حصاد جولات في معرض الكتاب 2017.. الروايات (1)

حصاد جولات في معرض الكتاب 2017.. الروايات (1)  حصاد جولات في معرض الكتاب 2017.. الروايات (1)

*سلايد رئيسى16-2-2017 | 15:26

كتب: إيهاب الملاح

ثمانية وأربعون عاما هي عمر معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي اختتم فعاليات دورته الأخيرة قبل أيام.

"معرض الكتاب" هو الحدث الثقافي الأهم في حياة كل فرد اتصل بالكتاب أو الثقافة بسبب، .. ومن منا لا يحمل كمًا هائلا من الذكريات والمواقف طوال سنوات عمره عن المعرض وأيامه؟ رفقة الأصحاب، قبل الجامعة وأثنائها، لذة معانقة كتاب جديد، وتشمم رائحة ورقه وحبره، الغلاف الجميل الذي يأسرنا بألوانه وخطوطه، وحتى "الشنط" البلاستيكية المزينة بشعار دار النشر وخامتها المختلفة عن مثيلتها المستخدمة في الخضار والفاكهة!

جاهدت نفسي كي أمنعها من الاسترسال في الذكريات واستدعاء الحكايا، وقررت أن أكتب هذ العام ليس عن ذكرياتي في المعرض، إنما أكتب عن ما أعتبره تحولا جذريا في خارطة النشر المصرية والعربية، أيضًا أردت أن أكتب عن المعرض عقب انتهائه وليس في بدايته كما تعودت كل عام، فجولاتي اكتملت ورؤيتي تحددت واستطعت قدر الجهد والطاقة أن ألم بصورة إجمالية بأهم وأبرز العناوين الجديدة وأن أنتقي ما أسميه "قوائم الحصاد" الخاصة، أو التي تحدد إلى مدى بعيد خطة قراءاتي على مدار العام.

وجاءت قوائم الحصاد لهذا العام في ثلاثة محاور؛ الروايات، القصص القصيرة، ثم الكتب الفكرية والثقافية والنقدية.

البداية ستكون مع "الروايات"، العشق الأول الآن لمعظم قراء الأدب في العالم أجمع، ولأن خلال السنوات العشر الماضية، شهدت ساحة النشر انفجارا مدويا وصارت المطابع تقذف بمئات الروايات في العام (سمعت من أحد مسؤولي دار الكتب وأرقام الإيداع أن عددها قد تجاوز الألف في العام الماضي فقط!) فإن أكثر من ثلاثة أرباع هذه الألف لا علاقة له بالرواية من قريب أو بعيد إلا فقط بالغلاف الذي كتب عليه "رواية"!

من هنا جاءت حتمية الاختيار وصعوبة الانتقاء وفق الخبرة المتراكمة عبر سنوات عدة  ، وكذلك عدد لا يستهان به من القراءة والنقد للروايات عبر سنواتي الماضية.

هذه القائمة المختارة من الروايات، التي أعرضها على القارئ الكريم، هي مما حصلت عليه قبل المعرض بفترة وجيزة، أو أثنائه، أو في سياق متصل به.. أغلبها لكتاب وروائيين قرأتُ لهم سابقا وأحببت أعمالهم، والعدد الأقل لكتّاب أتشرف بالقراءة لهم للمرة الأولى في العربية أو ترجمة إليها عن لغات أخرى، هذه الروايات ستكون ضمن أولويات قراءاتي في الفترة المقبلة (وبعضها انتهيت منه فعلا).

أستهل قائمة الروايات بهذا العمل الجميل «صوت الغراب» لـ عادل عصمت (صدرت عن دار الكتب خان بالقاهرة)، وهي الرواية السادسة في مشوار صاحبها الذي توج قبل ثلاثة أشهر فقط بجائزة نجيب محفوظ للإبداع الروائي التي تمنحها الجامعة الأمريكية في القاهرة.

