كتب: محمد محمود
«سي السيد» الشخصية الأشهر في المشوار الفني للفنان الراحل يحيى شاهين، والتي قدمها في ثلاثية الأديب العالمي نجيب محفوظ "بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية" التي أخرجها حسن الإمام، وعرفت تلك الشخصية بتسلطها وديكتاتوريتها على المرأة والأسرة.
وربط الكثير من الجمهور بين شخصية الفنان يحيى شاهين الحقيقية، وشخصية "سي السيد"، ولكن في الواقع لم يكن الفنان الراحل ديكتاتوريا ولا متسلطا في حياته الخاصة، لدرجة أنه قهر من زوجته الأولى "مجرية الجنسية"، وتسببت له في يأسا وإحباطا بعد أن أخذت ابنتيه وهربت إلى المجر.
تسبب هروب زوجته الأولى بعد انفصالهما، ومعها ابنتيه، في أزمة نفسية للفنان يحيى شاهين، حيث في عام 1959 تزوج من امرأة مجرية أنجب منها ابنتين، وبعد 6 سنوات من الزواج انفصلا، وأخذت ابنتيه وسافرت بهما إلى المجر، فأصيب باكتئاب وحزن وعاش في عزلة لمدة عامين، ثم تزوج بعد فترة من أخرى وهي مشيرة عبدالمنعم، وأنجبا ابنة وحيدة "داليا"، واستمر زواجهما حتى وفاته في 18 مارس 1994.
يذكر أن، الفنان يحيى شاهين ولد في 28 يوليو عام 1917، داخل أسرة بسيطة والتحق بإحدى المدارس بميت عقبة بالجيزة، وهناك بدأ يظهر عليه حبه للفن، فكان يشترك في مسرحيات المدرسة، حتى صار رئيس فرقة التمثيل بالمدرسة، ثم التحق بمدرسة العباسية الصناعية، حيث نال دبلوم الفنون التطبيقية قسم (نسيج) عام 1933، وعُيّن في شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى
اكتشفه الفنان بشارة واكيم، والذي كان مديرًا للمسرح في دار الأوبرا الملكية وقتها، ثم انضم بعد ذلك إلى الفرقة القومية للمسرح وعمل مع فاطمة رشدي في مسرحها ولمع في مسرحية "مجنون ليلى".
كانت بدايته، في المسرح، من خلال مسرحية "مجنون ليلى" و"روميو وجولييت"، وختم حياته المسرحية بمسرحية "مرتفعات ويزرينج"، ليبدأ مسيرته السينمائية التي كان لها نصيب الأسد في مشواره الفني، وكانت إطلالته الأولى في فيلم "دنانير" عام 1939، مع كوكب الشرق أم كلثوم، حيث قدّم دورًا ثانوي.
عمل في السينما بشكل احترامي عام 1946، وأنتج بعض الأفلام، وجسد دور المسلم المثالي في أفلام دينية وعصرية عديدة، حصل على العديد من الجوائز عن أفلامه مثل: "جعلونى مجرمًا" و"نساء في حياتي" و"ارحم دموعي"، وصل عدد أفلامه لأكثر من 100 فيلماً.
وقدم يحيى شاهين في الدراما 3 مسلسلات وهى "أحببتها ولكن"، و"الطاحونة" الجزء الأول والثاني.
حصد "شاهين" العديد من الجوائز منها عن دوره في فيلم «ارحم دموعي»، والثانية عن فيلم «جعلوني مجرما»، ثم عن نساء في حياتي من مؤتمر فينيسيا الدولي، وجائزة من جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية، وشهادة تقدير من مهرجان القاهرة الدولي سنة 1987، ووسام الجمهورية من الرئيس عبدالناصر.