رئيس اللجنة المنسقة للزيارة .. الأنبا عمانوئيل لـ "دار المعارف": 5 رسائل تنقلها زيارة البابا لمصر والعالم

رئيس اللجنة المنسقة للزيارة .. الأنبا عمانوئيل لـ "دار المعارف": 5 رسائل تنقلها زيارة البابا لمصر والعالمرئيس اللجنة المنسقة للزيارة .. الأنبا عمانوئيل لـ "دار المعارف": 5 رسائل تنقلها زيارة البابا لمصر والعالم

* عاجل28-4-2017 | 17:12

علاقة قوية وطيبة تربط البابا بالرئيس السيسى.

البابا فرنسيس يدعم الرؤية المصرية لمواجهة الإرهاب.

ثمار الزيارة التاريخية للبابا مهمة وستستفيد منها مصر سريعاً.

زيارة البابا انطلاقة جديدة وقوية للحوار بين الأزهر والفاتيكان.

البابا يرى أن مصر مثالا للتعايش المشترك بين الاديان فى الشرق الأوسط والعالم.

فرنسيس لم يترك مناسبه الا وعبر فيها عن محبته لمصر وشعبها وحضارتها.

الكنيسة الكاثوليكية المصرية وطنية حتى النخاع، وتخدم المجتمع بفاعلية دون تمييز.

طفرة فى العلاقة بين الفاتيكان والكنيسة القبطية الارثوذكسية، وتواصل مستمر بين فرنسيس وتواضروس.

حوار: وليد فائق

"زيارة البابا فرنسيس حدث تاريخى هام" هذا ما أكد عليه الأنبا عمانوئيل مطران الأقصر للأقباط الكاثوليك، ورئيس اللجنة المنسقة لزيارة قداسة البابا لمصر، مشيراً إلى أن اصرار البابا على أتمام زيارته يحمل أكثر من رسالة للعالم أهمها أن مصر آمنه ومستقرة وأن الإرهاب قضية عالمية وليست مصرية فقط، أما الرسالة الثانية للزيارة فهى أن البابا يدعم مصر ضد حملات التشويه المغرضة، إضافة إلى أن الزيارة تحمل فى طياتها إشارات عديدة إلى عمق العلاقة بين الرئيس السيسى والبابا فرنسيس.

كيف ترى زيارة البابا فرنسيس لمصر؟

الزيارة حدث تاريخى ذات أهمية خاصة.. فهذا الحدث يحمل معاني مهمة سواء لمصر أو للخارج، من هذه المعانى أن الزيارة علامة على العلاقات المستقرة والوطيدة بين مصر والفاتيكان، والدليل على ذلك الزيارات المتبادلة، بين الرئيس السيسى والبابا، والرئيس زار الفاتيكان، وها هو قداسة البابا يرد الزيارة مما يدل على العلاقة الوطيدة بين الطرفين.

والزيارة الحالية تزيد هذه العلاقات قوة وصلابة حين تعلن أن هناك رؤى مشتركة فى أمور عديدة خاصة فيما يخص الأبعاد الإنسانية وما يخص النقطة الجوهرية التى هى عملية السلام.

ومصرتعملجاهدةمنأجلقضيةالسلامولهادورفعالفىالشرقالأوسطوالعالمالعربىوالإسلامىوعلىالخريطةالعالمية،وقداسةالباباأيضاًوالفاتيكان،   أهم   تشغلهما قضية السلام فى كل علاقاتهما الخارجية ، وخاصة في الظروف الحالية التى يمر بها العالم عامةً ومنطقة الشرق الأوسط خاصةً.

هذا عن السلام .. فماذا عن الإرهاب؟

هناك أيضاً رؤى مشتركة فيما يخص دحض الإرهاب والعمل من أجل الإعلان الحقيقى للأديان، وأن الأديان هى من أجل التقارب وبناء السلام والتآخى والعيش المشترك، وأن يكون كلا منا مصدر إفادة وتعضيد للآخر ومساندة وليس تناحر.

