«أردوغان في طريقه للهلاك .. هل ستسقط تركيا معه؟».. الجارديان البريطانية تسأل

«أردوغان في طريقه للهلاك .. هل ستسقط تركيا معه؟».. الجارديان البريطانية تسأل«أردوغان في طريقه للهلاك .. هل ستسقط تركيا معه؟».. الجارديان البريطانية تسأل

* عاجل23-7-2019 | 15:47

مصادر – دار المعارف "أردوغان في طريقه للهلاك .. هل ستسقط تركيا معه؟"، تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، تقريرا تناول الوضع البائس الذي تعيشه تركيا مع حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان. انطلق التقرير من الواضع الراهن فى تركيا الذى شهد نتائج سياسات أردوغان الكارثية، والتى تجلت نتائجها فى خسارة حزب العدالة والتنمية للانتخابات البلدية الأخيرة، وتوتر علاقات تركيا مع حلفائها السابقين - الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي - إلى السياسات القمعية التي يتبناها إردوغان "الديكتاتور" فى الداخل التركى، وخطاباته التي تذر الرماد في عيون الشعب التركي، الذي سئمه ولم يعد يصدق أكاذيبه، في الوقت الذي يستعمل فيه العثمانلي فزاعة الخصوم الذين يكيدون للدولة التركية، قاصدا بذلك حلفاء تركيا من الأوروبيين والولايات المتحدة، كما تقول "الجارديان". الصحيفة البريطانية أوضحت أيضا فى تقريرها أن إردوغان الزعيم القوي يبدو متوتراً على غير العادة هذه الأيام، وأن خطابه المنمق الذي ألقاه الأسبوع الماضي بمناسبة الذكرى الثالثة لمسرحية الانقلاب، لم ينجح في طمس شعوره بعدم الاستقرار، حين ذكر أنه يستخدم صلاحياته الشاملة كرئيس تنفيذي لتأسيس "تركيا جديدة"، لكن يبدو أن تركيا القديمة سئمت منه بشكل سريع. ولفتت "الجارديان" إلى تصريحات إردوغان التي أطلقها خلال ذكرى مسرحية الانقلاب وجاء فيها على لسانه :"ما حدث في 15 يوليو محاولة لإخضاع دولتنا للعبودية، لكن في حين أننا لن نتوقف عن حماية حريتنا ومستقبلنا، لن تكف جهود أولئك الذين ينصبون لنا الفخاخ على الإطلاق"، وترى الجارديان فى كلام إردوغان أنه استعان بالنغمة المعتادة، التي تجمع بين النزعة القومية والروايات المرعبة عن خصوم وهمين، سواء الأجانب أو المحليين، ولا يزال مقتنعًا بأن خصومه يريدون النيل منه، وعلى غرار جميع الحكّام الديكتاتوريين، لذا يخلط بين تطلعاته الشخصية وتطلعات دولته، ووفقاً لتصريحاته، تتمثل الجهات الخبيثة في هذا السيناريو المزعوم في الحلفاء الأمريكيين والأوروبيين الذين يسعون إلى استعباده واستعباد الدولة التركية الناشئة. الحرية على المحك أشارت الجارديان أيضا إلى أن "الحرية" أصبحت مفهومًا قابلًا للاستبدال في تركيا في عهد إردوغان، فمنذ 2016، تم سجن عشرات الآلاف من المتآمرين المزعومين في انتظار المحاكمة، وتم إيقاف أو طرد أكثر من 100 ألف عامل في القطاع العام، كما شن إردوغان حملة تطهير أخرى قبل الذكرى السنوية لمسرحية الانقلاب، حيث اتهم أكثر من 200 شخص من العسكريين والمدنيين بالخيانة. وأوضحت أن القلق يتركز بشكل خاص على نظام العدالة في تركيا، حيث أشارت جمعية القانون البريطانية إلى الاضطهاد واسع النطاق والمنهجي ضد المنتسبين لمهنة المحاماة، وانتقدت تركيا أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كما تعرض الصحافيون لترهيب مماثل، إذ تسير معظم وسائل الإعلام التركية الآن على خطى الحكومة. شعور بالقلق وأكد التقرير أن لدى إردوغان سببا منطقيا للشعور بالقلق، لكن السبب الحقيقي ربما يكون أبسط من ذلك، وهو ما ارتكبه من مساوىء ذات تداعيات مروعة، فعلى مدار 16 عامًا متتاليًا من الاستحواذ على السلطة، أقحم الخليفة