دار المعارف
تواصل قطر فى تكريس الإنقسام الفلسطيني عبر تنفيذ عدد من المشاريع المشبوهة بالإتفاق مع الإحتلال الإسرائيلي وحركة حماس أذناب الحمدين في قطاع غزة، دون التنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية .
وذكرت القناة العبرية السابعة، أن وفداً قطرياً، وصل إلى قطاع غزة، وذلك عبر معبر بيت "حانون إيرز"، وسيناقش الوفد إنشاء مستشفى جديد بالقطاع، مشيرةً إلى أن الدفعة المالية، ستدخل إلى القطاع نهاية الشهر الجاري.
ويرى مراقبون أن الهدف من إنشاء هذا المستشفى هو تكريس الإنقسام بين فتح وحماس وبين الضفة الغربية وقطاع غزة. والدليل عدم مشاورة السلطة الفلسطينية الشرعية، فقد قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في تصريح متلفز: "لم تُنسق معنا أي جهة بخصوص المستشفى المنوي إقامته في شمال القطاع".
بينما يقول عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي محمود الزق إن جوهر الأمر أن أي مشاريع دولية في قطاع غزة يجب أن تنسق مع الحكومة الفلسطينية الشرعية، وأي مشاريع بعيداً عن الحكومة وعن السلطة الوطنية يعني تثبيت التعامل مع غزة ككيان خارج السياق الفلسطيني.
وأوضح الزق أن هناك حكومة فلسطينية واحدة فقط يجب التعامل معها ومن لا يتعامل مع هذه الحكومة يعني أنه يكرس الانفصال والانقسام الفلسطيني".
وأكد الزق أن فكرة إنشاء المستشفى إنسانية لكنها خبيثة ومشبوهة من حيث الجوهر، ولا يمكن أن نقتنع أن القائمين على هذا المشروع ينوون خيراً للشعب الفلسطيني، بل إنهم يُسخرون مشروعاً سياسياً على حساب الموضوع الإنساني، بهدف إنهاء الحق السياسي لشعبنا، وهو ما جرى في ورشة البحرين عبر طرح الحل الاقتصادي عوضاً عن الحل السياسي، معتبرًا أن إقامة هذا المستشفى ليس إنسانياً أبداً، بل لتعميق الانقسام، فهو مشروع تآمري خبيث.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي أحمد وادي: "كل هذه المشاريع والأموال التي تأتي بهدف مساعدة غزة وسكانها تشكل جزءاً من استراتيجية أوسع نطاقاً تهدف للإبقاء على الانقسام، لتعزيز الانفصال وإضعاف الموقف الرسمي الفلسطيني الرافض لصفقة القرن"، مضيفًا أنه على حماس وغيرها قراءة الدعم القطري بشكل جيد إن أرادوا النجاة وتحقيق الحلم الفلسطيني، لأن كل المؤشرات تؤكد تماماً أن الأموال والمشاريع القطرية التي تصل غزة هدفها تعزيز الإنقسام وتصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف وادي أن "إسرائيل تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر عراب صغير للوصول إلى دويلة غزة، وهذا يشكل خطراً على مستقبل القضية الفلسطينية".
ويبدو أن عصابة الدوحة مستمرة في تحقيق أطماع الصهاينة بأرض غزة، حيث يتذرع تميم العار بإرسال طاقم طبي للقطاع تمهيدًا لتنفيذ أجندته الجديدة، حيث سيشرف الوفد القطري على إنشاء مستشفى حديثة بمنطقة إسرائيلية، ويصر الذليل على عدم مشاورة الحكومة الفلسطينية لتكريس النزاع الداخلي، لكن الدوحة نسقت مع حركة حماس للسيطرة على الغضب الشعبي، حيث نشرت الجماعة الإرهابية الرعب لمنع أى انتقاد للتوغل القطري، ما يؤكد أن العصابة القطرية تمعن في التكريس للانفصال والإنقسام الفلسطيني.