عاطف عبد الغنى يكتب: مهازل «الكومبارس والزومبي»!!

عاطف عبد الغنى يكتب: مهازل «الكومبارس والزومبي»!!عاطف عبد الغنى يكتب: مهازل «الكومبارس والزومبي»!!

*سلايد رئيسى13-9-2019 | 13:32

نظرية الأوانى المستطرقة تفرض وجودها على الأحداث فى المنطقة من الداخل إلى الخارج وبالعكس، على سبيل المثال فهذا الممثل «الكومبارس» الذى شغل وسائل التواصل الشعبوية، ومع افتراض عدم اتصاله المباشر بأى جهة أو جماعة تحارب مصر (وإن كنت أشك فى هذا) لا يجب أن نفصل فقاعة القبح التى صدرت عنه بما يحدث فى المنطقة من أحداث، والدليل أنها صبت مباشرة فى وعاء جماعة الإخوان الإرهابية، وأوعية قطر، وتركيا، وبشكل آخر غير معلن فى إسرائيل، ومع إقرارنا بتفاهة الشخص، وحقارة ما يصدر عنه، إلا أن التفاهة والحقارة مطلوبان - أيضًا - وبشدة لمكايدة المصريين هذا أولا، وثانيا للعب على وتر المشاعر، بعد أن فشلت المخططات المهندسة فكريا فى إسقاط الجيش المصرى، أو الوقيعة بينه وبين باقى أفراد المجتمع من المدنيين، لتأجيج الفتنة، أو على الأقل استبعاد الجيش من معادلة المقاومة للاستفراد بالقطاع المدنى واختراقه، تحت ادعاءات عديدة مكذوبة كانت تتردد قبل وأثناء ثورة يناير، ومازالت أصدؤها فى مسامعنا.

(1)

أتصور أن إعلام الدولة المصرية لم يلتفت أو يتصدى لتخرسات «الكومبارس» حتى لا يمنحه ما يطمع فيه أو يطمح إليه من الذيوع والشهرة والانتشار، وثانيا حتى لا ينزلق معه إلى قاع «صفيحة» الزبالة التى يصدر عنها، ومنها عن غير إدراك للجناية التى يرتكبها فى حق بلده التى يدعى عن عمالة أو جهل أنه يدافع عن مصالحها. قرأت مقالا لأحد الزملاء منشور فى صحيفة عربية يعمل بها، يتهم الزميل فى مقاله إعلام الدولة بصفات سلبية مقابل إسباغ المهنية على الإعلام الإخوانى، إعلام مطر وناصر وزوبع!! وأنا أسأله متى كان «الردح والشرشحة والكذب والتدليس والتزوير» صفات للمهنية يا عزيزى؟! الإخوان وليس غيرهم هم الذين انحطوا بالخطاب الإعلامى إلى الحضيض قبل أن يظهر الكومبارس، ضالتهم، التى استعانوا بها لشحذ الهمم ومواصلة حربهم المقدسة فى تدنيس أشرف ما خلق الله: «الكلمة»، وقد أدى «الكومبارس» الذى لا يبصر قباحاته ولا تشم أنفه ما يثير الاشمئزاز، دور البطولة الذى تمناه وحصد الشهرة التى حلم بها، لكن فى أردأ ظهور لشخصه الحقيقى، ويكفى أنه مارس التحريض ضد جيش بلاده، فى وقت لا يحتمل، وظرف غاية فى الصعوبة.

(2)

.. وما الأوانى المستطرقة التى عنيتها فى هذا المقال، إلا أوعية الحقد والغل والكراهية، إخوانى، وقطرى، وتركى عثمانلى، أو حتى وعاء إسرائيل التى يهمها إلهاء مصر والمصريين فى مشاكلهم ومشاغلهم الداخلية لتواصل تنفيذ مخططاتها المتعلقة بمشروع دولة الخلافة اليهودية، والمخطط يدخل خطواته الأخيرة الآن مدعومًا بقوة – غير مسبوقة – من أوليجاركية الإدارة والرأسمالية المتوحشة التى تحكم العالم من أمريكا، وتحكم أمريكا من فراش زوج ابنة الرئيس، ومستشاره فى شأن الصراع العربى الإسرائيلى، وعراّب صفقة القرن، المدعو جاريد كوشنر وفريقه المعاون من السياسيين معتنقى أفكار الأصولية الإنجيلية الذين يدعمون قيام مملكة اليهود فى فلسطين أكثر من اليهود أنفسهم. .. وحين يعلن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل عن نيته فى ضم منطقة غور الأردن لإسرائيل يلعب، لعبة انتخابية ساذجة (كما يحاول أن يصورها لنا بعض ممن نسميهم النخب العربية).. ويؤكدون أن نتنياهو لجأ إلى هذه اللعبة ليضمن أصوات اليمين الدينى المتطرف (دواعش إسرائيل) فى الانتخابات التى سوف تجرى بعد أيام قليلة. نتنياهو لا يلعب، فقد سبق له إعلان ضم الجولان، وينفذ هو وحزبه وحكومته - التى ينتظر تشكيلها بعد الانتخابات - وكل من يسانده فى إسرائيل من اليسار قبل اليمين، والحمائم قبل الصقور، وفوق كل هؤلاء الإدارة الأمريكية، كل هؤلاء يعملون بقوة – الآن - على تصفية القضية الفلسطينية، وهذا يتطلب اغتصاب مزيد من الأراضى العربية، لطرد عرب فلسطين إليها، وبالطبع هذه الأرض ستكون خارج حدود الوطن القومى اليهودى العنصرى الذى سوف تعلنه على كامل الأراضى الفلسطينية التى تحتلها.

