية موضحا أنه لم يتلق أي تفويض من ناخبيه حتى يتحدث باسمهم. وأضاف ميلانشون يقول "إن نتائج الانتخابات لم تكن في مستوى الآمال التي كنا نعلقها"، ودعا ناخبيه إلى إبداء رأيهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ويستم نشر النتيجة النهائية للعموم. من جانبه أقر بنوا هامون بهزيمته في الجولة الأولى، ودعا خلال كلمة له عقب إعلان النتائج إلى دعم المرشح المستقل إيمانويل ماكرون خلال جولة الإعادة. وقال هامون الذي خسر في الانتخابات إنه على الرغم من هزيمته إلى أن اليسار الفرنسي لم يمت، وشدد هامون على ضرورة هزيمة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان التي حلت في المرتبة الثانية خلف المرشح المستقل إيمانويل ماكرون، واصفا الخسارة بأنها كارثية ودعا إلى إحداث ثورة داخلية في الحزب من أجل تصحيح مساره.