مصر تعزف سيمفونية الحب والحضارة للأفارقة على أوتار كأس أمم أفريقيا
مصر تعزف سيمفونية الحب والحضارة للأفارقة على أوتار كأس أمم أفريقيا
وكالات
شكلت بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم (مصر 201) التي استضافتها مصر خلال الفترة من ٢١ يونيو الماضي وحتى ١٩ يوليو الحالي، ملحمة وطنية وقومية لتصالح الجماهير الأفريقية مع أزماتها وقضاياها الخلافية، حيث كانت فرصة للوحدة وتناسي الخلافات، والسمو فوق التحديات الاقتصادية في ظل كرة القدم، متعة الشعوب وعشق البشر بمختلف أعمارهم وأطيافها.
بالكرة تجمع الأفارقة في مصر، أعداد كبيرة من جماهير ومشجعي كرة القدم في أفريقيا زاروا مصر حاملين أعلام بلادهم، حيث وحدت الساحرة المستديرة انتماءات الشعوب لقارتهم السمراء، فكانت سفيرة الود التي قربت فيما بينهم، ونسجت أواصر المحبة والتفاهم بين ثقافاتهم، فكان البطولة شاهدة على شغف الأفارقة بكرة القدم.
كما كان الجمهور المصري صاحب الإرادة والطبيعة الخاصة راقيا في تعامله مع ضيوفه من مشجعي المنتخبات الأخرى، وعزفت مصر سيمفونية الحب والحضارة لأشقائها الأفارقة، وأحاطتهم بدفء إنساني، فكان حفاوتها لهم في الشوارع والملاعب تأكيدا أن مصر ستظل قلب العروبة وأفريقيا النابض.
وسجلت كاميرا التاريخ لقطات إنسانية راقية بين مشجعي المنتخبات المتنافسة، وسلوكيات مهذبة تمثلت في مساعدة الخصم على النهوض أو المصافحة بالأيدي بعد المباراة، لقطات سادتها الروح الرياضية بين المنتخبات الإفريقية، فتمكن الجميع بالاستمتاع بأداء كروي جيد.
وعلى وقع التحلي بالأخلاق الرياضية، لم يحول حزن المصريين النبيل لخروج المنتخب المصري مبكرا من المنافسة في كأس الأمم، دون مواصلتهم لمتابعة مباريات الأدوار اللاحقة بين منتخبات الفرق الوطنية المتنافسة التي صعدت ببلادها إليها.
أما اليوم الجمعة فإن الترقب هو سيد الموقف للمباراة النهائية التي ستجرى في التاسعة مساء بين منتخبي الجزائر والسنغال على استاد القاهرة الدولي.
اليوم سيسدل الستار على البطولة في النهائي المرتقب بين الجزائر "محاربو الصحراء"، والسنغال "أسود التيرانجا"، حيث سطر المنتخبان حتى الآن إنجازات تاريخية وتفوقا في الأداء الكروي جعلهما جديران بالصعود لدور النهائي.
البطولة التي شهدت جوانب مشرفة وتنظيما حضاريا، نجحت مصر فيها بكل المقاييس في تقديم صورة مشرفة للعالم، بتنظيم راق بعد أن قبلت التحدي بقبول تنظيمها في أقل من 4 أشهر، وسخرت كافة إمكانياتها وقدراتها خلال تلك الفترة الوجيزة لخلق بنية تحتية ظهرت في تطوير استاداتها العملاقة في المدن التي استقبلت فعاليات البطولة، فتوفرت كل مقومات النجاح لمصر القادرة على إسعاد ضيوفها.