(3)

نعود إلى «الكومبارس» الذى لا يستحق أن نذكر اسمه، وفقاعته التى أغرت حشرات كدنا ننساها، وننسى وجوهها مع غيابها الذى اختفت فيه عن الأنظار، مختبئة فى بالوعات صرف «الخونة» خارج مصر، آخرين على مثال «الكومبارس» وأشباهه، وائل غنيم مثلا، الذى أطل فى كليب «ع السريع» بدا فيه على هيئة مخلوقات الـ «زومبى» لينضم إلى جوقة «الهرتلة» ويدخل فى صراع مع «الكومبارس» محاولا خطف الأضواء منه، فيرد عليه الأخير بفاصل من «الخيار المنقى»، ويفضح كلاهما نفسه وما تحتويه نفس الآخر، وهو شىء ليس بجديد فقد عهدناه من النشطاء الذين استولدهم العمل الاستخباراتى للدبلوماسية الموازية، خلال سنوات ما قبل وبعد هبات الربيع، ومنحتهم مؤسسات التمويل مع الدولارات، حصانة سمحت لهم بالتطاول والصفاقة ضد سلطات الدولة، وقد اختفت هذه النماذج، بعد أن صلبت الدولة عودها الذى كان قد ارتخى بفعل فاعل، لكن بقيت قلة مدعومة بحماية دول غير موقعة على اتفاقيات تسليم المجرمين، وترمى هذه القلة الآن بكل ثقلها لعلها تحصد أية مكاسب، لنفسها ومن تعمل لصالحهم.

(4)

على سبيل المثال عاد ممدوح حمزة يمارس جنون العظمة، ووسواس القهر الذى يتملكه وهو يصارع فشله الدائم فى الحصول على أية مغانم سياسية، أو مناصب قيادية، وعاد خالد أبو النجا يصارع لإجبار الدولة على إقرار الحرية التى تسمح للشواذ بممارسة آمنة لشذوذهم، أما عمرو واكد فلم يتخلى عن حلمه بالعالمية فى عالم التمثيل، وهوليوود التى يسيطر عليها اليهود لن تفتح له ذراعيها، إلا إذا أدى خدمات جليلة للكيان، وقد بدأ بنفسه فى التطبيع، والتطبيل لأكاذيبهم الصهيونية، بوعى على ما أظن، وأصحاب الأسماء السابقة ونظرائهم ممن يسميهم الإخوان العلمانيين، كانوا فيما مضى يناصبونهم العداء، على أساس دينى، وسبحان الله، هم الآن عند الإخوان كما يقول العامة «كحكة بسكر» يغازلونهم بعد جفاء، ويطاردونهم بعد أن طردوهم لما وصلوا للحكم، ويحاولون بشتى الطرق ضمهم إلى جبهتهم لتوسيعها حسب خطة الخداع الدائمة للجماعة التى لا تعرف معنى للوفاء الدائم، وتمارس الخيانة والغدر باعتبارهما قيمة أصيلة، فالحرب خدعة ياشيخ. وحسب نظرية الأوانى المستطرقة يصب مائع «الكومبارس» فى وعاء الإخوان، وهو ليس بعيد عن توجهات أبو النجا، وواكد، ويجد معتز مطر ومحمد ناصر وزوبع فى كليباته إلهاماتهم لصنع مزيد من حلقات «الردح والشتم والشرشحة» الفضائية، وتجد إسرائيل فى المشهد ما يمكن أن يصرف المصريين عن جريمتها فى حق العرب والفلسطينيين، وتجد قوى الغرب الإمبريالية الفرصة لشق صفوف المصريين واستبعاد الجيش الذى أفسد مخططات الغزو بأكوادها الجديدة التى يستعصى على العرب حتى اللحظة فك شفراتها رغم الحديث المتواتر ليلا ونهارا عن حروب الجيل الرابع والخامس.. هى دائرة من العبث الشيطانى نرجو من الله أن تتوقف فنحن لم نعد نحتمل المزيد

أضف تعليق