«مدير مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية»:ثورتا 25 يناير و30 يونيو..صححتا مسار ثورة 23 يوليو

«مدير مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية»:ثورتا 25 يناير و30 يونيو..صححتا مسار ثورة 23 يوليو«مدير مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية»:ثورتا 25 يناير و30 يونيو..صححتا مسار ثورة 23 يوليو

*سلايد رئيسى21-7-2019 | 20:23

كتب: محيى عبد الغني

67 عاما مرت على قيام ثورة 23 يوليو، ( قامت فى عام 1952)، لكن آثارها مازالت مستمرة لما أحدثته من تأُثيرات محلية وإقليمية ودولية فى كافة النواحى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، هذا ما أكد عليه د. أشرف مؤنس مدير مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس، مضيفا أن ثورة 23 يوليو أتت بنتائج وآثار ملموسة على المواطن المصرى بالرغم من مرور كل هذه السنوات على قيامها.

اجتماعيا

ويواصل د. مؤنس أنه بالنسبة للأثر الاجتماعى فإن قانون الإصلاح الزراعى الذى وزع أراضى الاقطاعيين الزراعية على ملايين الأحرار من الفلاحين، فقد أنصف بهذا الإجراء المعدمين واستفاد منه غالبية الشعب المصرى.. وترتب على ذلك تحسين مستوى المعيشة المصريين. ثم جاء التعليم المجانى لأبناء الفقراء بعد أن كان التعليم قاصرًا على أبناء الأغنياء.. وبهذه الإجراءات الثورية زادت رقعة الطبقة الوسطى، وهى العمود الفقرى لأى مجتمع فى إحداث التغيرات الإيجابية، وقد تولى أبناء الطبقة الوسطى مسئوليات العمل فى كافة المجالات، وبذلك فإن الكل استفاد من ثورة 23 يوليو على المستوى الإجتماعى والاقتصادى.

استرداد الهوية

وبعد نجاح الثورة أصبح المواطن يشعر بإسترداد هويته، واستمر هذا الشعور حتى الآن. وبالنسبة للجانب الثقافى والتنويرى أتيح التعليم لأبناء الفقراء فى المدارس مثل أبناء الأغنياء، وقد أنخفضت نسبة الأمية فى المجتمع المصرى، بعد أن كان الفلاح المصرى حافى الأقدام ومجرد أجير وثورة يوليو أعادت الكرامة والعزة للمواطن المصرى

الجانب الاقتصادى

أما الجانب الاقتصادى لثورة يوليو فأنه بعد التأميم لكبرى الشركات، والتى ضخت فيها الدولة أموال عامة أتاحت لطبقات واسعة من العمال الاشتقال بها، وهؤلاء العمال الذين عملوا فى المصانع والمؤسسات المختلفة رفعوا من شأن أسرهم، وكانت هناك نقابات عمالية ومهنية بجانب تطبيق نظام التأمين الاجتماعى والمعاشات لكل فئات الشعب المصرى.. وبهذه التغيريات الجذرية حدثت نهضة ثقافية اجتماعية تعليمية، وثم بناء مئات الآلاف من المدارس والجامعات والمعاهد العلمية المتخصصة وأصبح التعليم متاج للجميع، بعد أن كان مقصورًا على الأغنياء فقط. وقد انتشر التعليم فى كل ربوع مصر مما أسهم فى تحسين مستوى المعيشة والوعى للمواطن المصرى.

أثر الثورة

وبالرغم من مرور 67 عام على قيام ثورة 23 يوليو فمازل لها نفس التأثير الذى بدأت به، ذلك لأنها قضت على الظلم والفساد، وأعادت كينونة المجتمع المصرى إلى وضعه الصحيح، بعد بعد طرد المستعمر البريطانى، والقضاء على النظام الملكى التعاون مع الاستعمار. وأصبح هناك مواطن مصرى يشعر بأنسانيته ويساهم فى حكم مصر، بعد أن كان هذا المواطن فاقد الهوية، أصبح يشارك فى صناعة القرار وحكم نفسه بنفسه، بعد أن كان المواطن المصرى الصعوبة فى أيدي الحكام المحليين والأجانب.