التركي العصري اقتصاد بلاده في أزمة ديون حادة، ولعب دور الوسيط الإقليمي وحقق نتائج فوضوية، وألقى باللوم على الأكراد فيما يخص إخفاقاته، واقترب دفع الثمن. حالة ركود وأضافت الصحيفة فى تقريرها أن تركيا، لا تزال في حالة ركود بعد أزمة العملة المأساوية التي وقعت العام الماضي، وسط مخاوف من قرب حدوث أزمة ائتمان جديدة، كما ارتفعت معدلات البطالة والتضخم وتتراجع الأعمال التجارية في البلاد، فيما مثّلت إقالة إردوغان الأسبوع الماضي لمحافظ البنك المركزي، إشارة على أنه سوف يواصل تنفيذ استراتيجيته سيئة السمعة والتي تكمن في تحفيز النمو عن طريق الأموال المقترضة. وأشار التقرير إلى ارتخاء قبضة إردوغان السياسية للتهديد، بعد أن تعرض حزب العدالة والتنمية الحاكم ، في مارس الماضي لهزائم فادحة في الانتخابات المحلية في المدن الخمس الكبرى، وتعرض الحزب الحاكم للإهانة مرة أخرى الشهر الماضي في انتخابات الإعادة التي جرت في إسطنبول، ونظرًا لأن إردوغان يحتكر السلطة يجعل من الصعب نقل المسؤولية إلى الآخرين. السياسة الخارجية وفيما يخص السياسة الخارجية لإردوغان قالت الصحيفة إنها "كارثية"، فقد تعرض العثمانلي لأزمتيْن رئيسيتين الأسبوع الماضي، قوّضت علاقته مع كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في غضون بضعة أيام، فيما يخص علاقته بواشنطن، تعلّق الخلاف حول قرار تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، بشراء منظومة الصواريخ أرض جو الروسية "إس-400". ويرى بعض المحللين أن إردوغان أراد إظهار استقلال تركيا، فيما عزا الآخرون هذه الخطوة إلى جنون العظمة، ولا يزال رئيس تركيا يثير شبهات بأن واشنطن دعمت بشكل ضمني مسرحية الانقلاب، وأنها توفر الحماية لمدبره المزعوم فتح الله جولن، المقيم فيها. أزمات وتطرقت "الجارديان" إلى صفقة الصواريخ الروسية، وأشارت إلى أن هذه الصفقة أدت إلى إلغاء الولايات المتحدة اتفاق بيع طائرات "إس-35" للأتراك، مع تهديدها بفرض المزيد من العقوبات، وتبلغ الخسائر التي يتكبدها قطاع الدفاع التركي، حوالي 9 مليارات دولار، لكن التكلفة الأكبر سيتعرض لها "الناتو" على الأرجح، بعدما حذرت الخارجية التركية من "أضرار لا يمكن إصلاحها". علاقات إردوغان المتوترة دائمًا مع الاتحاد الأوروبي بسبب أزمة اللاجئين السوريين، خضعت لتصدعات متزامنة، بعد أن تجاهلت أنقرة التحذيرات القبرصية بعدم التنقيب عن النفط والغاز في مياه شرق البحر المتوسط التي تقول نيقوسيا بأحقيتها فيها، وهو ما لم يأبه له إردوغان الذي واصل التنقيب عن الغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، مما أسفر عن فرض وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المزيد من العقوبات على أنقرة. واشتبك إردوغان المشهور بعدوانيته مع العديد من جيرانه الإقليميين على مر السنين، بما في ذلك سورية ومصر وإسرائيل والسعودية، ناهيك عن اليونان، ووفقاً للجارديان، يُعد الاشتباك مع الولايات المتحدة وأوروبا في الأسبوع ذاته، بمثابة إنجاز من وجهة نظر إردوغان ومعاييره الخاصة، حيث يزعم أنصار إردوغان أن ذلك جزء من خطة مدروسة لتعزيز مكانة تركيا المستقلة في العالم. النهاية وانتهى التقرير إلى القول إنه في ظل اختلافه مع الولايات المتحدة، وأوروبا، وجيرانه العرب، وربما روسيا، إلى جانب انخفاض شعبيته بشكل متزايد في الداخل، يسير إردوغان الذي ليس لديه رفقاء، وحيداً في طريق استراتيجي وسياسي مسدود، هناك تساؤل يلوح في الأفق، وفقاً للجارديان، مفاده :هل ستسقط تركيا في الوقت الذي ينهار فيه إردوغان؟.

أضف تعليق

إعلان آراك 2