حورية عبيدة تكتب: قولوا لأمى ما تبكيش يا المنفى

حورية عبيدة تكتب: قولوا لأمى ما تبكيش يا المنفىحورية عبيدة تكتب: قولوا لأمى ما تبكيش يا المنفى

*سلايد رئيسى21-7-2019 | 21:48

 قولوا لأمي ما تبكيش يا المنفي.. ولدك ربي ما يخليهش يا المنفى.. وكي داخل في وسط بيبان يا المنفى.. والسبعة فيها للجدعان يا المنفى.. الجاميلة مغمر بالماء يا المنفى.. والجريلو عايم فيها يا المنفى"، الكلمات باللهجة الجزائرية اللافتة ومعناها: قولوا لأمي لا تبكي؛ إن الله لن يتخلى عنه؛ عندما دخلت وجدت أبواب كثيرة؛ والسّباع -الرجال الأقوياء- هم الجدعان؛ الشوربة طعام المعتقل.. الصراصير عائمة عليه.

"يا المنفي" أغنية من التراث الجزائري؛ كتبها أحد الأسرى المنفيين بسبب احتجاجهم على الاستعمار والمجاعة التي ألمت بالجزائر إبان احتلالها من فرنسا، -في الفترة من 1864 إلى 1897- كتبها إلى أمه؛ أي تقريبا مذ قرن ونصف القرن، يصف معاناته وهو ورفاقه الجزائريين -حوالي 2500 أسير- الذين تم نفيهم إلى جزيرة "كاليدون" كما أسماها العرب؛ جنوب المحيط الهادئ بالقرب من استراليا.. وقد تم نفي البعض الآخر لشمال البرازيل حيث مستعمرة "غويانا" الفرنسية.

ومعروف أن الثوار الجزائريين قد تعرضوا لمجازر؛ وعمليات ترحيل؛ وأحكام إعدام؛ وغرامات؛ وعزل جماعي وفردي؛ وتم طرد العديد من القبائل من أراضيهم.

بعد أن أمضى أسرى "كاليدون" سنواتٍ طوال في معسكرات الاعتقال؛ تم الإفراج عنهم شريطة بقائهم بالجزيرة، فالتقوا بالفرنسيين المنفيين المنتمين لحركة "كومونة باريس"، وهم أيضا سياسيون؛ محكوم عليهم بأحكام قضائية؛ وقد تم نفيهم من فرنسا للجزيرة تخلصاً منهم، فتزوجوا من النساء الفرنسية، ومرت السنون ليصل أحفاد الجزائريين اليوم حوالي 20 ألف نسمة، يشكلون نحو ربع سكان الجزيرة.

يمتلك الأحفاد أوراقاً وأفلاماً وثائقية يفتخرون بها لكونهم عرباً من أصول جزائرية، ويحتفظون بالعلم الجزائري، ويرجون اليوم الذي يتم فيه الاعتراف بهم، ومعروف أن حركة " كومونة بباريس" تطالب بحق هؤلاء الجزائريين في العودة لبلدهم.وبعض هؤلاء ممن زار الوطن كسائح ما إن تطأ قدمُه البلاد حتى يخر ساجداً باكياً مقبّلا ترابه؛ ينتظر فرحة حصوله على الجنسيته الجزائرية.

[embed]https://youtu.be/n0lQ5Rmh1ss?t=13[/embed]
أضف تعليق