وكالات
دعا تقرير أعدته لجنة العلاقات الدولية في مجلس اللوردات البريطاني، حكومة المملكة المتحدة إلى ضرورة إعادة التفكير بشكل جذري في نهجها إزاء الشرق الأوسط، وأن تنأى بنفسها عما وصفته بالقيادة "المتقلبة التي لا يمكن التنبؤ بها" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية - اليوم الثلاثاء- أن اللجنة التي تضم وزراء سابقين في الحكومة البريطانية وكبار مستشاري السياسة الخارجية ودبلوماسيين حذرت الخارجية البريطانية من الاعتماد بشكل كبير على الرئيس الأمريكي، مطالبة المملكة المتحدة بإعادة رسم سياستها بالكامل تجاه المنطقة.
ودعت اللجنة في تقريرها بريطانيا إلى تشكيل تحالفات جديدة في منطقة الخليج، واصفة السياسة البريطانية في سوريا بأنها "مرتبكة وفوضوية"، مؤكدة تضاؤل نفوذها إزاء إيران.
ووفقا للصحيفة، أوصت اللجنة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بدعم الاتفاق النووي الإيراني الذي أبغضه البيت الأبيض في عهد ترامب، وأن ينظر بجدية في الاعتراف بفلسطين كدولة من أجل تعزيز عملية السلام في الشرق الأوسط.
وقالت اللجنة إن "الطبيعة الزئبقية" المتقلبة التي لا يمكن التنبؤ بها لصنع القرار من قبل الرئيس ترامب، جعلت من الصعب على الحكومة البريطانية التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية حتى الآن، وهو تحد من غير المحتمل أن تقل وطأته.
وقال اللورد هاول وزير الحكومة البريطانية المحافظ السابق، والذي ترأس لجنة اللوردات: "إن سياسة المملكة المتحدة يجب أن تساير التغيير الذي طرأ على منطقة الشرق الأوسط، وبينما تستعد المملكة المتحدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي ولدينا سياسة أمريكية جديدة وغامضة في المنطقة، فلا يمكننا افتراض أن استراتيجيات الماضي لدينا ستكون كافية".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى استراتيجية بريطانية جديدة إزاء الشرق الأوسط ومجموعة من سياسات تعكس الواقع الجديد في المنطقة. فلم يعد بإمكاننا افتراض أن أمريكا ستحدد لهجة علاقة الغرب مع الشرق الأوسط، ويجب على المملكة المتحدة أن تفكر جديا في كيفية تغيير نهجنا الخاص".
كما قالت اللجنة في تقريرها إن رد المملكة المتحدة على الربيع العربي كان "مشوشا"؛ فأحيانا كان داعما لحكام العائلات الاستبدادية الذين تولوا الحكم بالوراثة، وفي أحيان أخرى منحازا للحركات الثورية التي تقاتل الأنظمة القديمة.
وذكرت الجارديان أن اللجنة انتقدت بشدة دور الإدارة الأمريكية الجديدة، قائلة إن لديها القدرة على زعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر.. لافتة إلى أن الرئيس الأمريكي اتخذ "مواقف غير بناءة وربما تسببت في تصاعد الصراع"، فيما يتعلق بالبحث عن حل الدولتين في فلسطين والعلاقات مع إيران.
وأدان أعضاء اللجنة قرار وزير الخارجية البريطاني بأن ينأى بنفسه عن الجهود الدبلوماسية الفرنسية في العام الماضي للتوصل إلى حل في الشرق الأوسط - ووصف أحدهم القرار بأنه صبياني.. مؤكدين ضرورة دعم بريطانيا للمبادرة الفرنسية بشكل هادف هذا العام سياسيا وماليا.
وبالنسبة لإيران، اقترحت اللجنة على المملكة المتحدة وأوروبا تخفيف اللوائح المصرفية لفتح مصادر تمويل جديدة لطهران، حتى لو لم تحذو واشنطن حذوها. وقالت إن ترامب ليس لديه الدعم الدولي لتمزيق صفقة إيران الحالية .. محذرة بقولها: "هناك منطق تصعيد خطير للنهج الأمريكي".