قصر الحلمية .. من «مكتب إرشاد الإخوان» إلى «قسم الدرب الأحمر»

كتب: عمرو فاروق

في منتصف 2011، شكل الإخوان لجنة قانونية بهدف حصر ممتلكات الجماعة التي صادرتها الحكومة المصرية على مدار تاريخ التنظيم، وفي مقدمتها مقر "قسم الدرب الأحمر" بالقاهرة المقام في أحد القصور الكبرى بالحلمية الجديدة.

في مارس1937 انتقل المركز العام للإخوان إلى عمارة الأوقاف رقم 5 بميدان العتبة بالقاهرة،  حسبما ذكر حسن البنا في كتابه "مذكرات الدعوة والداعية"، ووفقا لما أكده أحد قيادات التنظيم الخاص، محمود عبدالحليم في كتابه "الإخوان المسلمون .. أحداث صنعت التاريخ".

لكن لم يكن هذا المقر يرضي تطلعات حسن البنا، فلفت انتباهه قصر كبير مغلق بميدان الحلمية الجديدة، كان ملكا لكل من سيد أفندي محمد عثمان، وحسن أفندي عبد الخالق الطحاوي، الذين تركوه ومكثا في محافظة المنوفية.

وعرض حسن البنا عليهما شراء القصر مقابل ثمانية آلاف وخمسمائة جنيه، وبالفعل تم توقيع عقد ابتدائي، دفع خلاله البنا خمسمائة جنيه، و ذلك في 28سبتمبر 1944، ودفع باقي المبلغ على ثلاثة أقساط.

ووفقا لتقرير صدر من المركز العام للإخوان في يونيو 1945 ، تم نشره في مجلة النذير، أشار إلى أن بعض الأقباط المصريين ساهموا في التبرع لشراء القصر مثل الخواجة "فرانكو" الذي تبرع بـ10جنيهات، وهناك من تبرع بـ5جنيهات مثل جرجس بك صالح، وآخر بـ20جنيها مثل مريت بطرس غالى، وهناك من تبرع بـ500مليم مثل أرمنيوس جرجس، ومن تبرع بـ200مليم مثل جبريل مرسال وموريس فاغ وشاكر حزقيال، وبـ100مليم مثل جاب الله كريمة، وولسن يونس واسطاس بك حتى وصل الحرص على التبرع إلى درجة أن هناك من تبرع بـ50مليما مثل توفيق جرجس.

تم نقل عدد من لجان التنظيم الإخواني إلى المقر الجديد للمركز العام، من بينها: قسم السكرتارية العامة، وقسم المناطق والسجلات، والمستوصف الخيري، وقسم الثقافة والمكتبة، وقسم الاتصال بالعالم الإسلامي، وسكرتارية القسم الاقتصادي، ومكتب اللجنة البرلمانية للإخوان وقسم الحسابات والخزينة، وقسم الخدمة الاجتماعية.

بينما بقى بمقر المركز القديم بميدان العتبة، قسم الجوالة والرياضة، وقسم نشر الدعوة بين العمال، وقسم الطلاب، وإدارة المجلة، وقسم معهد حراء الإسلامي للقراءات والتجويد، والقسم الشرعي، وقسم التمثيل.

 وظل مقر "قسم الأخوات"، مكانه في 17شارع سنجر الخازن بالحلمية الجديدة.

وقرر الاخوان افتتاح المقر الجديد لمركزهم العام في 30 أبريل 1945، لكن منع محمود فهمي النقراشي باشا رئيس وزراء مصر  حينها، عقد المؤتمر، فاتجه حسن البنا برجاله وعقدوه داخل جامع الأزهر الشريف بالقاهرة .

ظل قصر الحلمية يمثل مقر المركز العام للإخوان حتى صدور قرار بحل جماعة الإخوان في 8 ديسمبر 1948 ومصادرة ممتلكاتها .

غير أن حسن البنا أقام دعوى قضائية في 13يناير 1949، وهي الدعوى رقم (190) لسنة 3 قضاء إداري، وقد طالب فيها بوقف تنفيذ القرار العسكري رقم (63) لسنة 1948، والأوامر المترتبة عليه.

استمر الوضع كذلك حتى إقالة حكومة إبراهيم عبد الهادي في يوليو 1949، وتشكيل حسين سري الوزارة الجديدة، وقرر الإفرج عن الإخوان، ودخلت الجماعة في سباق إعادة كياناتها إلى الوجود، حتى حصلت على حكم قضائي بعودة الجماعة وممتلكاتهم بما فيها المركز العام في 17سبتمبر1951.

وظل المركز العام للإخوان قائما حتى محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر في حادث المنشية في 26 أكتوبر 1954، فتم حل الجماعة ومصادرة ممتلكاتها لصالح وزارة الداخلية ، وتم تحويل المركز العام للإخوان إلى مقر لـ"قسم الدرب الحمر".