كتب: جهاد السعيد
فى تصريحات خاصة لـ "دار المعارف" عن أحدث التطورات فى السودان الشقيق، قال السفير محمد حجازى إن السودان يستعد غدً السبت 17 من أغسطس للاحتفال بإبرام وثائق انتقال السلطة المدنية تحت شعار "فرح السودان" وفى واقع الأمر أن هذا الفرح هو فرح للمنطقة ولمصر ولكل من يستهدف خير شعب السودان وأمنه واستقراره.
وأضاف الخبير الدبلوماسى والمفكر السياسى أنه بعد الاتفاق التاريخى فى 4 أغسطس الجارى نحو تشكيل مجلس عسكرى مدنى مشترك يؤسس لإدارة مرحلة انتقالية بشكل مشترك مدتها 39 شهر أى ثلاثة سنوات وثلاثة أشهر، فنحن غدًا أمام نقطة إنطلاق دور الحكومة الانتقالية ليكون موعدنا التالى مع تعيين رئيس الوزراء يوم 20 أغسطس الجارى، واجتماع الحكومة السودانية يوم 28 من نفس الشهر ويأتى بعد ذلك أول اجتماع مشترك بين الحكومة وبين مجلس السيادة فى أول سبتمبر المقبل فغداً هو اليوم النهائى للتوقيع على الوثيقة الدستورية بعد أن قام جميع الأطراف بالتوقيع كما ذكرت، المجلس العسكرى الانتقالى وقوى الحرية والتغيير على الوثيقة الدستورية التى تنظم الفترة الانتقالية ومدتها ثلاث سنوات وثلاث شهور.
وأضاف حجازى أن المفاوضات كانت شاقة وأنها جاءت بعد أحداث واتهامات ومواجهات متبادلة ولكن أثبت أخوتنا فى السودان أنهم دخلوا فى هذه المفاوضات الصعبة كشركاء وخرجوا منها كفريق واحد وفى النهاية انتصرت الإرادة الوطنية وأعلى الجميع مصلحة الوطن.
وأكد السفير حجازى على أن هذه الاتفاقية حملت كل الآمال والطموحات التى كان يصبوا إليها كل طرف من الأطراف وتم فتح صفحة جديدة ينطلق بها السودان نحو دولة مؤسسات وتحقيق الأمن والسلام والاستقرار وإقامة علاقات متوازنة والسعى لوضع دستور دائم.
وأضاف أن تحقيق المصالحة حتميا وإدماج المصالحة فى هذ المرحلة مهم جدا فى تاريخ السودان وأن هذا سيكون هدف الحكومة الانتقالية وأنا أظن أن دور القاهرة من خلال دعم الحوار قوى الحرية والتحرير والجبهة الثورية يستهدف بالفعل تدعيم السلام فى مناطق الحرب والجمع الجميع على خارطة طريق واضح يقود السودان من جديد من خلال انتخابات المزمع إجرائها بعد انتهاء المرحلة الانتقالية بشراكة كاملة تحترم خصوصيات وطموحات وآمال الجميع ولكن الأهم أنها تحافظ على أمن واستقرار السودان.
وأكد السفير حجازى أن فرح السودان سوف يكتمل غداً السبت فى الواحدة ظهرا بمشاركة قادة عرب وأفارقة وغربيين وعدد من الدول الصديقة والمنظمات الدولية، وتبدأ المراسم فى قاعة الصداقة وتنتقل فى الساعة الرابعة إلى الميادين حتى يشاركوا الشعب فى الاحتفال بإنجازه التاريخى.
وأضاف أنه تم تحديد المجلس السيادى من أعضاء المجلس العسكرى سواء كان الأمر يتعلق بالمجلس العسكرى الانتقالى الذى اختار خمسة من أعضاءه وقوى الحرية والتغيير أيضا التى حسمت أسماء ممثليها ورشحت اسم رئيس الوزراء "عبدالله حملوك" الذى يعد من أهم الشخصيات الاقتصادية والسياسية وكان أمين عام سابقا للجنة الاقتصادية التابعة للأمم المتحدة وسوف يتم تعينه يوم 20 من أغسطس الجارى، كما سيتم اختيار المجلس السيادى يوم 18 من نفس الشهر وسيتم تشكيل الحومة يوم 28 من نفس الشهر.
وأكد السفير حجازى على استمرار مصر فى دعمها الكامل لاستقرار وأمن السودان، كما تستضيف جولات الحوار بين كافة الأطياف السودانية والحركات المسلحة وقوى الحرية والتغيير من أجل خلق موقف موحد داعم لهذا الاتفاق.
وقال إن الحكومة الانتقالية ستعمل لاستعادة الأمن والاستقرار وإعادة اللاجئين لمناطقهم واستمرار الحوار مع الجبهة الثورية والحركات المسلحة.
وواصل السفير حجازى أننا كلنا مدعوين للاحتفال بانجاز الشعب السودانى فى أن نعمل من أجل تعزيز قدراته الاقتصادية ودعمه سياسيا ومساندته أمنيا وعسكريا لأن السودان يحتاج فى هذه المرحلة لوقفة من كل الأشقاء سواء كانوا عرب أو أفارقة أو من المجتمع الدولى حتى تعود السودان ركنا من أركان الاستقرار فى المنطقة العربية وأفريقيا وتكون نقطة بداية وتحول فى تاريخ المنطقة التى شهدت إضطرابات ونزاعات فى الفترة الأخيرة.