إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا» : حكايات نحلة !

فى الإجازات تحلو الحكايات.. ولأننا فى إجازة عيد طويلة نسبيا.. أنتهز الفرصة وأنقل للقارئ بعض الحكايات التى تصلنى عبر تطبيق "الواتس آب" على تليفونى المحمول.. تطبيق الواتس آب فى الحقيقة هو أقوى مصدر للإزعاج قابلته فى حياتى.. فأنا أتلقى فى كل دقيقة سواء فى الصباح أو المساء أو حتى فى ساعات الليل رسائل تليفونية على هذا التطبيق المجانى اللعين.. صباح الخير.. مساء الخير.. جمعة مباركة.. تهنئة بالعيد.. تهنئة بأول رمضان.. وتهنئة بثانى أيام الشهر الكريم.. والثالث والرابع والخامس إلى آخر أيام الشهر الفضيل.. حِكَم وأمثال نكت سخيفة.. أدعية.. أذكار مطلوب منك أن توزعها كصدقة جارية على مائة شخص على الأقل! وهكذا لا يتوقف الإزعاج ليل نهار.. ومع ذلك يحدث أحيانا حتى ولو كانت هذه الأحيان قليلة جدًا.. يحدث أن تصلنى رسائل أقرأها فأستمتع بها وأحتفظ بها.. كان الأستاذ أنيس منصور – رحمه الله – يقول إن الكاتب الصحفى نوعان.. نوع يشبه النمل فيقوم بجمع كل ما يقابله حتى التراب يقوم بجمعه ونقله.. ونوع يشبه النحل يتخير أجمل الزهور ليجمع رحيقها! عزيزى القارئ.. سأحاول وأنا أنقل لك الحكايات التى تصلنى عبر الواتس آب.. سأحاول أن أكون مثل النحلة (!!!) وأبدأ بحكاية فتاة اسمها فاطمة عيد سويلم.. وهى من إحدى قرى الدقهلية.. كانت يتيمة الأبوين، ربتها عمتها وعندما كبرت تقدم شاب من القرية لخطبتها، لكن أمه رفضت لأن البنت يتيمة ولا عزوة لها.. ذهبت البنت إلى العمدة ليكون وكيلها فسخر منها.. وذهبت إلى مأمور المركز فرفض! فكرت البنت ثم قررت أن تبعث بخطاب للرئيس جمال عبد الناصر تطلب منه أن يطلب من العمدة أن يكون وكيلها وشرحت له بالتفصيل ما حدث معها. كان من عادة عبد الناصر قراءة الرسائل التى تصله من المواطنين بنفسه.. وعندما قرأ رسالة فاطمة اتصل بمحافظ المنصورة وطلب منه أن يذهب إلى القرية حيث تسكن الفتاة ويطلب من العمدة إقامة صوان فرح وأن ينتظر فيه مع العمدة يوم كذا لأن مندوب الرئاسة سيصل فى ذلك اليوم. ثم قام عبد الناصر بالاتصال بشيخ الأزهر وطلب منه الحضور إلى القصر الجمهورى فى الموعد المحدد. وكان محمود الجيار سكرتير الرئيس قد اشترى قطعة ذهب بقيمة 25 جنيه دفع ثمنها عبد الناصر.. فى الموعد المحدد سافر عبد الناصر بصحبة شيخ الأزهر وعندما وصلت سيارته إلى القرية صعق المحافظ ومن معه. طلب عبد الناصر من المحافظ إحضار الفتاة وخطيبها وأمه.. ووقف عبد الناصر وقال للشاب: أنا وكيل وولى أمر فاطمة.. فهل تقبل زواجها؟! وتم عقد زواجها.. الوكيل عبد الناصر والشاهدين محمود الجيار ومحافظ الدقهلية والمأذون شيخ الأزهر! هل هناك جبر خواطر خير مما فعل عبد الناصر عندما جبر خاطر فتاة يتيمة؟! وبمناسبة جبر الخواطر فقد وصلتنى حكاية بطلها الطبيب اللامع الدكتور حسام موافى.. يقول إنه سأل يوما الشيخ الشعراوى عن أفضل الأعمال التى يتقرب بها من الله فقال له الشيخ: جبر الخواطر. وذات يوم وبينما كان الدكتور حسام موافى عائدًا إلى منزله ظهرًا اتصل به صديق وقال له: أرجوك هناك سيدة أعرفها ترقد مريضة فى مستشفى كذا وقد طلبت منى أن أتوسط عندك لكى تزورها فى المستشفى وتقوم بالكشف عليها.. رد الدكتور حسام قائلا: إن شاء الله أمر عليها غدا.. فرد صديقه قائلاً: معلش أجبر بخاطرها واذهب إليها الآن. يقول الدكتور حسام موافى إنه تذكر فى هذه اللحظة ما سمعه من الشيخ الشعراوى فقام بتغيير اتجاه سيارته فى