أسرار ليلة زفافه على الإسرائيلية (6) سيد قطب بين الاستخبارات الأمريكية والموساد.. حلقات يكتبها: توحيد مجدي

أسرار ليلة زفافه على الإسرائيلية (6) سيد قطب بين الاستخبارات الأمريكية والموساد.. حلقات يكتبها: توحيد مجديأسرار ليلة زفافه على الإسرائيلية (6) سيد قطب بين الاستخبارات الأمريكية والموساد.. حلقات يكتبها: توحيد مجدي 

* عاجل24-4-2017 | 23:47

أغلق الباب علي العروسين الجدد واسترجعت العروس الموقف غير العادي بعدما أجبرتها الاستخبارات الإسرائيلية علي قبول الزيجة الإسلامية العرفية لكنها أفاقت سريعاً علي حالة غريبة انتابت قطب بشكل مباغت لم تفهمها بدت لها أنها حالة مرضية، ربما نفسية، دفعتها إلي إصدار استغاثة بملابس النوم المكشوفة اعقبها استدعاء رسمي لإسعاف الجامعة لإنقاذ حياة الزوج مما عاني منه دون مبرر علمي وسبب طبي مقبول.

اللافت أن الضابطة إليزابيث ماري آن خبيرة الـ CIA النفسية رصدت لاحقاً نفس الحالة بل سجلتها في تقارير عمليتها الخاصة حيث دونت تعرض قطب عند حضور المرأة لحالة رعشة مرضية يصحبها عرق غزيز وارتفاع بدرجة حرارته وأنها طلبت قياس مستوى ضغطه بإحدى المرات وعندما وافق وجدته مرتفعاً بشكل ملحوظ لكنه ادعى معاناته من أعراض برودة مناخ شهر ديسمبر القارس بأمريكا.

فشلت العروس كليمنتين ألبرت عازار ضابطة العلميات الإسرائيلية المدربة علي استغلال أسلحة أنوثتها الفتاكة بمجال العلاقات الحميمية مقابل المعلومات وأخفقت في تهيئة زوجها العرفي "المصري الجنسية" سيد قطب هدف عمليتها الرئيسي لإقامة علاقة جنسية كاملة.

  ليلة عُرسه

تسببت الحالة المرضية المفاجأة التي انتابت قطب ليلة عُرسه وفشله في أداء دوره كزوج بإصابته بحالة توتر مزمنة أضرت بعلاقته مع زوجته الجديدة قوية الشخصية فاتنة الجمال واستمرت لأيام حتي قررت عازار الضغط، واللعب بعجز قطب لتهيئته للتجنيد فطلبت منه ضرورة مراجعة طبيب متخصص، وأعلنت له صراحة وبوقاحة حاجتها للجنس وتمسكت بحقها الشرعي والإنساني في ذلك.

فشل مدير عملية الاستخبارات الإسرائيلية علي ما يبدو من واقع التفاصيل والوقائع الحقيقية والنتائج التي سجلها الملف السري للغاية لدي وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـ CIA في تقدير العواقب النفسية العكسية جراء الضغط علي سيد قطب مريض الذكورة القادم من خلفية اجتماعية إسلامية عربية محافظة ومتشددة لعائلة جنوبية عاشت في محافظة أسيوط التابعة لصعيد مصر.

وأثمر فشل التقدير عن مشاكل مستمرة أرَّقَت الحياة المستقرة الهادئة التي عاشها قطب قبل تعرفه علي زوجته الأجنبية التي اعتقد إلي تلك اللحظة أنها مواطنة أمريكية مسيحية الديانة وتدهورت العلاقة بينه وبين زوجته العرفية لدرجة شكه في سلوكها.

الأمر الذي ضغط علي نفسيته المكتئبة أصلاً وأضطره إلي طلب التصريح بساعات مقتطعه من عمله لدي مكتبة الجامعة لكي يتابع الزوجة المتذمرة التي بدأت في الظهور مع أصدقاء جدد من الفتيان طلبة جامعة ولاية كولورادو وبدأ الشك يأكل قطب الساذج إلي أن تدهورت حالته النفسية بشكل لافت وسريع.

الشك في زوجته

اعتمدت خطة جهاز الاستخبارات الحربية الإسرائيلية الذي كان ببداية تكوينه علي امتهان أعصاب الهدف لإجباره علي الشك في زوجته المتحررة بعلمه حتي يُكسر نفسياً بأسلوب عرَّفَهُ علم النفس بمصطلح Cuckold أي "صناعة الديوث".

