إسماعيل منتصر يكتب: «خواطر حرة جدًا»: لا تنسوا مذبحة رابعة!

إسماعيل منتصر يكتب: «خواطر حرة جدًا»: لا تنسوا مذبحة رابعة!إسماعيل منتصر يكتب: «خواطر حرة جدًا»: لا تنسوا مذبحة رابعة!

* عاجل21-8-2019 | 16:34

قبل أيام احتفلت جماعة الإخوان بالذكرى السنوية السادسة لفض اعتصام رابعة.. الاحتفال جاء كالمعتاد بطريقة الإخوان المألوفة.. صراخ ونحيب وعويل ولطم خدود وشق جيوب.. ثم سلسلة من الأكاذيب المفضوحة. الاعتصام السلمى.. أكبر مجزرة عرفتها البشرية.. وحشية العسكر.. سقوط الشهداء بالآلاف.. اقتحام المساجد وإشعال النيران فيها وحرق المصاحف.. وغيرها من الأكاذيب التى يحاول بها الإخوان كسب تعاطف المصريين.. وإسقاط النظام المصرى.. وكسب تأييد الرأى العام العالمى.. ماذا حدث بالضبط صباح يوم الأربعاء الموافق 14 أغسطس من عام 2013؟

هل كان الاعتصام سلميًا كما يشيع الإخوان؟

الحقيقة أنه لا كان اعتصامًا ولا كان سلميًا.. فالاعتصام لا يكون بمحاصرة منازل السكان المطلة على الميدان ومنعهم من الخروج والدخول واقتحام البيوت أحيانا بحجة أن السيدات المعتصمات يبحثن عن دورة مياه! والاعتصام لا يكون بإقامة المتاريس وتفتيش المارة.. أما مسألة السلمية فهى من أسخف نكت الإخوان!.. كيف تكون سلمية وقد أكدت لجنة تقصى الحقائق التى شكلت بعد أحداث فض رابعة.. أكدت أن أول المصابين هو النقيب محمد حمدى الذى أصيب بطلق نارى فى ذراعه الأيسر أثناء وجوده فى شارع الطيران القريب من ميدان رابعة العدوية وذلك فى تمام الساعة السادسة وخمس وأربعين دقيقة من صباح يوم 14 أغسطس، كما كان أول قتيل أيضا هو الملازم أول محمد جودة الذى أصيب بطلق نارى فى الوجه وذلك فى تمام الساعة السابعة وخمس دقائق. ثم أن تقرير اللجنة أكد وجود أسلحة نارية وأسلحة بيضاء ومفرقعات وزجاجات مولوتوف داخل خيام المعتصمين. روى لى صديق أثق فى صدقه أنه كان يسير فى أحد الشوارع الجانبية المحيطة بميدان رابعة بسيارته.. وقال إنه كان يسير ببطء لأن " تروسيكل" محمل بالثلج كان يسير أمامه ثم حدث أن انقلب التروسيكل فجأة فانزلقت ألواح الثلج على الأرض ومن تحتها مجموعة من البنادق راح سائق التروسيكل يلمها بسرعة وسط دهشة المارة وذهولهم! وأما مسألة أن رابعة هى أكبر مجزرة عرفتها البشرية.. فهى أيضا من نكات الإخوان السخيفة، أولًا لأن المجزرة الأكبر حدثت فى الصين فى الميدان السماوي عندما قامت أجهزة الأمن الصينية باقتحام الميدان لإخلائه من الطلبة المعتصمين فسقط أكثر من 10 آلاف قتيل طبقا للوثائق البريطانية. أما ضحايا فض رابعة فقد وصل عددهم إلى 2200 قتيل طبقا لرواية قناة الجزيرة.. وعندما أدرك الإخوان أنها " واسعة شوية يا خواجة" عادوا فقالوا أن الضحايا بلغ عددهم 850 قتيلا.. والحقيقة أن لجنة تقصى الحقائق أكدت أن أعداد الضحايا يوم فض اعتصام رابعة كان 8 قتلى و156 مصابًا من جانب الشرطة و607 