المردود السياسى

أما المردود السياسى لثورة يوليو فإنه أتاح للمواطن المصرى المشاركة فى حكم البلاد.. وكان أول رئيس مصرى من عامة الشعب وهو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.. وأصبحت مصر تمتلك جيش وطنى قوى قادر على حمايتها والدفاع عنها ضد كل معتد وطامع.. وعن طريق قوة مصر الشاملة استطاعت المساهمة فى تحرير باقى الاقطار العربية والإفريقية من الإحتلال الأجنبى.

ثورة يوليو والعالم

ويواصل د. أشرف مؤنس حديثه عن ثورة 23 يوليو، فيقول إنه كان لها أثر على العالم أجمع فى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.. وأصبح لمصر 3 دوائر تعمل من خلالها هى الدائرة العربية والدائرة الإفريقية والدائرة الإسلامية.. وتشتمل هذه الدوائر الثلاث منظمة دول عدم الإنحياز، والتى أحدثت توازنا فى العالم أبان الحرب الباردة ووجود صراع القطبين (الاتحاد السوفيتى وأمريكا). وكان أول مؤشر لحركة عد الإنحياز فى باندونج عام 1955 باندونسيا، والتى نشآت بها فكرة عدم الإنحياز إلى الكتلتين الشرقية أو الغربية وأصبحت حركة عدم الإنحياز كتلة محايدة بزعامة كل من مصر والهند ويوغسلافيا ،والتى ضمت فى عضويتها معظم دول العالم الثالث، وكان معظمها يخضع للإحتلال الأجنبى.. وتحررت حديثا من الاستعمار بفصل نضال الشعوب بقيادة منظمة دول عدم الانحياز.. وقد نادت حركة عدم الانحياز بالتعايش السلمي والحياد الإيجابى وعدم الإنحياز لأى من الكتلتين الشرقية أو الغربية اللتين كانا يمثلان قطبى العالم فى هذا الوقت.

إمتداد ثورة يوليو

كانت ثورة يوليو عام 1952 هى الاستعداد الطبيعى لثورتى 25 يناير عام 2011 و30 يونيو عام 2013. وقد صححت الثورتان مسار ثورة 23 يوليو.

ثورة يناير قام بها الشعب المصرى فى مقدمته جموع الشباب.. ومن سلبيات ثورة يناير أنه لم يكن لها قيادة معروفة، مما مكن جماعة الإخوان من إختطافها.. ولم يدم هذا الإختطاف سوى عام واحد.. حيث تم اقتلاع حكم الإخوان بواسطة ثورة 30 يونيو عام 2013، عندما تقدم 22 مليون مواطنًا مصريًا من الرافضين لحكم الإخوان و وقعوا استثمارة (تمرد)... والتى لم تستجب لها حكومة الإخوان، عندها نزل الشعب المصرى بأسره إلى الشوارع والميادين، وقدرت أعدادهم بحوالى 33 مليون مواطن مصرى مطالبين بالتخلص من حكم الإخوان. واستجابت القوات المسلحة المصرية لنداء الشعب المصرى وحققت مطالبه فى عزل حكم الإخوان.. وبذلك استعاد المواطن المصرى حقه فى الحرية وحكم بلاده.. وبدأ ممارسة حياته السياسية والاجتماعية والشعب المصري اليوم يقوم بدور إيجابى فى حكم بلده. وينهى د. أشرف حديثه بالقول إن ثورة 30 يونيو عام 2013 هى ثورة مجيدة أعادت للشعب المصرى حقه وحريته وإنسانيته. وبعد مرور 6 أعوام على ثورة 30 يونيو أًصبحت مصر ثالث قوة إقتصادية من حيث النمو وذلك بشهادة منظمات ومؤسسات دولية، حيث حققت مصر تقدما اقتصاديا ملموسا.. وأًصبحت هناك مشاريع عملاقه، وتم بناء مدن جديدة، والتى تعرف بالمدن الرقمية، ومنها العاصمة الإدارية الجديدة وتم مد هذه المدن بشبكة طرق شملت كل أقاليم مصر، وتم بناء أنفاق تحت قناة السويس تربط الوادى بسيناء، واستصلاح مئات الآلاف من الأفدنة الزراعية، وكذلك تم إقامة المزارع السمكية.. وكل هذه الإنجازات من أجل المواطن المصرى.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2