«طالبان» تقتل الشعب الأفغاني بأوامر قطرية

«طالبان» تقتل الشعب الأفغاني بأوامر قطرية«طالبان» تقتل الشعب الأفغاني بأوامر قطرية

* عاجل15-9-2019 | 19:45

تقرير تكتبه / ناديه صبره

هكذا اتهم المتحدث باسم الحكومة الأفغانية (صديق صديقي) قطر بعد فشل جولة المفاوضات التي استمرت لأكثر من عشر أشهر في الدوحة بين حركة طالبان والولايات المتحدة... ثم ما لبث أن تراجع هذه الإتهامات لأسباب غير معلومة...

هذه المفاوضات كانت تأتي ضمن مجموعة الـ Dirty work التي تقوم بها قطر كبديلاً عن الولايات المتحدة وهو جزء من الدور القطري.

المباحثات توقفت في اللحظات الأخيرة وقبل يوم واحد من توقيع اتفاق السلام والذي كان مقرراً له التاسع من سبتمبر الجاري في "كامب ديفيد" بولاية ماريلاند الأمريكية بسبب حماقة شديدة ارتكبتها حركة طالبان بعدما أعلنت مسؤوليتها عن هجوم استهدف الحي الدبلوماسي في العاصمة الأفغانية كابول أودى بحياة اثنى عشر شخصاً من بينهم جندي أمريكي!

مما أشعل غضب الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" حتى أنه أمر بوقف مباحثات السلام فوراً وإلغاء حفل التوقيع واعتبار أن المفاوضات مع طالبان بالنسبة له قد ماتت...

وقد كشف ترامب في سلسلة تغريدات أنه كان قد وافق على عقد محادثات سلام مع "كبار زعماء" طالبان في مجمع رئاسي بكامب ديفيد لكنه أمر بإلغائها وأن ما تلفته حركة طالبان من ضربات في الأربعة أيام التي تلت إلغاء المباحثات لم تتلقاها في العشر سنوات الماضية..! وأنه على ثقة بأن طالبان أقدمت على هذا الهجوم لتعزيز موقفها في المباحثات وكي تزيد من ثقلها التفاوضي وهو ما لا يمكن قبوله في التعامل مع الولايات المتحدة...

ومن المؤكد أن "طالبان" أقدمت على هذا التفجير بالتنسيق مع الحليفة "قطر" التي لا تستطيع أن تخطو خطوة واحدة بدون استشارتها وقد بات من الصعب تحديد بوصلة السياسة القطرية فمن الواضح أن هناك جهة ما طلبت وقف توقيع اتفاق السلام بأي ثمن.. جهة من مصلحتها استمرار الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط وخاصة أفغانستان وليس من قبيل الصدفة أن هذا اللقاء غير المسبوق كان سيعقد قبل أيام من الذكرى الثامنة عشر لإعتداءات 11 سبتمبر 2001.

هذه الحادثة التي كانت بمثابة حرب أبطالها تسعة عشر عربياً اختطفوا في توقيت واحد أربع طائرات ركاب تحت اشراف سعودي اسمه (أسامة بن لادن) تخرج من مدرسة الجهاد في أفغانستان وخطط معهم لتحويل هذه الطائرات إلى صواريخ نسفت برجي التجارة العالمية في نيويورك وما نهاتن وجرحت الكبرياء الأمريكي بعمق.. هكذا تم تسويق الحادث وكان علينا أن نصدق هذه الرواية بالرغم من أن الأربعة عرب هؤلاء لم يدخلوا أي معاهد تكنولوجيا أو مراكز أبحاث بل وتعلموا قيادة الطائرات بالعافية..!

وأن هذه العملية قد نُفِذَت ببراعة ودقة حسابات وكفاءة أدت إلى اختراق البرجين الشهيرين وتحويلهما إلى تراب وقتل نحو 3000 شخص...