قتلى و1492 مصابًا من جانب المعتصمين.. مع الوضع فى الاعتبار أن الإخوان قاموا بنقل جثث من أماكن أخرى كميدان النهضة والدقى والنزهة إلى منطقة رابعة لزيادة " الحصيلة"! كان اعتصام رابعة أبعد ما يكون عن السلمية.. وكان هدفه الوحيد هو عودة الإخوان إلى مقعد الحكم.. وأنقل للقارئ الحوار الذى دار بين محمد مرسى والفريق السيسي عقب انتهاء مهلة الثمانية وأربعين ساعة التى منحها الجيش للرئيس المعزول فى أعقاب ثورة 30 يونيو. الحوار انفردت بنشره جريدة الوطن أيامها نقلا عن شخصية عسكرية حضرت لقاء وزير الدفاع والرئيس المعزول.. وأظن أن الحوار يكشف بوضوح حقيقة اعتصام رابعة وحقيقة الإخوان. بدأ الحوار بسؤال من محمد مرسى.. " هو الجيش موقفه إيه.. حايقف يتفرج مش حايحمى الشرعية".. ويرد الفريق السيسى.. " شرعية إيه.. الجيش بيحمى إرادة الشعب.. وإرادة الشعب بتقول حسب تقارير موثقة.. المصريين مش عايزينك".. ويقول مرسى.." أنصارى كثيرين ولن يسكتوا".. ويرد السيسى قائلا: " الجيش لن يسمح لأى حد بتخريب البلد".. ويتساءل مرسى.." ولو أنا مش عايز أمشى؟".. فيرد السيسى:" الموضوع لم يعد بمزاجك.. حاول تمشى بكرامة واطلب من أنصارك الرجوع إلى منازلهم وحقن الدماء".. ويعود مرسى للهجوم مرة أخرى فيقول: " كده يبقى انقلاب عسكرى وأمريكا مش حاتسيبكم".. ويرد السيسى: " احنا يهمنا الشعب مش أمريكا.. وطالما بتتكلم كده حاكلمك على المكشوف.. احنا عندنا أدلة موثقة تدينك وتدين العديد من قيادات الحكومة.. والقضاء حايقول كلمته وحتتحاكموا أمام الشعب كله".. ويبدو على وجه مرسى اليأس وهو يقول: " ممكن تسيبونى أعمل شوية اتصالات وبعدين أقرر حاعمل إيه؟".. ويرد السيسى بحزم وحسم.." مش مسموحلك.. لكن ممكن نخليك تطمن على أهلك". ويتساءل مرسى:" هو أنا محبوس ولا إيه؟" ويرد السيسى:" أنت تحت الإقامة الجبرية من دلوقتى".. ويعود لمرسى عناده فيقول:" الإخوان مش حايسكتوا لو تركت الحكم.. حايولعوا الدنيا".. ومرة أخرى يرد السيسى بحزم وحسم:" خليهم يجربوا وحاتشوف رد الجيش.. اللى عايز يعيش منهم باحترام أهلا وسهلا.. نحن لا نقصى أحد.. والإخوان جزء من الشعب.. ولا تحاول أن تجعل منهم وقودًا لحربكم القذرة.. ولو بتحبهم بجد خليهم يروحوا بيوتهم".. ويرد مرسى بعناد:" عموما أنا مش حامشى والناس بره معايا وأنصارى لن يسكتوا.. وياريت تفتكر إنى أنا اللى عينتك وزير دفاع وممكن أشيلك".. ويرد السيسى:" أنا أصبحت وزير دفاع برغبة الجيش كله وليس بمزاجك ثم إنك لا تستطيع إقالتى.. أنت خلاص لم يعد لديك أى شرعية".. ومرة أخرى تتسلل ملامح اليأس إلى وجه محمد مرسى ويقول:" لو وافقت أمشى ممكن تسيبونى أسافر بره وتوعدونى أنكم مش حاتسجنونى؟".. ويرد السيسى:" مقدرش أوعدك.. العدالة هى اللى حاتقول كلمتها"..

 ويرد مرسى بعناد: " طالما كده أنا مش حامشى وحنحولها لحرب.. وشوف مين حاينتصر فى الآخر"..