الطريق إلى المستشفى.. قام الدكتور حسام بالكشف على المريضة ووصف لها الدواء وانصرف.. وبعد تحركه بدقائق قليلة أحس بأنه على وشك الإصابة بأزمة قلبية فاستدار بسيارته مرة أخرى متجها إلى المستشفى وكتب لنفسه العلاج المطلوب وسارع الأطباء بعلاجه.. يقول الدكتور حسام موافى إن حصوله على العلاج مبكرًا أنقذ حياته ولم يترك أثرا لأى إصابة بأزمة قلبية.. وهكذا كتب لى الله النجاة بفضل.. جبر الخواطر! وحكاية أخرى تتحدث عن الأمثال الشعبية التى تصيبنا بحيرة بالغة.. يقول المثل (خير البر عاجله)، ويقول أيضا (كل تأخيرة وفيها خيرة)! ويقول المثل (معرفة الناس كنوز) ويقول أيضا (البُعد عن الناس غنيمة)! ويقول المثل (اصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب).. ويقول أيضا (القرش الأبيض ينفع فى اليوم الأسود)! ويقول المثل (يا بخت من وفق رأسين فى الحلال).. ويقول أيضا (امش فى جنازة ولا تمش فى جوازة)! ويقول المثل (اعط العيش لخبازه).. ويقول أيضا (باب النجار مخلع)! ويقول المثل (فى السفر سبع فوائد).. ويقول أيضا (من خرج من داره اتقل مقداره)! وأخيرًا يقول المثل (كلنا ولاد تسعة).. ويقول أيضا (الناس مقامات)!!! وهناك حكاية يرويها الكاتب البرازيلى الشهير باولو كوليهو.. يقول: كان الأب يحاول أن يقرأ الجريدة ولكن ابنه الصغير لم يكف عن مضايقته.. وحين تعب الأب من شغب ابنه.. قام بشق ورقة من الجريدة مطبوع عليها خريطة العالم ومزقها إلى قطع صغيرة وطلب من ابنه أن يعيد تجميع الخريطة ظنا منه أن الولد سيضيع يومه كله فى جمعها.. إلا أنه لم تمر خمسة عشر دقيقة حتى عاد الولد وقد أعاد ترتيب الخريطة.. تساءل الأب مذهولا: هل كانت أمك تعلمك الجغرافيا.. رد الطفل قائلا: لا لكن كانت هناك صورة لإنسان على الوجه الآخر من الورقة.. وعندما أعدت بناء الإنسان أعدت بناء العالم.. كانت عبارة عفوية ولكنها جميلة وذات معنى عميق.. (عندما أعدت بناء الإنسان أعدت بناء العالم). وهناك كلمات جميلة تقول: حين تزرع السعادة فى قلب إنسان.. سيأتى من يزرعها فى قلبك.. فالدنيا كما تقدم لها تقدم لك. ما تزرعه اليوم تحصده غدا! وهناك حكاية عن أستاذ ألمانى فى علم الأحياء.. وضع أمامه تلاميذه قفص كبير فيه فأر ذكر فى الوسط ووضع على طرف القفص قطعة من الجبن وعلى الطرف الآخر فأر أنثى.. قام الأستاذ بتحرير الفأر فجرى ليأكل الجبن.. ثم أعاد التجربة بأن وضع قطعة من الخبز ففعلها ثانية الفأر وجرى ليأكل الخبز. أعاد الأستاذ التجربة عدة مرات بتغيير نوع الطعام.. والفأر فى كل مرة يجرى نحو الطعام وليس ناحية الفأر الأنثى.. فقال الأستاذ لتلاميذه: نستنتج من هذه التجربة أن حب الطعام أهم من حب الأنثى.. وهنا رفع أحد التلاميذ يده وقال موجهًا حديثه للأستاذ: أرجو أن تعيد التجربة مع أنثى ثانية.. فقد تكون تلك الأنثى هى زوجته! رد الأستاذ قائلا: علىَ الطلاق أنت الوحيد اللى فاهم الدرس! ويقول أحد الظرفاء.. من أنجح العلاقات على مر الزمان.. البيض بالبسطرمة.. والأرز والملوخية.. والكبده.. والمكرونة.. والشاى واللبن.. والعسل والطحينة.. والفول والطعمية.. والبسلة والجزر.. والشاى والنعناع.. والسميط والدُقة (!!!) وهناك كلمات حكيمة تقول: فى الشدة يقاس الصبر وفى النقاش يقاس العقل.. وفى المواقف يقاس البشر! وأختتم بنصيحة للزوجات تقول: إلى كل زوجة تحبس زوجها فى المنزل ولا تسمح له بالخروج ولقاء أصدقائه.. تذكرى أن امرأة دخلت النار فى قطة حبستها (!!!) عزيزى القارئ.. كل عام وأنت بخير.. كل عام ومصر بخير.