السفير محمد حجازى: هذه مكاسب مصر من مشاركة الرئيس السيسى فى قمة مجموعة السبع «G7»

السفير محمد حجازى: هذه مكاسب مصر من مشاركة الرئيس السيسى فى قمة مجموعة السبع «G7»السفير محمد حجازى: هذه مكاسب مصر من مشاركة الرئيس السيسى فى قمة مجموعة السبع «G7»

حوار27-8-2019 | 19:47

كتب: على طه وجهاد السعيد
فى تصريحات خاصة لـ "دار المعارف" قال مساعد وزير الخارجية السابق، السفير محمد حجازى، إن اللقاءات الثنائية التى أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى ختام مشاركته الهامة فى قمة مجموعة السبع الـ"7G" الصناعية، جاءت لتعكس أهمية المشاركة فى مثل هذه المنتديات الدولية، واللقاء مع قادة الدول صاحبة القرار السياسى والاقتصادى والاستراتيجى والأمنى على المستوى الدولى.
صورة مصر
وأكد السفير حجازى أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى، أتاحت لمصر تقديم صورتها كاقتصاد جاد وواعد وجاذب للاستثمار تتبنى برنامج إصلاح اقتصادى هام ومتطور وصعب، لكنه حقق نجاح تستحق مصر معه اهتمام العالم بوصفها واحدة من أهم الأسواق الصاعدة، ولكن مشاركة مجموعة الدول الـ 7 الكبرى والتشاور مع قادتها حول القضايا والموضوعات التى تهم المنطقة، حتما كانت أحد المكاسب الرئيسية لهذه المشاركة الهامة، فالرئيس عبد الفتاح السيسى خلال لقاءه بنظيره الأمريكى "ترامب" ثمّن معا العلاقات الاستراتيجية المصرية الأمريكية وأكد الرئيس الأمريكى تقديره البالغ للجهد المبذول من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة وما يقوم به من عمل سياسى جاد يُسهم فى تسوية القضايا وتحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط.
أمريكا وقضايا المنطقة
وأكد حجازى على أن هذا اللقاء كان فرصة لبحث العلاقات الثنائية ومناقشة قضايا المنطقة خاصة القضية الفلسطينية التى يسعى الرئيس عبد الفتاح السيسى أن يكون الطرح السياسى الأمريكى بعد أن تقدمت الولايات المتحدة الأمريكية بطرحها الاقتصادى فى مؤتمر البحرين، حول الرؤية الاقتصادية أو ما يسمى المبادرة الأمريكية لصفقة القرن، ولكن فيما يخص الشق السياسى يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على أنه لابد أن يتسق مع الشرعية الدولية، ويتفق مع الصالح الوطنى الفلسطينى فى إقامة دولة فلسطينية تقوم جنبا إلى جنب مع اسرائيل بما يتوافق مع مبادىء الشرعية الدولية التى تم ارسائها عبر السنين يمكن أن تكون بقرارات فردية والخروج عن هذه القرارات بالتالى موقف مصر سيتحدد بما ستطرحه الولايات المتحدة الأمريكية فإذا التزمت بحل الدولتين ستجد الدعم والمساندة أما إذا حدث غير ذلك فرأى مصر معروف، وعبّر الرئيس عبد الفتاح السيسى عن رأيه فى القضية الفلسطينية بوضوح من خلال مؤتمر الشباب وهو إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وأنه أنه لايعتقد أن هناك من يستطيع أن يضغط على الفلسطينيين لقبول بحلول لا تتفق مع الشرعية الدولية.