وربما كان خطأ اختيارهم في تل أبيب لذلك الأسلوب الشاذ للتجنيد بسبب أراء علمية انتهت إليها مجموعة من خبراء علم النفس عملوا وقتها لحساب الجهاز الإسرائيلي قرروا استخدام تلك الطريقة الغريبة مع سيد قطب بعدما درسوا حالته النفسية من واقع التقارير المستفيضة واليومية التي حررتها زوجته ضابطة العمليات السرية كليمنتين ألبرت عازار.

وقمة ذلك الأسلوب الاستخباراتي النفسي المؤلم أن يشاهد الضحية زوجته وشريكته التي يعشقها ويعتبرها كاملة النقاء تمارس الجنس أمامه نكاية فيه وبعدها تصبح عملية تجنيده مجرد تحصيل حاصل من دون مشاكل ويمكن بعدها إخضاعه نفسياً لتنفيذ أي طلب كان.

لم تنتبه قيادة الوحدة 131 التابعة للاستخبارات الحربية الإسرائيلية خلال عملية سيد قطب لتواجد وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـ  CIAبالجوار طيلة الوقت بل علي مسافة كانت أقرب للهدف من زوجته العرفية - الإسرائيلية المتخفية كطالبة دراسات شرقية لدي جامعة ولاية كولورادو.

وكان الخطأ الأهم ربما المباشر أن تلك الزوجة - العميلة - العرفية كانت أضعف حلقات العملية الإسرائيلية علي الاطلاق وكان يكفي لإبعاد كليمنتين ألبرت عازار عن حياة سيد قطب كلية أن يُطلعه أحدهم علي حقيقة جنسيتها الإسرائيلية وديانتها اليهودية حتي تنتهي القصة وتنهار الزيجة، والعلاقة برمتها مع شخصية السيدة عازار في أيامها الأولي.

وهو ما حدث بعدها مباشرة بوقت قصير وكان علي CIA التمهل لكشف عناصر الخطة الإسرائيلية وسبب سعي الوحدة 131 وراء الهدف ومدي أهمية الوافد المصري الغريب بالنسبة إلي تل أبيب ربما ساعدت الحقيقة قائد العملية الأمريكية علي تجنيد قطب بشكل أسرع أثناء دراسته في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية.

الحقيقة أن البيانات والمعلومات التي تطالعونها الآن كشفتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA ثم سجلت وقائعها بدقة وكان القصد وقتها التوثيق لعملية وحدة عمليات الاستخبارات الإسرائيلية الخاصة رقم 131 ضد الدارس المصري الجنسية سيد قطب.

زيارة طبيب

عقب زواج قطب بأسبوعين أجبرته وأحرجته زوجته العرفية ضابطة الجهاز الإسرائيلي كي يوافق علي فكرة زيارة طبيب متخصص بأمراض الذكورة بدعوى رغبتها لإصلاح حياتهما الشخصية وحرصها علي إنجاح علاقتهما الزوجية بعدما فشل الزوج بشكل تام.

كثفت الزوجة كليمنتين من ضغوطها النفسية علي قطب واشتدت حالة الاكتئاب لديه وبات من الواضح أن نفسيته في طريقها إلي الانهيار مما هدد العملية الأمريكية بشكل مباشر ما اضطرهم إلي استخدام ورقة حقيقة جنسية وديانة تلك الضابطة لضرب العملية الإسرائيلية الاستخباراتية في مقتل حتي تبدأ عملية التجنيد الأمريكية التي تعطلت بسبب متابعتهم عن كثب للمحاولة العبرية.

وعليه تسلمت إدارة مكتبة James Albert Michener التابعة لجامعة ولاية كولورادو في الساعات الأولي من عمل مساعد المكتبة المصري سيد قطب الموافق صباح اليوم السادس عشر علي زواج قطب العرفي تعليمات إدارية عاجلة بدت وكأنها روتينية للغاية أصدرها البروفسور William Robert Ross رئيس الجامعة من أجل خدمة الخطة الأمريكية.

وقضت هذه الإجراءات بضرورة إعداد سجلات دقيقة لنظام استعارة مبتكر مع تقديم خدمات مكتبية حديثة يُلزم الطالب توضيح جنسية المستعير مع تسجيل بياناته العائلية والاجتماعية كاملة لإدارة المكتبة بدعوى حماية أصول أمهات الكتب الثمينة التي تمتلكها جامعة ولاية كولورادو من تلك التي يتعامل عليها الباحثون الأجانب بالتحديد.