الأزهر بالفاتيكان

وكيف ترى علاقة الأزهر بالفاتيكان؟

فيما يخص علاقة الفاتيكان مع الأزهر الشريف، فالزيارة أيضاً تحمل معنى عميق جداً فى هذا الاتجاه، فهى تعنى انطلاقة جديدة وقوية للحوار بين الطرفين، وهذه الإنطلاقة الجديدة وثقل الحوار نتج عنه بيان مؤخراً صدر فى شهر مارس الماضي من الجهتين، وبما أن الفاتيكان هو أكبر مؤسسة دينية فى العالم، والأزهر الشريف هو أكبر مؤسسة إسلامية فى العالم، فالمؤسستان فى تلاقيهما معاً يعنى أن هناك عمل مشترك على المستوى الدينى.

والكنيسة الكاثوليكية تحترم وتقدر الدين الإسلامى وهذه قضية حسمت منذ المجمع الفاتيكاني الثاني سنة 1963، والذى أعلن عمن هم ذات الإيمان الواحد ووحدانية الله مشتركين معاً فى الإيمان بذات الأله، وأنه هو الخالق ومعطى الحياة هو إله إبراهيم بمعنى إيمان إبراهيم هو النقطة المشتركة.

وهناك أبعاد إنسانية كبيرة جداً مشتركة يعمل عليها وتهم الجانبين، مثل كرامة الإنسان، واحترام الحياة والحريات وكرامة المرأة، وقضايا أخلاقية مثل موضوع الإجهاض، فالجهتين فى المؤتمر السكانى العالمي والذى أقيم فى مصر سنة 1994 جمعهما اتفاق مشترك على أن الإجهاض قتل، وهناك قضايا كثيرة جداً ومشتركة فى العمل بين الأزهر الشريف والفاتيكان، ولذلك يحتل هذا اللقاء بين الفاتيكان والأزهر أهمية قصوى خاصة فى الوقت الحالى الذى يعج العالم فيه بالصراعات، وهناك جهات تحاول بكل الطرق أن تجذب الأديان لحالة حرب، والإرهاب حاليا تحاول بعض الجهات أن توحى أنه معضلة دينية ولكنه ليس كذلك بالتأكيد فهو ليس له علاقة بالدين، وبالعكس هو خطط وبرامج مخططة لجهات ومؤسسات ودويلات من أجل عدم الاستقرار والتلاعب بعملية السلام..

تلخيص الرسائل 

هل يمكن جمع الرسائل التى تحملها الزيارة فى عبارات محددة؟

يمكن تلخيص الرسائل التى تحملها الزيارة فى النقاط التاليه:

أولا: دعم صورة مصر فى الخارج، وللأسف هناك حملة تشويه لمصر فى الخارج وشائعات مغرضة بأن هناك حالة عدم استقرار، وأنها غير آمنه وتعاني من صراعات، وبالتالى فأن زيارة قداسة البابا تدحض كل هذه الأقاويل والجهات المغرضة التى تحاول المساس بمصر، خاصة أن إصرار البابا بعد الأحداث الأخيرة على إتمام زيارته هو تأكيد ورسالة واضحة جداً للعالم، أن مصر آمنه وأن الإرهاب قضية عالمية وليست مصرية فقط..

ثانيا: هى تدعيم للعلاقات مع الأزهر الشريف، والانطلاقة الجديدة فى الحوار والعمل المشترك من أجل إظهار الصورة الحقيقية للأديان، ومن أجل البناء والتقارب.. من أجل بناء الجسور، وتقارب الاشخاص والتعايش المشترك أينما وجدت الاديان..

ثالثا: هى رسالة رعوية تفقديه، فبما أن البابا هو راعى الكنيسة الكاثوليكية فى العالم، فهو يأتى بهذه الصفة يتفقد شعبه الكاثوليكى فى مصر، ولذلك فجزء أصيل من الزيارة أن يلتقى مع الكنيسة الكاثوليكية المصرية..

رابعا: رسالة تعضيد ومشاركة ومساندة للكنيسة الأرثوذكسية، نظراً لعلاقات الود والمحبة والصلاة المشتركة ما بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، ولقاء قداسة البابا تواضروس، وتزداد الزيارة أهمية خاصة مع الظروف التى مرت بها الكنيسة الأرثوذكسية فى الفترات الماضية والأحداث الإرهابية التى عانت منها، فقداسة البابا فرنسيس أراد من الزيارة أن يعلن مشاركته وتعضيده ومساندته للكنيسة الأرثوذكسية فى هذه الظروف الخاصة.

