إسماعيل منتصر يكتب: «خواطر حرة جدًا».. الإخوان في خبر كان!

إسماعيل منتصر يكتب: «خواطر حرة جدًا».. الإخوان في خبر كان!إسماعيل منتصر يكتب: «خواطر حرة جدًا».. الإخوان في خبر كان!

*سلايد رئيسى17-7-2019 | 23:21

أصبح مؤكدًا بما لا يدع أى مجال للشك أنه لم يعد هناك أى مستقبل لجماعة الإخوان فى مصر.. مستقبل الإخوان أصبح فعلًا ماضيًا! الإخوان فى الحقيقة خسروا كل معاركهم وسقطت كل توقعاتهم وتبخرت كل أحلامهم.. كانت أول خسارة للإخوان أن كبيرهم الذى كان يستقوى بأهله وعشيرته لم يعود! كان الإخوان يتحدثون بثقة مُبالغ فيها عن عودة مرسى لدرجة أنهم حددوا وقت عودته.. " مرسى راجع القصر بكره بعد العصر"! ولم يكن هناك شك فى أن هذه الثقة كان منبعها رهان الإخوان على تدخل قوى خارجية لإسقاط ما زعموا أنه انقلاب وإعادة مرسى للحُكم.. ولم يحدث شيئا من ذلك وتغلبت إرادة الشعب المصرى. ثم خسر الإخوان معركة رابعة.. خسروها فى الواقع مرتين.. مرة عندما لم ينجح اعتصام رابعة فى تحقيق أهدافه.. ومرة عندما فشل الإخوان فى تحويل عملية فض رابعة إلى ملحمة ومظلمة. وخسر الإخوان معركة الإرهاب.. صحيح أنهم قاموا فى أعقاب ثورة 30 يونيو بعمليات إرهاب ضد رجال الشرطة والجيش.. إما بأنفسهم وإما بأموالهم.. لكن فى النهاية.. نجحت مصر فى حصار الإرهاب وتحجيمه فأصبح محصورًا فى بعض مناطق محدودة فى شمال سيناء. وخسر الإخوان معركة إحراج النظام المصرى وحصاره فى المجتمع الدولى.. المفارقة أن مصر استطاعت أن تمد جسور التعاون بين مصر وبين عدد كبير من دول العالم.. بل أنها نجحت فى استعادة مكانها ومكانتها داخل المجتمع الدولى بدرجة غير مسبوقة. ثم خسر الإخوان معركة الاصطفاف، التى حاولوا من خلالها ضم المعارضة المصرية لصفوفهم وتكوين جبهة واحدة لمناهضة النظام.. ولم تفلح محاولات انضمام مجموعة لا يزيد عددها على أصابع اليدين إلى جماعة الإخوان فى إقناع المصريين بأن هناك جبهة واحدة تضم الإخوان وباقى أطياف المعارضة. وخسر الإخوان معركة موت مرسى فقد أرادوا أن يستثمروا موته لكى يجعلوا منه رمزًا يلتف حوله المصريون ليعودوا من خلاله للمشهد السياسى.. وكانت صدمة الإخوان القاسية هى رد فعل المصريين الذى لم يظهر أى اهتمام بموت مرسى.. ولم يكن ذلك من فراغ فقد أدرك المصريون مبكرًا أن مرسى لم يكن أكثر من خيال "مآتة" وأن مصر كان يحكمها فعليًا مرشد الإخوان وكبيرهم خيرت الشاطر.. ولذلك لم يهتف المصريون يوم 30 يونيو بسقوط حُكم مرسى وإنما هتفوا بسقوط حُكم المرشد وسقوط حُكم الإخوان! وخسر الإخوان معركة معاناة المصريين بسبب توابع سياسة الإصلاح الاقتصادى التى انتهجها النظام منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية. كان رهان الإخوان وآمالهم وأحلامهم أن يثور المصريون ويخرجون إلى الشوارع والميادين احتجاجًا على سياسات الإصلاح الاقتصادى.. والحقيقة أنهم كانوا يتوقعون أن تؤدى الزيادة الأخيرة فى أسعار المحروقات إلى ثورة الشعب المصرى.. لكنهم صدموا.. فلم تكن هناك أى ردود فعل تتوافق مع آمالهم وأحلامهم.. كما أن الزيادة لم تؤدِ إلى زيادة أسعار السلع الأساسية والغذائية. الإخوان خسروا بلا استثناء كل معاركهم وأهمها خسارة الشعب المصرى. كان الإخوان يعتمدون على تعاطف المصريين معهم فى كل محنة تواجههم.. الإخوان بلا استثناء تصادموا مع كل الحكومات والأنظمة المصرية.. ليس فقط بعد قيام ثورة 1952 