وقسَّمت إدارة المكتبة العمل بين موظفيها واستجلبت عدداً من طلاب الفصول الأولي للعمل كمساعدين مؤقتين لإعداد السجلات طبقاً للنظام الجديد مقابل درجات تفوق خاصة ووزِّع المشروع كعمل ذات أولوية قصوى علي مجموعة من الطلاب بعضها عمل بأجر والآخر مقابل درجات وأُسندت مكتبة الكلية عن عمد إلي سيد قطب كافة السجلات لبداية الترتيب الأبجدي للحروف A – B – C

وبالقطع شملت تلك السجلات الحرفينA  إذا كان التعامل باسم عائلة زوجته العرفية عازار والحرف C إذا بدأ ترتيب التسجيل بالحرف الأول من اسم زوجته العرفية كليمنتين الباحثة بقسم الدراسات الشرقية واللغة العربية وآدابها لدى كلية المعلمين المقيدة بها الزوجة وبات اكتشافه للحقيقة الكاملة من تلقاء نفسه مجرد وقت دون مساعدة خارجية ربما تثير شكوكه.

وعندما وصل قطب إلي تسجيل البيانات الشخصية لزوجته كليمنتين ألبرت عازار من واقع بياناتها الأصلية المدرجة في ملفات الجامعة، اكتشف لأول مرة أن زوجته العرفية إسرائيلية الجنسية يهودية الديانة فهام علي وجه واختفى يومين استرجع خلالهما ذكرياته الرطبة عما مر عليه منذ أن تعرف عليها داخل المكتبة كباحثة بالكلية حتي أوقعته برغبته للزواج بها.

العودة

وعندما عاد للظهور بنزل الطلبة علمت إدارة الجامعة أنه سافر لمدينة دنفر عاصمة ولاية كولورادو وأجري في غياب الزوجة العرفية الإجراءات المدنية اللازمة لإلغاء الزواج مع تسجيله واقعة طلاقها بالسجلات طبقاً لإجراءات الولاية القانونية "المدنية" المتبعة بالنسبة للمسلمين وذلك بعدما أدرك أنها خدعته عن قصد كما حجبت عنه حقيقة جنسيتها وديانتها.

وفي تلك الأجواء النفسية المشحونة بالغضب انتظرت سيد قطب في مدينة دنفر Denver مفاجأة ثانية كانت الأخطر بعدما اكتشف أن سجل الوقائع المدنية الذي وقع عليه مع السيدة عازار اختفى في ظروف مريبة كما أنكر مدير مكتب التسجيل الفيدرالي صحة السند الذي حمله قطب كوثيقة إثبات لزواجه وقيل له ربما ألغت الولاية الزواج بسبب الخطأ الواضح في بيانات جنسية وديانة الزوجة ووثيقة التسجيل وأن الخطأ إداري بحت جوهره في عدم إخطاره برفض سلطات الولاية توثيق السند لشكها فيه.

عندها تطور الموقف واتهم الزوج المصري المخدوع مكتب التسجيل المدني بالتلاعب وأصر علي طلب مقابلة الموظف الموقع علي السند المفروض أنه قام بكل الإجراءات الرسمية لتسجيل زواجه العرفي من الإسرائيلية الجنسية كليمنتين ألبرت عازار.

لكنه صُدم بالمفاجأة الثالثة حيث نفي المكتب معرفته بالموظف صاحب التوقيع علي الورقة التي حملها سيد قطب مع عدم وجود موظف بذلك الاسم بين الموظفين من الأساس والأهم أن سند التسجيل وجد به بيان رسمي ناقص وعلي إثر غضب مدير المكتب من اتهام الوافد المصري الجنسية له بالتزوير استُدعيت الشرطة التي وثقت للمرة الثانية علي التوالي طبقاً لمعلومات ملف العملية الأمريكية صحة الزواج المدني للوافد المصري من السيدة المذكورة الإسرائيلية الجنسية اليهودية الديانة.

حققت شرطة مدينة دنفر في شكوى قطب ومدير مكتب التسجيل المدني واكتشفت بالنهاية أن التسجيل حدث بالفعل لكن الشخص الذي حرر الواقعة ليس موظفاً رسمياً بالمكتب بل تمت الإجراءات برمتها في يوم عطلة استثنائية للمكتب وأن مدير المكتب لم يكن متواجداً بذلك التاريخ وبات من الواضح أن جهة ما محترفة كان لديها المعلومات والقدرات نفذت الواقعة.

ومع هذا بدت القضية كنصف حقيقية مع نصف مريب وفاسد الإجراءات وفضلت الشرطة وقتها تجاهل الأمر برمته واعتبرته خطأ إداري وكانت الفائدة الوحيدة التي تحققت يومها بالنسبة للوافد المصري اعتراف السلطات الأمريكية بعدم وجود دليل قانوني يُثبت زواج قطب من إسرائيلية وبالأحرى أنه تزوج أصلاً الأمر الذي هدم مخاوفه من تسرب الأمر إلي سلطات المعلومات المصرية لأي سبب وبات عليه البحث عن تلك السيدة الغريبة.

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2