خامسا: قداسة البابا أراد أن يدعم مصر فى مواجهة الإرهاب، وبلاشك فأن قداسة البابا يساند الرؤية المصرية لمواجهة الإرهاب..

وهذه هى الرسائل الاساسية للزيارة، لكن بالطبع هناك رسائل تابعة تنبع منها فبالتأكيد سوف يشاهد العالم كله أن مصر آمنه ومستقرة ومستضيفة ومضيافة، وسينعكس هذا بفاعلية على المستوى الدبلوماسى وعلاقات مصر الوطيدة حول العالم، وأيضاً على المستوى السياحى، فأكيد بعد الزيارة سيكون هناك مراجعة فى العالم من موقفه من مصر فيما يخص السياحة، أما وأن البابا يزور مصر بصحبة وفد كبير ويتحركوا بأمان داخل العاصمة المصرية، فسوف يدحض هذا الصورة المغرضة فى الخارج، وهناك ثمار جانبية للزيارة مهمة جداً ستستفيد منها مصر..

بمناسبة ذلك كيف ينظر البابا فرنسيس لشعب مصر؟

قداسة البابا فرنسيس لديه محبة خاصة جداً لمصر والشعب المصرى، وهو ما عبر عنه فى كل المناسبات، ولم يترك مناسبه إلا وعبّر فيها عن محبته لمصر كحضارة وتاريخ وثقافة وطبيعة شعب.

والشعبالمصرىبطبعةمضياف،وهورمزللتعايشالمشترك،وأنهيعتبر – ونأمل أن يكون كذلك – مثالاً فى الشرق الأوسط والعالم كله للتعايش المشترك ما بين الأديان، وكيف يمكن للأديان أن تعيش فى سلام مع بعضها، وهذا يدعم قضية التعايش المشترك..

الرئيس والبابا

كيف ترى علاقة البابا فرنسيس بالرئيس السيسى؟

علاقة طيبة جداً، وهو ما ظهر بقوة فى زيارة فخامة الرئيس إلى حاضرة الفاتيكان واللقاء التاريخى للرئيس فى الفاتيكان مع البابا فرنسيس، والذى تم فى الشهور الأولى لتوليه سدة الرئاسة، والدليل على قوة العلاقة أنه عندما دعا الرئيس السيسى البابا فرنسيس لزيارة مصر، إضافة لتوجيه نفس الدعوة من قداسة البابا تواضروس وفضيلة شيخ الأزهر، تمت تلبية الدعوات، وهذا معناه علاقة وطيدة بين الاشخاص تتخطى البروتوكولات.

قيادة روحية ومعنوية

ما هو وضع الكنيسة الكاثوليكية المصرية فى الفاتيكان؟

الكنيسة الكاثوليكية المصرية جزء حيوى وفعال فى الكنيسة الكاثوليكية فى العالم، وعلى تواصل مستمر وقيادة البابا هى قيادة روحية ومعنوية، والكنيسة الكاثوليكية هى كنيسة وطنية حتى النخاع، وانتماءها الوطنى يزداد صلابة.. وزيارة قداسة البابا تساند وتشجع الكنيسة الكاثوليكية فى العمل بفاعلية وقوة أكثر فى خدمة المجتمع المصرى، وهذا هو الواقع الذى تعيشه الكنيسة الكاثوليكية فى مصر.

إنها خادمة للمجتمع المصرى ،سواء من خلال العمل الصحى، فى المستشفيات والمستوصفات وفى مجال العمل الطبى والتمريض، وفى الخدمات النوعية للمعوقين بكل أنواع الإعاقات، والكنيسة الكاثوليكية سباقة فى هذا المجال.. وأيضاً فيما يخص إعادة تأهيل المسجونين بعد قضاء فترة عقوبتهم، فالكنيسة لديها وفى كل محافظات مصر تقريباً من يعمل ويكرس وقته من أجل مساندة هؤلاء المسجونين، وتأهيلهم، وأيضاً تعضيد أسرهم، لا نهتم فقط بالسجين ولكن ايضاً بأسرته.