 القادة الأوربيين
والنقطة الثانية – والكلام للسفير حجازى - أن لقاءات الرئيس بباقى القادة الأوربيين كانت نوعية فلقاء سيادته بالمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" هو تأكيد على عمق العلاقات المصرية الألمانية وما حققته من انجازات منذ عام 2015 لدى الزيارة الأولى للرئيس عبد لافتاح السيسى فى شهر يوينو من نفس العام، وما تم خلالها من توقيع اتفاقيات بقيمة " 8 مليار يورو" وثلاث محطات توليد كهرباء هم الأكبر فى العالم لإضافة 14.5 ألف ميجا/ وات، للشبكة القومية الموحدة أى نصف ما يتم انتاجه، وبالتالى أسفرت هذه الزيارة على علاقات وطيدة تمت رعايتها على مدار السنوات الأربع الماضية، وها نحن نشهد قدر من التنسيق والتفاهم بشأن قضايا المنطقة، وبخاصة ليبيا وسوريا واليمن، ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وتتفق وجهتى نظر الرئيس عبد الفتاح السيسى والمستشارة الألماني ميركل، والذى نشأ بينهما نوع من التطابق السياسى الاستراتيجى فى الفهم والتعامل مع كافة القضايا والتحديات ووقفت ألمانيا مساندة لمصر خصوصا فى رؤياها السياسية أو فى توجهاتها الاقتصادية والتنموية، وعملية التحول الاقتصادى التى تمت بالإضافة إلى دعم ومساندة  الصناعات المصرية والدفع باستثمارات ألمانية بشكل متزايد وسط تفاهم استراتيجى فى التعامل مع الملفات والقضايا السياسية والأمنية.
العلاقات المصرية البريطانية
أما فيما يخص اللقاء الأول بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء البريطانى بوروس جونسون بعد توليه منصبه، يعتبر لقاء هام جدا لبحث علاقات لم تحقق خلال السنوات القليلة الفائتة أهدافها خلال السنوات الماضية، بالرغم من أن بريطانيا هى المستثمر الأول فى مصر بما يزيد عن الـ 20 مليار دولار، إلا أن العلاقات السياسية بقيت جامدة لم تحقق أغراضها ولم تحقق الأهداف المرجوة منها بسبب جمود الموقف البريطانى فى التفاعل مع مصر منذ ثورة 30 يونيو.. ولعل هذا اللقاء يذيب الجليد وفهم رئيس الوزراء البريطانى جونسون للتطورات السياسية للمنطقة وأيضا التطورات التى شهدتها مصر هام جدا.
وقال السفير حجازى أنه يظن أن العلاقات المصرية البريطانية قد تكون مؤهلة بعد هذا اللقاء لفتح صفحة جديدة للتفاهم والتفاعل، وإدراك بريطانيا أن مصر معامل استقرار فى المنطقة، يجب الاستماع لوجهات نظرها ويجب احترام التحولات التى تمت منذ ثورة 30 يونيو، وأن هذه الخيارات الشعبية يجب أن تلقى كل التقدير والاحترام فى الخارج، وأن مصر تقدم نفسها كصديق لبريطانيا وكفرصة استثمارية واعدة وركيزة من ركائز الاستقرار فى الشرق الأوسط وأن العمل مع مصر كفيل بدعم استقرار منطقة جنوب المتوسط، وأمن واستقرار الأوروبى، وهو مايجب أن تكون بريطانيا حريصة عليه.
ذلك بالإضافة إلى أن هذه مجرد بداية لبدء فتح علاقات جديدة والتشاور فيما يتعلق بالتعاون المشترك فيما بعد خاصة ما إذا استقر الأمر على خروج بريطانيا من البريكست، والانتهاء من الاجراءات المتبعة أو المرجوة للخروج الآمن لبريطانيا وبعد ذلك يتم التنسيق لكيفية التعامل التجارى والاقتصادى والتنموى مع بريطانيا فى ظل المعطيات الجديدة، بالإضافة إلى اللقاءات مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالى وهذه اللقاءات هامة تتعلق بملف الاستثمارات والتعاون الثنائى ولكن تخص ملفات تسوية النزاعات فى المنطقة خاصة فى ليبيا والتى تتشارك مصر وفرنسا وإيطاليا فى محاولة البحث عن حلول ولعل البيان المشترك السداسى الذى صدر من مصر والإمارات وإيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة بريطانيا ، وهناك أيضا الولايات المتحدة التى وقعت على هذا البيان، الذى صدر فى يوليو الماضى، وهو بيان هام جدا ويعبر عن وجهات نظر المجتمع الدولى وخاصة الدول الفاعلة بشأن ليبيا للدعوة لتحقيق الاستقرار والتفاهم الليبى بعيدا عن الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية التى لا يجب بقاءها ولا يجب أن تعمل أى جهة أو طرف فى التعامل معهم أو تمكينها من السيطرة على مقدرات الشعب الليبى وثرواته.
