أيمن الغندور يكتب: من قبائل سيناء للدواعش الحرق بالحرق والبادى أظلم

أيمن الغندور يكتب: من قبائل سيناء للدواعش الحرق بالحرق والبادى أظلم أيمن الغندور يكتب: من قبائل سيناء للدواعش الحرق بالحرق والبادى أظلم 

*سلايد رئيسى2-5-2017 | 21:34

تحاول الجماعات الإرهابية إخضاع قبائل سيناء وضمها إلى جانبها وذلك لمساعدتها فى الانتشار والتمدد فى سيناء وتكوين جيش من الإرهابيين أملاً فى السيطرة على شبه جزيرة سيناء تمهيدا لانتشار فى مصر، وتتبع الجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش وأنصار بيت المقدس على عدة أساليب فى تحقيق هدفها، بداية بمحاولة استقطاب عدد كبير من الشباب إلى الفكر الإرهابى والتكفيرى من خلال نشر المنهج التكفيرى الجهادى بين الشباب ، أو اللجوء إلى المال كوسيلة لاستقطاب أفراد سيناء للانضمام إلى هذه الجماعات، وإلى استخدام التخويف والإرهاب والفزع والدعاية السلبية لتخويف أهل سيناء من بطش هذه الجماعات حتى لا تقوم قبائل سيناء بالابلاغ عن الإرهابيين أو مقاومتهم.

ويعد القتل بوحشية كالحرق وغيره أحد الوسائل التى يستخدمها تنظيم داعش لإرهاب أهل سيناء وإضعاف روحهم المعنوية وإفقادهم الثقة فى قدرة الدولة على حمايتهم، وإظهار أن الجماعات الإرهابية أقوى من الدولة وهو ما تريد هذه الجماعات غرسه فى عقول السيناوية كي مايكون والقمة سائغة وأداة طيعة فى يد هذه الجماعات تمكنها من بسط سيطرتها على سيناء، وتستخدمها فى مواجهة الجيش والشرطة، إما كأفراد من ضمين إلى صفوفها أو إمدادها بالمعلومات والرصد لأماكن وجود قوات الجيش والشرطة، وتنفيذ لمخطط الجماعات التكفيرية والإرهابية فى تخويف وبث الرعب فى نفوس أبناء القبائل والعائلات فى سيناء.

وعلى مدار ثلاث سنوات ارتكبت الجماعات الإرهابية جرائم بشعة ضد أبناء سيناء مثل القتل بقطع الرأس ، والتصفية بالرصاص الحى، وذلك بتهمة تعاونهم مع قوات الجيش والشرطة، وهو ما تسبب فى حالة من الخوف والهلع بين الأهالى ومن بين الضحايا مسنين ورموز وشيوخ قبائل.

وهذه الأساليب لا تختلف  كثيرا عن الأفعال الوحشية التى كان يقوم بها التتار، وكانوا يقومون بنشر هذه الفظائع فى الدول التى ينوون مهاجمتها لبث الرعب فيها وإضعاف مقاومة شعبها وجيشها فهى إحدى وسائل الحرب النفسية، ولقد فطنت القبائل السيناوية إلى هذا المخطط فقامت بالرد على أفعال الجماعات الإرهابية بنفس الأسلوب، الأسبوع الماضى، حيث قامت بملاحقة عنصر تكفيرى وإحراقه انتقاما لضحاياهم الذين قامت العناصر التكفيرية فى غضون الأسابيع الثلاثة الأخيرة باختطافهم وقتلهم فضلا عن استهداف منازل ومجالس وقيام أحدهم بتفجير أحدهم نفسه وهو يقود سيارة مفخخة فى تجمع أقامه عددا من الشباب لحماية قرية البرث من العناصر التكفيرية وهو ما تسبب فى قتل شابين وإصابة 3 آخرين من أبناء القبائل.

وفى إطار مواجهة الحرب النفسية التى تقوم بها الجماعات الإرهابية لبث الفزع فى نفوس أهالى سيناء أصدرت قبائل شمال سيناء بيانا استنكرت فيه ما نشرته بعض المواقع التابعة للتكفيريين أنهم قد قتلوا 40 شخصا من قبيلة الترابين.

وأكد البيان أن ما نشرته المواقع التكفيرية كذب وعار تمام من الصحة، ويهدف إلى إرباك وتهجير القبائل والعائلات من شمال سيناء، كما أكد البيان على دعم جميع العائلات بشمال سيناء للجيش المصري والشرطة المدنية والقيادة الحكيمة المتمثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، ضد العناصر الإرهابية التابعة للفكر التكفيري البعيد كل البعد عن الفكر الإسلامي الحنيف فالإرهاب لا دين له ولا وطن.

وطالب البيان، جميع القبائل العربية والعائلات والشباب فى سيناء بالتحدي والتصدي لهذه العناصر الإرهابية الدخيلة على أرضنا والبحث عن هذه البؤر المشبوهة التي يدعمها الصهاينة من أجل تدمير سيناء، وتهجير عائلاتها وأشعال الفتن بين المسلمين والمسيحيين، مؤكدا أنه يجب علينا القضاء على هؤلاء التكفريين أينما كانوا، واختتم البيان برسالة موجهة إلى قبيلة الترابين مفادها، نحن جميعا معكم بكل الوسائل من أجل حماية بلدنا مصر.

