جمال رائف يكتب: السيادي يُدخل السودان نفق الخوف لمدة 48 ساعة !

جمال رائف يكتب: السيادي يُدخل السودان نفق الخوف لمدة 48 ساعة !جمال رائف يكتب: السيادي يُدخل السودان نفق الخوف لمدة 48 ساعة !

* عاجل19-8-2019 | 19:59

مع دقات عقارب الساعات القادمة تخفق قلوب السودانيين بشدة، وذلك بعد أن طالبت قوي الحرية والتغيير مهلة زمنية لإعادة النظر في الأسماء الخمسة التي طرحتها لتشكيل المجلس السيادي والذي كان من المقرر تشكيله قبل تلك المدة وفق للإعلان الدستوري الذي وقعته الأطراف السودانية قبل يومين. وتشكيل المجلس السيادي كان ولا يزال هو العقبة الحقيقية أمام سريان العملية السياسية في مجراها الصحيح، ورغم أن الوثيقة الدستورية حسمت الخلاف الذي نشب بين قوي الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي، ووضعت تشكيل يتضمن خمسة أعضاء من كل جانب بالإضافة إلي شخصية تحظي بتوافق، إلا أن قوي الحرية والتغيير لم تستطع حتي الآن حسم أختيارها بعد أن سحبت القائمة الأولية المقدمة وطلبت مهلة 48 ساعة يتوقف معها أنفاس السودانيين خاصة أن هذا التأخير سيتبعه تأخر في الجدول الزمني الموضوع لتشكيل الحكومة والمجلس التشريعي. البحث عن المحاصصة السياسة، والمصالح الضيقة، داخل قوي الحرية والتغيير قد يودي بالاتفاق إلي مصير مجهول خاصة أن السودان يحارب الوقت ويصارع ظروف إقتصادية صعبة وبالتالي نحن أمام احتمالات من ضمنها فشل القوي الثورية في الاتفاق علي خمسة اسماء يمثلونها داخل المجلس السيادي، وهو الأمر الذي سيبقى علي السودان محصورة داخل نفق الخوف، أما الاحتمال الآخر فهو أن تمر الساعات القادمة بسلام وهو ما نأمله ونتمناه من خلال إتفاق مختلف العناصر المكونة لقوي الحرية والتغيير علي الأسماء الخمسة ليعبر السودان النفق الضيق بأمان خاصة أن هناك توافق علي اسم رئيس الحكومة الانتقالية وهو عبد الله حمدوك والذي سيتولي المهم التنفيذية وفق ما نصت عليه الوثيقة الدستورية والتي تتجه بالسودان إلي دولة برلمانية تمنح لرئيس الوزراء الصلاحيات التنفيذية. السودان ينتظره تحديات يدركها الشعب السوداني وفي مقدمتها التحدي الاقتصادي، وهو الأصعب، والنجاح في اجتياز الأزمة الاقتصادية سيمكن المجلس السيادي والحكومة الانتقالية من استكمال فتراتهما بشكل أيسر وربما هذا ما دفع مختلف الأطراف للاتفاق علي أسم رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك وهو شخصية اقتصادية لها باع طويل في هذا المجال. ويأتى التحدي الثاني المتعلق بإرساء الأمن والسلام الداخلي، وقد نظمت الوثيقة الدستورية هذا الأمر حيث شملت علي بنود تعيد ترتيب المنظومة الأمنية بما يمكنها فرض الأمن والاستقرار. وهناك تحديات أخري متعلقة بتأهيل الحياة الحزبية خلال الفترة الانتقالية استعداد للانتخابات الرئاسية وأيضا التشريعية، هذا بجانب التحديات الخارجية مثل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وبناء سياسية خارجية تخدم مصالح الشعب السوداني وتحقق تطلعاته. الوقت يداهم أشقاء النيل، ولكننا علي يقين من قدرتهم علي الخروج بالسودان من نفقها المظلم إلي ساحة النور والأمل ليكتمل الفرح السوداني .

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2