عملاء الإخوان في البيت الأبيض

عملاء الإخوان في البيت الأبيضعملاء الإخوان في البيت الأبيض

* عاجل28-7-2019 | 22:54

كتب : عمرو فاروق

استطاع التنظيم الإخوانى التغلغل فى المجتمع الأمريكى، بأذرع تعبر عن سياسته وتوجهاته سواء داخل الحزب الجمهوري، أو الحزب الديمقراطي، فقدم ممثلين عنه داخل أروقة البيت الأبيض والجونغرس الأمريكى، مثل عارف علي خان، وهوما عابدين، رشاد حسين، محمد الأبياري.

ورغم استبعاد هذه العناصر خلال المرحلة الحالية من حكم إدارة ترماب لكنهم يتمتعون بعلاقات وثيقة مع دوائر صنع القرار الأمريكي، بل ومكنتهم توجيه دفة الأمور لصالح التنظيم الدولي ومشاريعه.

فقد كان محمد الإبياري، المحرك الرئيسي لبوصلة قرارات إدارة أوباما تجاه الدولة المصرية عقب سقوط حكم الإخوان في مصر في 30 يونيو 2013، وله علاقات متشابكة ضمنت له المساندة والتأييد والحماية من قبل الجانب الأمريكي.

استطاع الإخواني محمد الإبياري اختراق البيت الأبيض، إذ كان واحدا من ستة أعضاء في الفريق الاستشاري لشؤون الأمن القومي الأمريكي، للرئيس السابق أوباما، ينتمون إلى التنظيم الدولي للإخوان، وكان مسؤولا عن كتابة جميع رسائل الرئيس الأمريكي الموجهة للعالم الإسلامي والعربي، ومن أبرز هذه الرسائل تلك التي وجهها أوباما للرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك وطالبه فيها بالتنحي خلال ثورة 25 يناير 2011 .

حاول الإبياري من خلال عضويته بمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" الضغط على الإدارة الأمريكية، لوقف المساعدات العسكرية السنوية لمصر، كما استطاع الإبياري الضغط على الإدارة الأمريكية، في تعطيل وضع جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب الأمريكية.

بدأ الإبياري الذي يحمل الجنسية الأمريكية، وينتمي لأصول مصرية، حياته في مجال المصارف والبنوك حيث إنه متخصص في مجال الإدارة وهندسة الشبكات، وهو من مواليد الإسكندرية، نشأ في شمال دالاس بأمريكا وتلقى تعليمه في مدارس ريتشاردسون الابتدائية، والتحق بجامعة كاليفورنيا، وكان بطلا في الرياضة حيث كان لاعبا في فريق يو تي دالاس لكرة القدم وتزوج من نهال الرملي عام 1996 ، ولديه ثلاث بنات، ولكنه الآن وفقا لسجلات ولاية كاليفورنيا "مطلق".

قدم الإبياري، العديد من الاستشارات لعدد من الأجهزة الأمنية الأمريكية من بينها مكتب التحقيقات الفيدرالي بوصفه خبيرا في السياسات الأمنية.

انتمى الإبياري في بداية حياته السياسية للحزب الجمهوري في تكساس، وبسبب نشاطه السياسي اعتبره الحزب وسيلة لكسب أصوات المسلمين في أواخر عهد جورج بوش، ومن هناك بدأ الصعود السياسي والتقرب لإدارة أوباما حتى أصبح عضوا في مجلس الأمن القومي.

اتهم الايباري بتسريب معلومات ووثائق أمنية تخص الشرطة الفيدرالية، متعلقة بشخصيات إسلامية، كانت تحت الرقابة بشبهة الإرهاب فى أمريكا.

في دراسة أعدها الصحفي الأمريكي ستيفن إميرسون ضمن مشروع التحقيق حول الإرهاب، والتي أفردها للحديث عن الإبياري حيث انتقد تعيينه من قبل وزارة الأمن الداخلي في هذا المنصب الهام رغم أنه ينتهج أفكار سيد قطب المتطرفة ودفاعه المستميت عن آية الله الخميني كما أن لديه علاقة قوية بإمام مدينة نيويورك الراديكالي "سراج وهاج" الذي تم اتهامه في تفجير أحد المباني الفيدرالية عام 1993، فضلا عن انتقاده الحكومة الأمريكية بشدة بعد إعلانها الحرب علي الإرهاب مؤكدا أنها حرب ضد الإسلام.