الحل الليبى
وأكد السفير على أنه من المهم أن يكون الحل الليبى ليبيا، ولعل الدور المصرى فى استقبال ودعم البرلمان الليبى والبرلمانيين لاتخاذ القرار والتشاور فيما بينهم، من أهم المحافل والمنتديات والآليات التى تستضيفها مصر.
 خلافا لذلك إن القمة فى مجملها أتاحت لمصر التحدث فى قضايا وهموم القارة بحكم رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى فتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى عن دور المرأة والشباب وأهمية تمكينهما، وتحدث أيضا عن الفجوة الرقمية وأهميتها فى تحقيق التنمية المستدامة، فالتحول الرقمى هو أحد المداخل لتحقيق التنمية ولا يجب أن تكون الفجوة بين الدول الصناعية الكبرى ممثلة فى مجموعة السبعة، ودول أفريقيا والعالم الثالث على هذا النحو.
هموم وقضايا القارة
وبالتالى فالمشاركة طرحت هموم وقضايا القارة ومساعيها للحصول على تنازلات من الدول الكبرى تسمح بإقامة نظام اقتصادى عالمى يتيح لأفريقيا النمو وهو ما يمهد لعملية الاستقرار الآمن والاستثمار فى بلدان القارة المختلفة مما يتيح للشباب فرصة الإقامة والعمل فى بلاده بدلا من البحث عن فرص هجرة غير شرعية.
 وأعتقد أن الأمر أيضا متصل بالإرهاب فأحد مواجهات الإرهاب هو اتاحة فرصة تنموية للشباب للابتعاد عن الأفكار الراديكالية والهدامة أو الإنضمام للجماعات المتطرفة والإرهابية بسبب ضيق المعيشة وعدم وجود فرصة للعمل.
والشباب
وبالتالى عندما تدعو مصر للحلول الشاملة لمواجهة الهجرة غير الشرعية أو الإرهاب فإنها تدعو للتنمية وتدعو لتمكين الشباب وإتاحة فرص للهجرة الشرعية وتبنى التشريعات أيضا سيكون هاما كى لا تنفذ الجماعات والأنشطة الإرهابية من خلال عدم وجود فرص للشباب وعدم اتاحة أدوات للستثمار والتمويل ومن المهم أيضا التأكيد على ضرورة تسوية النزاعات المسلحة.
التشاور
وفى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى المنتدى المشترك الأفريقى مع مجموعة السبعة كان حديثه واضحا وصريحا أنه على المجتمع الدولى والدول الكبرى من خلال مساعيها لتحقيق التسوية فى مناطق العالم المختلفة أو مناطق القارة الأفريقية أو الشرق الأوسط هو اتاحة الفرصة للدول الفاعلة فى المنطقة للتشاور مع تلك الدول حول أُسس تلك الحلول حتى لا تأتى حلول تحقق مصاحب لأطراف دون أخرى حتى يكون الحل شاملا.
أهداف الزيارة
كما أكد السفير حجازى على أن المشاركة فى مجموعة السبعة مشاركة هامة جدا وتاريخية حقق من خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسى أهداف الزيارة سواء فى ما يخص طرح هموم وتحديات القارة الأفريقية وطرح فرص الاستثمار والتنمية والعلاقات الثنائية فيما يخص مصر، و مشاركة قادة دول العالم وإبداء وجهات النظر التى تخص مصالح المنطقة وما يخص قضايا السلم وتسوية النزاعات، وبالتأكيد كانت العلاقات الثنائية ركناً هاما من اللقاءات التى عقدها الرئيس مع قادة مجموعة الدول الصناعية السبع المشاركة وهو ما سوف يفتح أفاقاً لتعاون ثنائى ومزيد من التفاهم حول قضايا ونزاعات المنطقة وتأمين دعم ومساندة دولية لما يخص مصر والمنطقة العربية وقارتها وقضاياها وهمومها ومساعدتها فى التحديات التى تواجها تنمويا واستراتيجيا واقتصاديا.
[caption id="attachment_181531" align="aligncenter" width="456"] السفير محمد حجازي[/caption]
أضف تعليق