عموماً بالتأكيد السنوات القادمة كافية لفك رموز وشفرات هذا الحادث والحقيقة أن العلاقة بين قطر وطالبان ليست وليدة الشهور الماضية فحسب وإنما العلاقة بينهما ممتدة منذ سنوات سراً وعلانية فقطر هي الحاضنة للحركة منذ سقوط حكومتهم في 2001 وافتتحت مكتب لهم في الدوحة في يونيو 2013 تحت اسم مكتب امارة أفغانستان الإسلامية وهو أول تمثيل دبلوماسي للحركة خارج أفغانستان، بل واستضافت خمسة من قادة الحركة في العام 2015 بعد الافراج عنهم من سجن جوانتناموا من بينهم (محمد فضل) المتهم بسفك دماء الآلاف من الشيعة في أفغانستان في العام 2000 وتم اعتقاله في العام 2002 ولا أستطيع أن اتصور أن هناك دولة محترمة في العالم تفتح مكتب رسمياً لحركة إرهابية كانت وما زالت وستظل تسفك الدماء سوى قطر.. ذلك أن لا فرق بين إرهاب قطر وإرهاب طالبان فعندما كانت التفجيرات تتم في كابول ودماء الأبرياء تسيل كان قادة طالبان الذين أعطوا الأوامر بهذه العملية يتجولون في أسواق الدوحة يتسوقون من المولات ويتباحثون مع المسئولين الأمريكيين والأمميين ويدخلون المساجد بكل أريحية وبالطبع يتم استضافتهم في قناة الجزيرة الإرهابية التي بثت لقاء مطول مع المتحدث بإسم الحركة "محمد سهيل شاهين" وأعادته أكثر من مرة أظهر خلاله الوجه القبيح الحقيقي لطالبان مهدداً بقتل المزيد من الأمريكيين إذا لم تتراجع واشنطن عن قرار وقف المفاوضات كما تحدث فيه عن اللحظات الأخيرة قبل حفل التوقيع وما درا بينهم وبين المبعوث الأمريكي (دلماي خليل زاد) وكيف أنهم اتفقوا على كل التفاصيل حتى أسماء الدعوات التي سترسل ولكنه قال أنهم كانوا يفضلون "الدوحة" كمكان لإقامة الحفل وليس كامب ديفيد!

وقد حاول مذيع الجزيرة باستماتة أن يُجمل صورة طالبان عندما سأل المتحدث بإسم الحركة إن كانوا ينتون فرض الحكم الاسلامي بالقوة كما كانوا يفعلون في الماضي؟.. أم سيتركون القرار للشعب يختار نظام الحكم الذي يريده؟ ليرد عليه بمراوغة ويرمقه بنظرة حادة قائلاً: أنه لا تراجع عن الحكم الاسلامي الذي ضحوا من أجله...

ثم يعيد عليه السؤال بصيغة أخرى فيرد بأن لكل حادث حديث... ورغم تراجع المتحدث باسم الحكومة الأفغانية عن الهجوم العنيف على قطر وتحميلها مسئولية تدهور الأوضاع واستمرار العنف وتدخلها في شئون أفغانستان واستقواء طالبان بها...

إلا أنه لم يتراجع عن وصف المفاوضات بأنها لم تكن أكثر من شهر عسل بين طالبان والولايات المتحدة ما لبث أن انقضى وأن الشعب الافغاني لن يرضى بسلام غامض.

وهذا ليس مستغرباً فالحكومة الأفغانية لم تنظر منذ البداية لمفاوضات الدوحة بعين الرضا ورأت أنها إقصاء لها من المشهد السياسي فالاتفاق الذي كان سيتم التوقيع عليه يقضي بانسحاب كل القوات الأجنبية من أفغانستان مقابل تعهد حركة طالبان التي تسيطر على 70% من البلاد بعدم استخدام أراضي أفغانستان ضد أمريكا أو أي من حلفاء أمريكا..!

ثم البدء في حوار أفغاني أفغاني.. أي بين الحركة وبين الحكومة الأفغانية تملي فيه طالبان شروطها....

والآن بعد فشل مباحثات السلام في الدوحة ووصولها إلى طريق مسدود... هل ستتراجع "قطر" عن دعمها لحركة طالبان واستضافتها لزعماء الحركة؟

بالطبع (لا) فدعم الارهاب واستضافة رموزه هو جزء أصيل من السياسة القطرية التي أصبحت القبلة المثلى له وللأسف المجتمع الدولي يعلم ذلك جيداً ويغض الطرف عن تلك الممارسات لأسباب تتعلق بمصالح الدول الكبرى حتى لو احترق العالم بنيران الارهاب القطري..

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2