أيضاً الكنيسة الكاثوليكية تعطى أهمية قصوى لرعاية الفقراء وتحاول رفع مستواهم المادى والمعنوى، بمساندتهم من خلال تعلم مهارات لصناعات صغيرة، مثل المشروعات الصغيرة، فهى تعطى سلفيات وقروض بدون أرباح لهؤلاء حتى يستطيعوا افتتاح مشروعات صغيرة.

وتهتم الكنيسة أيضا بأن تكون سند للفقراء والمهمشين فى المجتمع، وهذا العمل أخذ فاعلية أكثر خاصة مع البابا فرنسيس لأنه يولي اهتماما خاصا جداً بهذه الفئة من الأشخاص.

أيضاً فأن الكنيسة الكاثوليكية المصرية لها نشاط ثقافى وتعليمى وتنموى كبير فى مصر، فالمكتبات الكاثوليكية من أهم المكتبات فى مصر على المستوى العلمى، مثل مكتبة الأباء الدومينيكان، ومكتبة الأباء الفرنسيسكان، وهى من الرهبانيات الكاثوليكية فى مصر.

وهناك المركز الثقافى الكاثوليكى، وبالطبع المستوى العلمى المتميز للمدارس الكاثوليكية فى مصر، فهى تقدم مادة علمية بالفعل على أعلى المستويات، حتى رجال الدين الكاثوليكى دراساتهم عميقة ولسنوات طويلة وهناك تخصصات ماجستير ودكتوراه، فالكنيسة الكاثوليكية تعمل بجهد وتعطى مساحة كبيرة للقضية الثقافية والتعليمية، وهى خادمة للمجتمع المصرى كله بدون تمييز..

تواصل مستمر

لقداسة البابا فرنسيس لقاءات متعددة مع قداسة البابا تواضروس.. كيف ترى العلاقة بين الرجلين والكنيستين؟

العلاقة ودودة جداً.. هناك صلة محبة وانسجام رائعة بين الشخصين والكنيستين.. نغمة انسجامية رائعة خاصة فى الأوقات الأخيرة، وخاصة أن السمات الشخصية متقاربة، فهناك الطيبة والتواضع والروحانية، والرغبة فى التقارب، وحسب معلوماتى هناك تواصل مستمر بينهما سواء تليفونى أو كتابى أو بالصلاة، واعتقد أنها من أجمل الفترات التى تسعد بها العلاقات، بالطبع العلاقات بين الكنيستين بناء على مسيرة سابقة، ولكن هما فى الواقع بكلاهما يكمل بشدة فى هذا الاتجاه.

حوار ووحدة

هل هذا يعنى تحقيق ما يأمل فيه كثير من المسيحيين حول العالم أن تكون الزيارة بداية لمزيد من الوحدة بين الكنيستين، وهو الحلم الذى طال انتظاره لقرون؟

لا شك أن الطفرة التى حدثت فى العلاقه بين الكنيستين كبيرة، ونأمل ونواصل  الصلاة من أجل وحدة الكنيسة..

هل هناك حوارات بين الكنيستين لتحقيق مزيد من الوحدة فى قضايا معينة؟

بالطبع على المستوى اللاهوتى، كل كنيسة لديها اللجنة التى تعمل فى هذا الاتجاه واللقاءات دورية بينهما، وهناك خطوات كبيرة تم انجازها إضافة إلى رباط الصلاة، واللقاء نفسه يأتى لكسر حواجز وبناء جسور.

البابا التقى مع فضيلة الامام الأكبر والقى كلمة فى مؤتمر السلام.. ما هى أخر تطورات الحوار بين الأزهر والكنيسة؟

اعتقد طبقاً لما لمسته شخصياً، وأنا عضو فى لجنة الحوار ما بين الأزهر والفاتيكان، أن هناك رغبة شديد جداً وتمسك من الطرفين بالحوار، وحاليا الرغبة هى أن يأخذ الحوار خطوة عملية ويلمس الواقع ويصل لعامة الشعب، وأعتقد أن هذا قفزة وخطوة جديدة للحوار لها أهميتها خاصة فى الوقت الحالى.

أضف تعليق

إعلان آراك 2