وأشار إميرسون إلى أن الإبياري عمل في 5 أكتوبر 2010 بالبيت الأبيض ضمن الفريق المسؤول عن تقديم الاستشارات لوزارة الأمن الوطني الأمريكي لمكافحة التطرف والعنف، ووفقا لوظيفته فهو كان مسؤولا عن حماية أوباما وكبار الشخصيات الأمريكية، وكان عضوا بالمجلس الاستشاري للامن القومي.

وقال كاتب الدراسة: إن الإبياري هو المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لمؤسسة "الحرية والعدالة"، وهو نفسه الاسم الذي اختارته الجماعة ليكون اسما لحزبها السياسي بمصر، وتم تأسيسها في نوفمبر 2002 بهدف تعزيز وتحسين العلاقات بين الأديان، وهي تابعة لمنظمة المجتمع الإسلامي بولاية تكساس، ولذلك كان البعض يرى أن حزب "الحرية والعدالة" المنحل، الذراع السياسية لجماعة الإخوان منبثق عن هذه المؤسسة.

ولفت إيمرسون إلى أن "الحرية والعدالة" ليست مؤسسة ربحية ولكن نشأت بينها وبين مصلحة الضرائب الأمريكية في مايو 2010 أزمة حيث إنها لم تقدم التقرير المطلوب منها حول مصادر تمويلها.

وأشار الكاتب إلى أن أحد مديري المؤسسة مصطفى كارول هو أيضا أحد المدراء التنفيذيين لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" فرع هيوستن فى ولاية تكساس، أحد المنظمات التابعة لجماعة الإخوان بأمريكا، ويعمل بها الإبياري عضوا أيضا.

وفي الفترة ما بين 2008 و2009 كان الإبياري أحد قيادات المعهد الأمريكي الإسلامي للدين والثقافة المدنية بجامعة جنوب كاليفورنيا، الذي يعمل بالمشاركة مع مركز الأمير الوليد بن طلال التابع لجامعة جورج تاون في مجال التفاهم المسيحي الإسلامي. وقال إيمرسون إن الإبياري في عام 2004 شارك في مؤتمر على شرف، آية الله الخميني تحت عنوان "تحية للمنظر الإسلامي الكبير" وأكد خلاله أن المسؤول الإيراني يعمل من أجل مكافحة الغزو الغربي للدول الإسلامية ووصف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بأنه عدو الأمة.

وأشار الكاتب إلى أن الإبياري كتب من خلال موقع مؤسسة "الحرية والعدالة" عدة مقالات يدافع خلالها عن بعض الأشخاص الذين اعتبرتهم واشنطن إرهابيين من بينهم الشيخ الراحل عمر عبدالرحمن، الأب الروحي للتنظيمات الجهادية المسلحة، مؤكدا أنه لم يفعل أي شيء غير قانوني حتى يقدم للمحاكمة، ورأي الإبياري في مقالاته أن تقديم عدد كبير من قيادات المجتمع الإسلامي بأمريكا للمحاكم على خلفية أحداث 11 سبتمبر، يدخل ضمن المؤامرة على الإسلام.

كما دافع عن أنور العوالقي المتحدث باللغة الإنجليزية باسم تنظيم "القاعدة"، وانتقد فكرة اغتياله على يد الولايات المتحدة على الرغم من ثبوت اتصاله بالتنظيم الإرهابي وقال في مقال له: ينبغي على الرئيس أوباما إلغاء نظام الاغتيال وتوضيح الموقف منه علنا وتقديمه للمحاكمة بموجب القانون اليمني حيث لا توجد معاهدة لتسليم المجرمين بين البلدين، وكان العوالقي قد تم اغتياله في سبتمبر 2011 عن طريق طائرة بدون طيار باليمن.