ولإن الإرهابيين يستعينون بعدد من أبناء القبائل الذين أقنعوهم بالفكر التكفيرى، ولولا وجودهم معهم لما عرفوا دروب ومسالك سيناء، ولا استطاعو معرفة أماكن تواجد الجيش والشرطة ومعرفة المتعاونيين مع الجيش والشرطة.

لذلك دعت قبيلة الترابين بشمال سيناء، هى الأخرى فى بيان لها يوم السبت الماضى، القبائل للتوحد ومواجهة خطر الإرهاب الذى يهدد الوطن، وذلك بعد اشتباكات الأسبوع الماضى

  وجاء نص البيان، الذى نشر "الشيخ موسى الدلح" أحد وجهاء قبيلة الترابين صورة منه على صفحته بـ "فيس بوك" أنه فى ظل ما تتعرض له الأمة الإسلامية والعربية من غزو إرهابى لاأخلاقى، يستهدف مقدرات شعبنا وكيان دولته ويتخطى معايير الإنسانية وينتهكها، مبتعدا كل الابتعاد عن قيم وموروثات الدين الإسلامى الحنيف، أبت الفتنة إلا أن تطرق بيوت الآمنين وتطال يد الغدر والخسة أراوح الشباب ومقدرات القبائل المادية والمعنوية فى محافظة شمال سيناء، وعليه نحن فى قبيلة الترابين مشايخ وأعيان ووجهاء نؤكد على التالى :

أن الفتنة نائمة ولعنا للهمن أيقظها ومن بث سمومها بين القبائل وسعى بينهم بفساد، أى اعتداء منفرد من أبناء القبائل الأخرى جرم مشهود وليس له من سند أو عون أو نصير من أى قبيلة أو جهة ولن يراعى فيه أى اعتبار عشائرى أو قبلى.

أن حرمة بيوت القبائل على وجه الخصوص قبيلة الترابين خط أحمر لانقبل ولن تقبل انتهاكه، والعلاقة التى تجمع القبائل البدوية فى محافظة شمال سيناء هى علاقة دين ووطن ودم لن تسقطها الأقنعة والبنادق المأجورة أو أى جهات خارجية شغلها الشاغل تنفيذ مخططات الموساد الصهيونى وأذنا به.

أن قبيلة الترابينكانتو لاتزال راية وطنية خفاقة لا تندرج تحت أى مخطط ولا تلين لأى قوة فرضت نفسها عليها بمنطق السلاح والدم، وأن تحكيم شرع الله فى الأرض لا يأتى بحد السيف ولابقوة السلاح وإنما بالاعتدال ولين الجانب. أن بعض التجاوزات التى حدثت بحق أبنائنا لهو جرم كبير وانتهاك صارخ لكافة المعايير الشرعية والإنسانية، واستطرد البيان لسنا بعاجزين عن الرد بقوة على تلك التجاوزات ونمهل ولن نهمل.

واختتم البيان برسالة لأبناء القبائل الأخرى "ابتداء من تاريخ صدور البيان على جميع عقلاء وحكماء القبائل البدوية فى محافظة شمال سيناء بالتواجد الفعلى فى الميدان وتشكيل خلية مشتركة لإدارة الأزمة على الفور، وصف الجهود لرأب أى صدع يتسلل إلى عمق وجودنا ويهدد أمننا واستقرارنا".

وفور إعلان قبيلة الترابين خوض المعركة ضد التكفيريين، استجابت 4 قبائل و6 عائلات لتلك المبادرة المصيرية لمواجهة التكفيريين، والتى نشرتها بين عموم القبائل صباح اليوم، السبت، ودعت خلالها القبائل للتوحد ومواجهة خطر الإرهاب.

ولاشك أن دخول القبائل السيناوية على خط المواجهة مع التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش سيكون عاملا حاسما فى مواجهة الدولة متمثلة فى جيشها وشرطتها وأبناء سيناء للإرهاب، حيث إن هذه القبائل لها دراية كبيرة بدو سيناء وطرقها الوعرة فضلا عن انتشارها مما يساعد على جمع أكبر قدر من المعلومات عن العناصر الإرهابية ورصدها وتتبع حركتها، كما أن إعلان القبائل مواجهتها وحربها للجماعات الإرهابية وبراءة القبائل من أى شخص ينتمى إلى هذه التنظيمات سيضيق الخناق على هذه التنظيمات وعلى أفراد القبائل المنضمين إليها لأنهم سيعدون فى نظر القبيلة أعداء للقبيلة ككل مما سيحول دون إختباء هذه العناصر بين أفراد القبائل بل إن القبائل أنفسها قد تقبض عليهم أو تقتلهم عند المواجهة أو تبيح دمائهم باعتبارهم أعداء لكل قبائل سيناء وفى ذلك تضييق أكبر على العناصر الأجنبية عن سيناء لأنها ستكون صيدا ثمينا لمحاصرتهم بشباك من رجال الجيش والشرطة وأبناء سيناء المخلصين.

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2