وإنما منذ تأسيس الجماعة فى عام 1928.. وفى كل مرة كانوا يعيشون المحنة بكل أبعادها لكنهم كانوا يحتفظون بتعاطف الشعب المصرى معهم.. هذه المرة خسروا حتى الشعب المصرى الذى وضعهم فى مرتبة الخونة والعملاء وأصدر ضدهم حكما غير قابل للاستئناف. و"يزيد الطين بلة".. طين الإخوان.. أنهم تحولوا إلى جماعة غير مرحب بها فى معظم دول العالم.. بل أنهم أصبحوا مطاردين فى كل دول العالم تقريبا. تركيا نفسها سلمت عناصر إخوانية لمصر.. وماليزيا قامت بتسليم عناصر إخوانية أيضا لمصر.. روسيا أعلنت الجماعة تنظيم إرهابى والولايات المتحدة تسير فى نفس الطريق.. أما دول أوروبا، خاصة فرنسا فقد أصبحت أكثر قناعة بأن الإخوان هم سبب كل المصائب.. وأنهم الآباء والأمهات الشرعيين لكل المنظمات الإرهابية التى عرفها العالم. وليس سرًا أن قطر الدولة التى تدعم الإرهاب ستتخلى قريبًا عن دعمها للإخوان.. وأنها ستقوم بطردهم من قطر.. ليس لأن الدوحة تابت وأنابت وإنما لأنها أصبحت راغبة فى الاحتفاظ برضا الولايات المتحدة أكثر من أى وقت آخر.. ثم أنها اكتشفت أن جماعة الإخوان باعت لها– لقطر– الترام! كانت قطر تعتمد إلى درجة كبيرة على جماعة الإخوان وعلى إعلام الإخوان فى تحقيق أهدافها ثم اكتشفت قطر بعد كل الدعم الذى قدمته لجماعة الإخوان وكل الأموال التى أنفقتها على الجماعة وإعلامها.. غير قادرة أن تفيد نفسها فكيف تستطيع أن تفيد غيرها؟ وليس هناك شك أن مقاطعة دول الرباعى لقطر كان لها تأثيرها المدمر على الاقتصاد القطرى.. وقطر تعرف قبل غيرها أن دعمها للإخوان واحتضانها لهم هو السبب الرئيسى لهذه المقاطعة.. وسوف يتعين على قطر أن تجيب على سؤال مهم فى القريب العاجل: أيهما أفيد لقطر ولأسرة تميم.. إنقاذ الاقتصاد القطرى أم إنقاذ جماعة الإخوان؟! وليس ما حدث فى الكويت مؤخرًا إلا نموذجًا للمصائب التى بدأت تنهال فوق رؤوس الإخوان بدون سابق إنذار. فجأة أعلنت الكويت ضبط خلية إخوانية إرهابية وترددت أنباء عن تسليم أعضاء الخلية لمصر. كان من الطبيعى أن يصاب الإخوان بالفزع والهلع بعد أن أصبحت دولة الكويت والتى كانت ملاذًا آمنًا لأفراد وعناصر الجماعة.. أصبحت مصدر خطر على الجماعة وأفرادها ومستقبلها. الأنباء تحدثت عن هروب أكثر من 300 إخوانيًا عاشوا فى الكويت بعد هروبهم من مصر فى أعقاب ثورة 30 يونيو. الأنباء تتحدث أيضا عن توسلات قيادات الجماعة للحكومة الكويتية لكى لا تقوم بتسليم أعضاء خلية الإخوان للحكومة المصرية. وتقرأ بيان جماعة الإخوان فى هذا الصدد فيتأكد لك أن الجماعة تلف حول عنقها الحبل الذى سيخنقها.. فهى تهدد وتتوعد وكأنها دولة وليست تنظيمًا. وليس لكل ما سبق إلا نتيجة واحدة.. مستقبل الإخوان أصبح فى خبر كان.. ولم تعد الجماعة تمثل أى خطر على مصر والمصريين.. كيف وهى عاجزة فاشلة لم تقدر أن تكسب معركة واحدة منذ سقوط الجماعة فى 30 يونيو.. لكن الأنصاف يقتضى أن نعترف أن الإخوان كسبوا معركة واحدة هى معركة قلة الأدب أو اللسان الطويل إن صح التعبير. هذه هى المعركة التى تفوقت فيها الجماعة والتى تسبب للمصريين ضيقا وإزعاجا.. فالمصريون لا يحبون أن يسمعوا من يوجه لمصر وشعب مصر وجيش مصر ونظام مصر الإهانات.. خاصة أنهم يفعلون ذلك ويتطاولون.. من وراء حجاب! ولهذا لا يحظى هؤلاء بأى قدر من الاحترام بين المصريين.. كيف وهم يحتمون فى أعداء مصر؟!

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2