مصادر – دار المعارف
"ترسانة عسكرية قطرية جديدة في مواجهة الأشقاء بالخليج العربي" هذا هو التفسير الإعلامى لدول الخليج، الذى صاحب خبر افتتاح قطر منذ أيام قليلة لقاعدة الظعاين العسكرية البحرية التي تقع في منطقة سميسمة على بعد نحو 30 كم شمال الدوحة، مقابل سواحل إيران الغربية.
قالت أيضا وسائل الإعلام الخليجية مقابل هذه الخطوة إن عصابة الحمدين مازالت تُصر على تبديد أموال القطريين لتكوين ترسانة عسكرية في مواجهة الأشقاء بالخليج العربي.
فيما أكدت مؤسسة "فيوتشر دايركشن" البريطانية، فى تقرير لها على أن هذه الخطوة تشير إلى حدوث تحول استراتيجي بدويلة قطر استجابة لتزايد التصعيد في الموقف الحالي والخطاب المزعزع للاستقرار الصادر من طهران.
وكشفت المؤسسة البريطانية أن الحذر القطري من تأثير الرياض على العزلة السياسية والاقتصادية اللاحقة الناتجة عن النزاع، تسبب في حمى التسليح بالإماراة الخليجية، وهو أمر سيعقد من المشكلة، مما سيؤثر على عودة الدوحة إلى البيت العربي.
وأشارت المؤسسة إلى أنه من شأن أية اضطرابات كبرى بسبب الأزمة الدبلوماسية والأمنية المستمرة بين طهران والرياض ولندن وواشنطن، أن تعرقل إلى حد كبير طموحات الدوحة المتمثلة في الحماية الكاملة لعمليات الملاحة البحرية الخاصة بها.
يظهر ذلك الأمر من خلال افتتاح قطر للمنشأة البحرية الجديدة "الظعاين" في 14 من يوليو الماضي، حيث دشنت الدوحة قاعدة عسكرية لسلاح خفر السواحل القطري في المياه الاستراتيجية والمتنازع عليها بشكل كبير في منطقة الخليج العربي.
تسلط قاعدة الظعاين الضوء على شعور قطر بعدم الأمان وتشير إلى حاجة الدوحة الماسة لحماية حدودها البحرية، لكنها في الوقت ذاته لن تفيد العصابة القطرية بمراقبة حدودها البحرية بشكل مثالي أو منافسة هيمنة المملكة العربية السعودية بمنطقة الخليج العربي، وذلك لأن خفر السواحل القطري لا يستطيع سوى بناء وصيانة سفن الدوريات الصغيرة نسبيا وسفن الهجوم السريع، فإن عمق الخليج الضحل، الذي يبلغ عمقه من 90 إلى 93 متر، يسمح بالقدرة على المناورة والسرعة، وهي ليست من خصائص السفن السطحية الكبيرة.
وتبلغ مساحة القاعدة الجديدة 640 ألف متر مربع، لذا فهي كبيرة بما يكفي لإيواء منشآت التشغيل والتدريب لـ 1600 فرد و 150 ضابطًا.
وأضاف تقرير المؤسسة البريطانية أن رئيس الوزراء القطري، عبدالله بن ناصر آل ثاني، قد أعلن الأحد قبل الماضي، عن افتتاح قاعدة الظعاين البحرية بحضور قائد الأسطول الخامس الأمريكي، جيم مالوي، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء القطرية الرسمية.
تسعى العصابة القطرية من خلال القاعدة الجديدة إلى تعزيز وجودها البحري في الخليج، و مراقبة حدودها البحرية ومنافسة هيمنة السعودية في الخليج العربي. وتكوين محور إيراني - قطري، لمنع الأسطول الشرقي السعودي بأكمله من المرور عبر مضيق هرمز.
وهو أمر لن يكون مقبولاً لحكومة الرياض لأن الموانئ البحرية في رأس مشعاب والجبيل والدمام ستصبح عاجزة كما ستعزز إيران وجودها.
وجدير بالذكر أن هذا يأتى في الوقت الذى تشتري فيه قطر معدات عسكرية من الولايات المتحدة، التي ظلت حتى الآن محايدة في الخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وأكدت المؤسسة البريطانية أنه يتعين على واشنطن أن تقرر ما إذا كانت ستستخدم استراتيجية الاحتواء الاقتصادي ضد طهران مع دول مجلس التعاون الخليجي التي تتزايد خلافاتها الداخلية، أو أن تجبِر قطر على الخروج من المعادلة وبالتالي المخاطرة بإعطاء إيران شريكًا مهمًا من الناحية الاستراتيجية.
وأفادت المؤسسة البريطانية فى تقريرها أن قاعدة الظعاين تؤكد على انعدام الأمن المطلق الذي تواجهه الدوحة، وذلك بسبب زيادة العزلة الدولية للإمارة، أو خوفًا من أي تهديدات عربية ضد قطر، حيث يعد الوضع القائم بمثابة تحذير رمزي للدوحة بأن الرياض لديها القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية لتهديد أمنها المالي والبحري بالكامل.