عادل عصمت صوت روائي أصيل ومتميز، وإبداعه الروائي يشهد بذلك، وجاءت هذه الرواية لترسخ مكانته ككاتب من الطبقة الأولى في مصر والعالم العربي. لم تفارق «صوت الغراب» الفضاء الأثير لعادل عصمت، مدينة طنطا، فنتعرف على تفاصيل صغيرة لكنها مشحونة بمشاعر وتأملات عميقة تصل إلينا عبر عيون ومنظار الراوي الذي يسرد تاريخ عائلته وما اتصل بها من شخصيات تقدم نموذجا رائعا للحياة المصرية في العقود الثلاثة الأخيرة وما أصابها من تحولات في إحدى مدن الدلتا العريقة بعيدا عن العاصمة المركزية.

الرواية التالية «بليغ» (صادرة عن دار الشروق) هي الرواية الثالثة لكاتبها الشاب طلال فيصل، وهو أيضا أحد الأصوات الروائية المميزة بين أبناء جيله، يقارب في هذه الرواية سيرة عبقري الألحان والأنغام بليغ حمدي أحد عباقرة الموسيقى والطرب في القرن العشرين. «بليغ» هي الحلقة الثانية من ثلاثية روائية أنجز منها طلال فيصل الحلقة الأولى «سرور» والتي حاز عنها جائزة ساويرس للإبداع الروائي العام الماضي. الحلقة الثالثة التي يعكف عليها طلال حاليا هي "قطب" التي تتناول الشخصية الأكثر إشكالا وتعقيدا في تاريخ تيارات الإسلام السياسي "سيد قطب".

ثم تأتي رواية «الوشم الأبيض» للكاتب المصري المقيم في كندا أسامة علام (عن دار الشروق) ليخوض بنا رحلة غرائبية مدهشة تتنقل فيها الأرواح عبر الأجساد المختلفة، ونطالع بعين مبهورة أجواء أسطورية وعوالم غريبة بحثا عن خلاص الروح والبحث عن أصل.

«كل هذا الهراء» (صدرت عن دار الكرمة للنشر) للكاتب الجماهيري بامتياز الدبلوماسي وأستاذ العلوم السياسية عز الدين شكري، خصوصا بعد النجاح الكبير الذي أحرزته أعماله السابقة؛ «عناق عند جسر بروكلين»، ومن قبلها «في غرفة العناية المركزة»، و«أبو عمر المصري» و«مقتل فخر الدين».

أما منصورة عز الدين، الكاتبة الموهوبة والروائية المحترفة، فتخرج على جمهور الأدب والرواية بـ «أخيلة الظل» (عن دار التنوير) بعد أن نجحت روايتها السابقة «جبل الزمرد» في حصد جائزة الإبداع الأدبي في معرض الشارقة للكتاب 2014. ثم تأتي رواية «حذاء فيلليني» لوحيد الطويلة عن منشورات المتوسط، ورواية عزت القمحاوي «يكفي أننا معا» عن الدار المصرية اللبنانية، ورواية حمدي عبد الرحيم «الدائرة السوداء»، عن دار الكرمة.

هناك روايتان مترجمتان احتلا مكانهما في هذه القائمة، الأولى هي «الحب لم يعد مناسبا» للإيطالية ميلا فنتوريني وترجمة د.إسلام فوزي، والثانية بعنوان «روعة الحياة» وترجمتها عن الألمانية د.هبة فتحي.

وأخيرا روايتان لكاتبين واعدين، أقرأ لهما للمرة الأولى، «سورة الأفعى» لمصطفى الشيمي (صدرت عن دار الربيع العربي)، و«الرجل النملة» لهشام البواردي (صدرت عن دار العين).

وللحديث بقية..

[caption id="attachment_3169" align="aligncenter" width="480"]معرض الكتاب بعض كتب معرض الكتاب[/caption]
    أضف تعليق

    تدمير المجتمعات من الداخل

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2