لطالما تصرخ المرأة التركية و لكن دون جدوى، تحاول مراراً و تكراراً المطالبة بحقوقها و حريتها ، و لكن لا حياة لمن تنادي، تعاني المرأة التركية من اضطهاد ممنهج داخل تركيا ،فحسب التقارير الدولية تشير إلى أن الكثير من النساء التركيات يتعرضن للتمييز السلبي ،فخلال الثمان سنوات الماضية تم قتل أكثر من ٢٠٠٠ امرأة تركية على يد الرجال وطبقا لدراسة جامعة Kadir Has باسطنبول فإن ٦١٪ من النساء يتعرضن للعنف و ارتفعت النسبة من ٥٣٪ عام ٢٠١٦ إلى ٦١٪ هذا العام وفي ازدياد.
تركيا أصبحت بنسبة لملايين المواطنين الأتراك تمثل سجن كبير مفتوح ،فتحت مسمى قانون الشبهة المعقولة المنافي للدستور يتعرض الكثير من النساء إلى الاعتقال.
وتوضح التقارير الدولية أيضا أن الضغط النفسي والإجتماعي الذي تعاني منه النساء في تركيا اليوم لم يعد في استطاعتهن تحمله مما يدفع البعض للهروب عن طريق الهجرة الغير شرعية نتيجة لمنع السلطات التركية الآلاف من المواطنين من السفر للخارج والغاء العديد من جوازات السفر الخاصة بهم ، و يتعرض الكثير منهن للموت غرقا أثناء محاولات الهروب.
فتركيا التي ظلَّت تنتظر لأكثر من عقد من الزمن لكي تنتمي إلى الأسرة الأوروبية ويستطيع المواطنون فيما ممارسة حقوقهم الديمقراطية والسياسية والإعلامية بكل حرية أصبحت اليوم أكبر سجن للحريات، هذا التردي في الحقوق والحريات وضع تركيا في أدنى مرتبة بالنسبة لحقوق المرأة، فوفقًا لإحصائيات تقرير معهد (GIWPS) فإن تركيا احتلت المرتبة 105 في مجال حقوق المرأة.
ولاتنس مقولة الرئيس التركي أردوغان: “لا يمكنكم المساواة بين الرجل والمرأة، هذا مخالف للفطرة البشرية” مما يعكس عقلية السياسة الحاكمة لتركيا تجاه المرأة، و مؤكدة أن التمكين و الدفاع عن الحقوق ما هو إلا كلام على ورق سوليفان.