ولفتت الدراسة إلى أن الإبياري شكل تهديدا للأمن القومي من خلال تعيينه في هذا المنصب حيث اتهم بنقل معلومات حساسة تتعلق بتعزيز "الإسلاموفوبيا" وسربها للإعلام، وفي أكتوبر 2011 طالب النائب لي جومرت، بالتوضيح من وزارة الأمن الداخلي حول هذا التقرير إلا أن نابوليتانو وزيرة الأمن الداخلي حينها، أكدت أنه ليس هناك أدلة على هذا الاتهام، وهو الأمر الذي رآه جومرت دفاعا عن صديق الرئيس.

وتشير التقارير إلى أن الإبياري قدم خدمات كبيرة "لـ إف بي آي" في تسهيل عمليات التواصل مع الإسلاميين وهو الأمر الذي يفسر إنقاذه من السجن رغم اختراقه لقاعدة البيانات الخاصة بوزارة الأمن الداخلي على اعتبار أنه واحد من بين 26 شخصا مسموحا لهم بالاطلاع على هذه البيانات والوثائق الخطيرة.

ووفقا لمحلل الأمن القومي الأمريكي ومكافحة الإرهاب "رايان ماورو" فإن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" من أبرز المؤسسات التي خرجت من عباءة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وقد تمكن عبر عقود من التغلغل بقوة داخل الولايات المتحدة. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" كتبت تقريرا حول الكشف عن وثيقة عام 2001 يعرض استراتيجية اختراق وسائل الإعلام الأمريكية وتركز هذه الاستراتيجية بشكل أساسي علي أن الإعلام الأمريكي ينجذب إلى الأخبار المتعلقة بالمسلمين الأمريكيين أو المجتمع الإسلامي الأمريكي بشكل عام في الولايات المتحدة لاسيما بعد أحداث 11 سبتمبر2001.

ورأى الكاتب أن مصطلح "الإسلاموفوبيا" الذي هو كما يتصور العديد من المحللين اختراع إخواني، كان الهدف منه بالأساس أن يتم التعامل بقدر كبير من التساهل مع إنشاء العديد من الكيانات التابعة للإخوان، واللعب علي وتر عدم التمييز الديني أو العرقي داخل الولايات المتحدة.

وأكد "ماورو" أن لدى مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية مئات المكاتب في جميع أنحاء الولايات المتحدة، كما أن له أعضاء بارزين في هيئات التدريس في معظم الجامعات الأمريكية مهمتهم تطوير العلاقات الشخصية مع المصادر الإعلامية، حتى أصبح المجلس والمؤسسات التابعة له من أهم مصادر الأخبار المتعلقة بامسلمي امريكا .

ويرى العميل السابق بمكتب التحقيقات الفيدرالي لشؤون مكافحة الإرهاب "جون جواندولو" والذي تخصص في متابعة الإخوان داخل أمريكا من خلال كتابه "فهم حركة الإخوان المسلمين بأمريكا" أن المجتمع الإسلامي بأمريكا يقوده التنظيم الدولي للجماعة وهذا يفسر لماذا يتصدر الإخوان المشهد في البيت الأبيض؟، مشيرا إلى أن هذا الأمر ليس بالجديد حيث إنهم يمثلون المسلمين الأمريكيين داخل الإدارات المتعاقبة بالبيت الأبيض منذ فترة الستينيات.

ويقول "جواندولو" إن الإخوان بدأوا بتأسيس مجتمع كبير لهم في أمريكا وحاولوا التأثير على أكبر عدد ممكن من المحيطين بهم، وشكلوا جيوبا صغيرة وقاموا بعدد من الأنشطة من بينها إنشاء المدارس والمساجد والعيادات والملاجئ لتوسيع نفوذهم داخل المجتمع، كما قاموا بتأسيس عدد من المنظمات منها رابطة الطلاب المسلمين بين عامي 1962و1963 والتي تعتبر من أهم المؤسسات التي نجحت في اختراق الجامعات الأمريكية وخرج منها نحو 600 رابطة طلابية.

