وداعا.. الطبيب الذى فك لغة الصامتين

وداعا.. الطبيب الذى فك لغة الصامتينوداعا.. الطبيب الذى فك لغة الصامتين

أحوال الناس23-7-2019 | 21:14

كتب: على طه

رحل عن عالمنا عضو لجنة الترقيات الدكتور عماد كامل رائد طب التخاطب وأول من فك ألغازه وأدخله فى الصعيد وهو علم صعب يسميه البعض"كهنوت التخاطب" وهو عضو لجنة ترقيات الأساتذة فيه، وهذا يغري صاحبه بالكسب المادي اللامحدود في هذه المساحة الشاسعة, ورغم ذلك كله ظل حتى مات في شقته المتواضعة في حي متواضع,أجر الكشف في عيادته لم يجاوز المائة,قيل له إذا كنت زاهداً في المال فنحن نحتاجه فكان يقول: "ومن للمرضى الفقراء".

كتب عنه المفكر الإسلامى الدكتور ناجح إبراهيم، فى جريدة الوطن ناعيا إياه بهذه الكلمات:

لم يكن د. عماد زاهداً فحسب ولكنه كان غاية فى الرقة والرحمة، وكان يخدم مريض المستشفى الجامعى مثل مريض عيادته، جاءته مريضة شابة من أقاصى الصعيد تعانى الاحتباس الصوتى، أنفق أهلها عليها الكثير طوال ستة أشهر «مناظير وعلاجات»، مكثت عدة ساعات فى جلسات علاج مجهد، سألته الممرضة عن الأجر قال: خذوا ثلاثين جنيهاً، اعترض مساعدوه: لو أجرينا ثلاث جراحات وقتها كنا أخذنا كذا، أين نظرية «احتباس الوقت» لقد شفيت على يديك، رفض الزيادة رغم استعداد أسرتها، كان يضع ربه أمامه فى كل شىء، وكان زاهداً عفيفاً.

 قلد والده فى رعاية الأيتام من الأسرة وخارجها، وقلده فى جلسة القرآن الأسرية فى كل يوم فى رمضان وفى كل جمعة فى غيره، لم تكن لديه فظاظة الأساتذة الكبار ولا شموخهم وتسلطهم رغم مكانته، لم يتعنت يوماً مع تلامذته فأحبوه ودانوا له بولاء العلم والأستاذية وكذلك بولاء الصداقة والأبوة والمحبة.

تتلمذ على يديه أ. د. ناصر قطبى، كان من أهل القرآن مثل أبيه، الذى حرص على تأديبهم على مائدته حتى فاز وهو فى الثانوية فى مسابقة حفظ القرآن بعمرة، كان لا يتقاضى أجراً على أى جراحة فى حنجرة أى حامل أو قارئ للقرآن حتى لو كان غنياً، ويقول: هذه الحنجرة تصدح بالقرآن.

 رحم الله د. عماد مؤسس طب التخاطب فى الصعيد، ورائد مدرسة الإحسان والزهد فى طب أسيوط العريقة، سلام على أهل الإحسان فى كل زمان ومكان.

أضف تعليق