نادية صبره تكتب: لقاء خامنئي بوفد الحوثيين وسقوط ورقة التوت الأخيرة

نادية صبره تكتب: لقاء خامنئي بوفد الحوثيين وسقوط ورقة التوت الأخيرةنادية صبره تكتب: لقاء خامنئي بوفد الحوثيين وسقوط ورقة التوت الأخيرة

*سلايد رئيسى18-8-2019 | 18:34

خلال اليومين الماضيين قام وفد من جماعة الحوثيين بزيارة رسمية إلى إيران وإلتقوا خلالها كل القيادات الإيرانية وعلى رأسهم المرشد الأعلى (علي خامنئي) وقد سجل زعيمهم (عبد الملك الحوثي) رسالة أذاعتها قناة الجزيرة الإرهابية أكد فيها أن الزيارة تمهيد لعودة العلاقات الرسمية والدبلوماسية مع إيران بل وقام بتعيين سفيراً لهم في إيران!

العلاقة الوثيقة بين إيران وجماعة الحوثي في اليمن لم تكن تخطئها عين ولا يكذبها عقل.. ولكن الإنكار الشديد لهذه العلاقة طيلة السنوات الأربع الماضية من كلا الطرفين وخاصة الحوثيين الذين كانوا يذهبون للقاء القادة الإيرانيين في طهران سراً أو في مكان مُحايد كجنوب لبنان ثم يعودون مبتسمين ساخرين من كل الأنباء التي تتردد عن تلقيهم الأوامر من إيران أو أنهم أحد أذرعتها في المنطقة!! ثم فجأة وليست بمفاجأة بالطبع يحدث تغيير تكتيكي جديد بقرار كلاً من إيران والحوثيين بإخراج هذه العلاقة إلى العلن ليسقطوا بذلك ورقة التوت الأخيرة لإنكشاف ما هو مستور من أمر مفضوح أصلاً للجميع فالعلاقة معروفة حتى ولو لم تكن معلنة في شكل لقاءات رسمية ولكن ما حدث هو اعتراف علني بتبعية الحوثين للنظام الإيراني، لكن لو حاولنا البحث في أسباب المُجاهرة بهذه العلاقة سنجد أن كلا الطرفان له أسبابه المختلفة:

إيران مثلاً تريد التغطية على المشاكل الداخلية لديها باختراع وهماً اسمه (أم الحروب) للهروب من الاقتصاد الإيراني المتدهور ولهذا حظيت زيارة الوفد الحوثي بتغطية خاصة واحتفى بها الإعلام الإيراني بشكل لم يسبق له مثيل خاصة الصحف القريبة من الحرس الثوري مثل صحيفة "جوان ووكالة أنباء فارس" وتم التهويل من انتصار الحوثي وأحداث عدن الأخيرة لتبعث برسالة إلى الداخل: إذا كان الاقتصاد سيء فلدينا انتصارات في الخارج!! ولو أن بالطبع مهما فعل "الولي الفقيه" في اليمن فلن يستفيد الشعب الإيراني الذي تتحطم آماله يوماً بعد يوم ولا يستفيد شيئاً مما يحدث في اليم،ن خاصة وأن الغضب يزداد من صرف المليارات على المليشيات رغم حالة المعاناة التي يعيشها الشعب الإيراني وارتفاع نسب البطالة.

واعتقد أن إيران أيضاً باتت تعقد آمالاً كبيرة على الحوثين الذي ينفذون الخطط بمهارة ومع زيادة الخلاف اليمني – اليمني، وترهل الأمم المتحدة وضعف دورها في كل الأزمات سوف يزداد النفوذ الإيراني في اليمن، ويتمدد باستخدام أداة الحوثين الذين لا يقعون تحت ضغوط دولية مثلما يعاني حزب الله بعد تصنيفه كمنظمة إرهابية.

أما بالنسبة للحوثين فلديهم العديد من الأسباب لإعلان العلاقة مع إيران فهم يتكئون على الحليف الإيراني في كل شيء.. يتلقون منه التسليح والصواريخ الباليستية والدعم الإعلامي، ويتلقون التدريب العسكري على يد ميليشيات حزب الله اللبناني كما تقدم لهم إيران أيضاً النفط لإستهلاكه وبيعه أيضاً، دعم مادي يقدر بـ 20 مليون دولار سنوياً! بالإضافة إلى تقديمهم للغرب كرقم لا غنى عنه في معادلة حل الأزمة اليمنية. وقد اجتمع وفد الحوثيين بمقر الخارجية الإيرانية بسفراء كلاً من بريطانياً وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وناقشوا الحل السياسي ونقلوا رواياتهم عما يحدث في اليمن!!

والسؤال الآن ماذا سنفعل نحن العرب لاستعادة اليمن من براثن الحوثين وإيران وتسليمه للشعب اليمني؟ يجب أن نتصارح مع أنفسنا.. ما الذي أدى إلى هذا الخلاف اليمني - اليمني؟ هل هناك أشخاص لا يرضى عنهم الشعب اليمني تقاعسوا عن واجباتهم؟.. فليتم استبدالهم بآخرين فالشرعية ليست أشخاص، ولكن الشرعية مؤسسات لذا يجب خلق شرعية يمنية جديدة بوجوه مختلفة تقوم بتحقيق الأمن داخل اليمن وتنمية الناس.

يجب وضع استراتيجية جديدة تتماشى مع ما يحدث دولياً.. وهذا ليس عيباً فعقارب الساعة تسير للأمام ولا تعود مجدداً للخلف. إن اليمن يحتاج إلى قيادة موحدة وليس فرق متعددة، يحتاج إلى موقف موحد للشعب اليمني وليس ميليشيا في كل مكان. بدون ذلك فإن إيران سوف تستولي على كل شبر في اليمن الشقيق.

أضف تعليق

المنتدى الحضري العالمي شهادة دولية للدولة المصرية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا
إعلان آراك 2