ويرد السيسى بثقة:" الشعب طبعا هو اللى حاينتصر.. وأنت من دلوقتى تحت الإقامة الجبرية". انتهى الحوار الذى نستطيع من كلماته استخلاص الكثير من المعانى والحقائق.. أول هذه الحقائق أن مرسى لم يكن بطلا ولا صامدًا ولا متمسكًا بالشرعية كما يزعم الإخوان.. بدليل أنه كان على استعداد للتخلى عن الحكم إذا تركوه يهرب إلى الخارج.. ومن هذه الحقائق أيضا أن مرسى لم يكن يعتبر نفسه رئيسا للمصريين ولكنه كان يعرف أنه رئيس الإخوان فقط.. أنصارى لن يسكتوا.. الإخوان حايولعوا الدنيا (!!!) الحقيقة أيضا أنه كان غير قادر كرئيس على اتخاذ أى قرار بنفسه والدليل أنه طلب الإذن لعمل اتصالات تليفونية.. من المؤكد أنه كان سيجريها مع المرشد العام وباقى قيادات الجماعة. فى نفس الوقت كان واضحا أن الإخوان يعتمدون على الأمريكان.. ولم يكن ذلك ممكنا إلا إذا كان الإخوان قد قدموا تنازلات هائلة للإدارة الأمريكية وأبدوا استعدادهم لتنفيذ مخططاتهم فى المنطقة.

الحقيقة أيضا أن الحوار يثبت أن الرئيس السيسى والجيش كله لم يكن فى مخططهم تحويل الإخوان إلى أعداء.. وإنما الإخوان هم الذين اختاروا ذلك.. " الإخوان جزء من الشعب.. ونحن لم نقص أحد.. أهلا وسهلا بكل الذى يعيش بيننا باحترام". أما أهم ما يمكن استنتاجه من الحوار فهو أن الإخوان لا يهمهم إلا حكم مصر.. وليس لهم هدف إلا مقعد الحكم.. غير أن الأهم من ذلك كله أن الحوار أكد أن الإخوان كانوا يخططون لاستخدام العنف وإلا لم يهدد مرسى بأن إخوانه وأنصاره.. "حاويلعوا الدنيا"! وبالطبع يتجاهل الإخوان هذا الحوار ويتجاهلون كل الحقائق المتعلقة بعملية فض اعتصام رابعة.. أما السؤال الذى لا يستطيع الإخوان الإجابة عليه فهو: لماذا لم يقتل أو يصاب قيادى واحد من جماعة الإخوان خلال فض اعتصام رابعة؟!.. أين ذهب الصناديد والأبطال الذين كانوا يقفون على منصة رابعة للتحريض ضد المصريين؟!.. ولماذا هرب هؤلاء الصناديد والأبطال كالجرذان متخفين فى ملابس النساء وتركوا الشباب والشيوخ والنساء والأطفال ليواجهوا وحدهم أجهزة الأمن؟! اتصلت سيدة بمذيع إخوانى وسألته: لماذا لم يقتل أو يصاب قيادى واحد من الإخوان أثناء فض اعتصام رابعة؟ ويرد المذيع الإخوانى بوقاحة: كيف وقد استشهدت أسماء بنت المجاهد محمد البلتاجى؟.. يا كذاب يا مضلل.. وهل كانت أسماء البلتاجى من قيادات الإخوان؟! ولا يتوقف الإخوان عن الكذب.. فهى وسيلتهم الوحيدة لتحقيق أهدافهم.. والحقيقة أن الإخوان لايعرفون الحياء وهم يكذبون.. سمعت متصلًا يقول إنه كان من بين المعتصمين فى رابعة وأنه شاهد مدرعة للجيش تهاجم المعتصمين وتلقى عليهم قنابل الدخان.. ثم حدث أنها تعطلت فنزل منها ضابط وبعض الجنود.. وراحوا يسعلون بسبب الدخان فاندفع نحوهم المعتصمين لإنقاذهم بالمياه الباردة والمياه الغازية (!!!) ... ومن أجل ذلك كله لا يجب على المصريين أن ينسوا ما يزعم الإخوان أنه مذبحة رابعة.. فلم يكن هذا الاعتصام ولم تكن عملية فضه، إلا نموذج مجسد لكذب الإخوان وخيانتهم.. وحقيقتهم!

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2