وفي تقرير آخر للموقع الأمريكي (The Blaze)، أكد في تقرير سابق أن الإبياري الذي لا يخفي دعمه لجماعة الإخوان، كان حصل على أعلى درجات التكريم التي يمكن أن يحصل عليها شخص مدني من مكتب التحقيقات الفيدرالي، ولكن ملفه في نفس الوقت يقول إنه على علاقة صداقة مقربة من أحد أشهر الأشخاص على قوائم الإرهاب الأمريكي، وهو "شكري أبو بكر" مؤسس جمعية الأرض المقدسة والذي تمت إدانته بتمويل منظمات إرهابية.

ويقول التقرير أن FBI نفسه سجل مكالمات سابقة للإخواني شكري أبو بكر، يقول في المكالمات إنه من الضروري للإخوان أن يمارسوا الخديعة والحرب خدعة، وكرر هذا الحديث مرارا في مكالماته.

وأشار التقرير إلى أن الإبياري حصل على موقعه المتميز في السياسة الأمريكية ليس لكونه يحمل شهادات في مكافحة الإرهاب بل لكونه في البداية كان ناشطا سياسيا بين المسلمين في أمريكا وكانت له صلاته بينهم حتى مع كونه في 2007 كان يعمل في مطعم للوجبات السريعة وهو المطعم الذي تعرف فيه على شكري أبو بكر.

ونظرا لحساسية منصب "الإبياري" داخل الإدارة الأمريكية لذلك كان محل اهتمام كل من الصحفي الاستقصائي آرون كلاين والمؤرخة الأمريكية بريندا إليوت من خلال كتابهما الذي لقى رواجا كبيرا وحمل عنوان "الاتهامات.. قضية عزل أوباما من منصبه" حيث أشارا فيه إلى علاقة أوباما بالإخوان وسماحه لهم باختراق البيت الأبيض ودعمهم لاستيلاء الجماعة علي السلطة في دول الشرق الأوسط، وكان الإبياري مثالا واضحا بالنسبة لهما على وجود الإخوان في المؤسسات الحكومية الهامة الأمر الذي يجعلهم مؤثرين في سياسة أمريكا لاسيما الخاصة بمكافحة الإرهاب.

وتطرق الكتاب إلى تسريب الكثير من المعلومات الهامة علي يد أعضاء جماعة الإخوان الذين يعملون بالإدارة الأمريكية وعلى رأسهم الإبياري، وهوما عابدين اللذان تجمعها علاقة قوية بنجلاء علي زوجة محمد مرسي.

ويرى الكتاب أن الإبياري ارتبط بعلاقة وثيقة بـ "جون برينان" رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية وكبير مستشاري مكافحة الإرهاب في إدارة أوباما، الذي عمل أيضا مديرا لمكتب الاستخبارات الأمريكية بالرياض ودرس هناك سياسات الشرق الأوسط وتعلم اللغة العربية في الجامعة الأمريكية بالسعودية، والأهم من ذلك أنه عمل بالقرب من أوباما ويتردد أنه كان يجلس معه خلال عملية اغتيال أسامة بن لادن الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، وهذه العلاقة الوثيقة استغلها الإبياري للتأثير على سياسات أوباما الخاصة بمكافحة الإرهاب.

وتربط الإبياري علاقة وثيقة أيضا بـ "دينيس ماكدونو" النائب السابق لمستشار أوباما للأمن القومي وكبير موظفي البيت الأبيض سابقا، وكان له دور كبير في التقارب بين مؤسسة الرئاسة الأمريكية والإخوان، كما حاول تهدئة الرأي العام الأمريكي بعد وصول الإخوان للحكم قائلا: البيت الأبيض يقظ تماما لما يحدث في مصر وعينه على الحكومة الإسلامية هناك لاسيما فيما يتعلق بحقوق الأقليات إلى جانب ذلك فالإبياري بحسب الكتاب علي اتصال بـ "إيبو باتيل" مؤسس منظمة "جوهر الشباب عبر الأديان " التي كان يديرها الخوميني الزعيم السابق للثورة الإسلامية الإيرانية.

أضف تعليق

إعلان آراك 2